المغرب: انتخاب بنعبد الله أميناً عاماً لـ"التقدم والاشتراكية" لولاية رابعة

13 نوفمبر 2022
بنعبدالله: رغم إصراري على عدم الاستمرار إلا أن الظروف لم تكن مناسبة ليتم ذلك (الأناضول)
+ الخط -

انتُخب محمد نبيل بنعبد الله، ليل السبت، أمينا عاما لحزب "التقدم والاشتراكية" المعارض، لولاية رابعة، في ختام المؤتمر الوطني الحادي عشر الذي انعقد في مدينة بوزنيقة (جنوب الرباط) تحت شعار "البديل الديمقراطي التقدمي".

وحصل بنعبد الله، الذي تقدم وحيدا بدون منافس لانتخابات الأمين العام للحزب، على 415 صوتا من أصل 432 صوتا يمثلون أعضاء اللجنة المركزية (برلمان الحزب)، في حين تم إلغاء 17 صوتا، وذلك بعد إجراء عملية التصويت طبقا للقانون الأساسي للحزب.

وفي أول كلمة له بعد انتخابه للمرة الرابعة على التوالي على رأس الحزب، قال بنعبد الله: "رغم إصراري على عدم الاستمرار في المسؤولية، واقتناعي الراسخ بأنه آن الأوان لتجديد دماء الأمانة العامة وجزئيا المكتب السياسي واللجنة المركزية، إلا أن الظروف لم تكن مناسبة ليتم ذلك على الأقل بالنسبة للأمانة العامة".

وتابع قائلا: "ها أنتم قررتم بمبادرتكم أن أواصل المسؤولية، سأعمل على ذلك، وسأكون قدر الإمكان في الموعد إلى جانب اللجنة المركزية المنتخبة والمكتب السياسي بعد انتخابه في الأسابيع المقبلة. لكن أريد أن يكون هناك التزام جماعي أن يكون المؤتمر المقبل فرصة للعمل على التجديد على كل المستويات، بما في ذلك الأمانة العامة للحزب".

وكانت رئاسة لجنة الترشيحات، قد أعلنت، في وقت سابق السبت، عن ترشيح واحد "محترم للقانون"، بعد أن تقدم 1125 مؤتمرا ومؤتمرة ينتمون للجهات الـ12 للمملكة، بطلب من أجل ترشيح بنعبد الله أمينا عاما للحزب، مما جعله مرشحا بناء على قوانين الحزب.

وينص المقرر التنظيمي للمؤتمر، على أن الترشيح لمنصب الأمين العام للحزب يتم إما بشكل فردي أو باقتراح من عدد من المؤتمرين، شريطة الحصول على تزكية 10% على الأقل من مجموع مندوبات ومندوبي المؤتمر الوطني، منتمين إلى نصف الجهات الإدارية على الأقل، بواسطة لائحة تضم أسماءهم وأرقام بطاقات تعريفهم وفروعهم الإقليمية وتوقيعاتهم، تسلم إلى اللجنة التحضيرية أو إلى رئاسة المؤتمر؛ على ألا يوقع مندوب أو مندوبة للمؤتمر لأكثر من لائحة تزكية.

والتزاما بموقفه السابق، لم يُرشح بنعبد الله نفسه لتولي قيادة الحزب، في حين لم يتقدم خلال المؤتمر الحادي عشر أي منتم للحزب ترشيحه لخوض المنافسة على رئاسة الحزب.

وكان بنعبد الله أكد، خلال الأسابيع الماضية، عدم رغبته في الترشح لولاية رابعة، مؤكدا أن غياب شخصيات داخل الحزب حولها إجماع يجعل كثيرين يطلبون منه عدم ترديد كلامه حول الرحيل عن القيادة. في حين كان لافتا تأييد غالبية أعضاء المكتب السياسي السابق للحزب استمراره على رأس الحزب، لعدم وجود بديل آخر، بحسبهم.

ويشغل بنعبد الله (1959) منصب أمين عام حزب "التقدم والاشتراكية" منذ 2010، وكان وزير الاتصال والناطق الرسمي في حكومة إدريس جطو (2002)، ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة في حكومة بنكيران (2012-2016)، وبعدها وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في حكومة سعد الدين العثماني (2017).

"التقدم والاشتراكية" ينتقد الأداء الاقتصادي لحكومة عزيز أخنوش

إلى ذلك، انتقد الحزب المعارض حكومة عزيز أخنوش، معتبرا أن أداءها وبرنامجها "لا يرتقيان إلى مستوى القدرة على مواجهة التحديات والصعوبات المطروحة. كما لا يرتقيان إلى القدرة على تفعيل توصيات النموذج التنموي الجديد. كما أن خطابها تغيبُ عنه الأبعاد الديمقراطية والسياسية والحقوقية".

وعبّر الحزب، في البيان العام للمؤتمر الحادي عشر، عن الحاجة إلى نفس ديمقراطي وإصلاحي جديد في كافة مناحي الحياة الوطنية، تجاوزاً لما يعرفه المسار الديمقراطي من ركود سياسي، واعتبر أن الحاجة ماسة إلى تدابير عملية لتوسيع فضاء الحريات الفردية والجماعية، وإلى توطيد حماية حقوق الإنسان بأبعادها الدستورية المختلفة، والمضي قدما في مسلسل إقرار المساواة التامة بين النساء والرجال، بما من شأنه إحداث أجواء سياسية إيجابية، لا سيما عبر طيِّ ملفاتٍ عالقة تتعلق بالحركات الاجتماعية وببعض الإعلاميين.

وأبدى الحزب المعارض قلقه إزاء "ما سار إليه الوضع الاقتصادي والاجتماعي من تدهورٍ للقدرة الشرائية للمغاربة، ومن تصاعدٍ لغلاء الأسعار"، منبها إلى "مخاطر تعمق الفقر والهشاشة والبطالة، على الاستقرار الاجتماعي، أمام عجز الحكومة الحالية عن مواجهة مصاعب الظرفية عبر قراراتٍ ذات أثرٍ ملموس، ولجوئها إلى التبرير، وتلكؤها في التفاعل الإيجابي مع المقترحات البناءة لحزبنا، ولقوى مجتمعية مختلفة، من أجل التخفيف من وطأة الغلاء على جيوب المواطنات والمواطنين".

المساهمون