احتج مئات النشطاء المغاربة، مساء الخميس، خلال وقفات احتجاجية في العديد من مدن المملكة تنديداً بـ "جرائم الاستعمار الصهيوني، وللتضامن مع الأسيرات والأسرى، وضد الحلف العسكري الصهيوني المغربي".
وجاءت الوقفات استجابة للدعوة التي أطلقتها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، في سياق "يوم غضب"، بمناسبة الذكرة 47 لـ"يوم الأرض".
وفي العاصمة المغربية الرباط ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للتطبيع وأخرى مؤيدة لفلسطين والمقاومة من قبيل "من طنجة إلى العيون للتطبيع رافضون"، " فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، "إدانة شعبية لحلفاء الصهيونية"، "لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، "المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين"، "وعهد الله لن نخون، فلسطين في العيون"، "المقاومة إلى الأمام لا تطبيع لا استسلام".
وبينما عرفت الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت أمام مقر البرلمان بالعاصمة المغربية الرباط، إحراق العلم الإسرائيلي، دعا المشاركون إلى الاستمرار في حملة حركة مقاطعة إسرائيل BDS ومقاطعة متاجر "كارفور" "بسبب ضلوعها في تسويق المنتجات الصهيونية، وتوخي الحذر واليقظة من أنواع التمور الصهيونية التي تدخل السوق المغربية".
وإلى جانب الوقفة الاحتجاجية المركزية أمام مقر البرلمان المغربي، نظمت وقفات مماثلة في أكثر من 18 مدينة مغربية منها الدار البيضاء ووجدة ومراكش والمحمدية وطنجة، وتارودانت ومكناس وتازة والقنيطرة، وبني ملال وبركان وسيدي سليمان وآزرو وتاوريرت وفاس وبنسليمان وآكادير.
وبالتزامن مع الوقفات الاحتجاجية، نظمت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" بتنسيق مع المركزية النقابية "الكونفدرالية الديمقراطية للشغل" (اتحاد عمالي) مهرجاناً خطابياً لإحياء "يوم الأرض" وتجديد الإدانة للتطبيع مع إسرائيل والمطالبة بالإسراع إلى وقف هذا التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال.
إصرار على رفض التطبيع
إلى ذلك، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوقفات الاحتجاجية المنظمة رسالة عنوانها "إصرار الشعب المغربي على رفض وإدانة التطبيع وتعنت السلطات في المضي ضد إرادة الشعب في العلاقات مع حكومة فاشية أدانها العالم كله".
وكانت الرباط وتل أبيب وواشنطن قد وقعت، في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إعلاناً تضمن ثلاثة محاور، أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بينهما مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، وثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي الطرفين، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة"، وثالثها "تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلّاق، إضافة إلى مواصلة العمل في مجالات التجارة والمالية والاستثمار، وغيرها من القطاعات الأخرى".
ومنذ إعلان استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، تسير العلاقات بين الجانبين في منحى تصاعدي، تخللته في الأشهر الماضية لقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاق أمني، واتفاقية التعاون السيبراني، واتفاقات اقتصادية ورياضية، وفي مجال التعليم.