لمح سفير المغرب وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال، مساء الاثنين، إلى تورط جبهة "البوليساريو" في مقتل شاب مغربي وإصابة 3 آخرين إثر سقوط "مقذوفات متفجرة" على أحياء سكنية بمدينة السمارة بمنطقة الصحراء، متوعدا بمعاقبة المتورطين ومن يقف خلفهم، وذلك في أول تعليق رسمي على الحادث الذي أثار الكثير من الأسئلة حول منفذيه.
وقال هلال، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الاثنين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بعد تصويت مجلس الأمن على قرار تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (مينورسو) لمدة عام إضافي، إن "صمت جبهة البوليساريو بشأن أحداث السمارة يؤكد أنها هي التي تقف وراء هذه التفجيرات".
ولفت إلى أن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يصنف كل الهجمات التي تستهدف المدنيين أو مناطق مدنية على أنها أعمال إرهابية وأعمال حرب، وهذا ما تترتب عليه تداعيات ومسؤوليات.
إلى ذلك، توعد السفير المغربي بمعاقبة المتورطين في الحادث الذي أدى إلى مقتل شاب مغربي مقيم في فرنسا وجرح 3 أشخاص آخرين، وقال: "هذه الهجمات والتفجيرات التي أودت بحياة ضحية نعتبره شهيدا، وأحزن موته جميع المغاربة، لن تظل بلا عقاب.. المسؤولون عنها سيتحملون مسؤوليتهم القانونية والسياسية أيضا، ليس فقط من نفذوا هذه الهجمات، ولكن أيضا من يقف خلفهم ويأويهم ويوفر لهم الصواريخ والكاتيوشا والقذائف".
وأوضح الدبلوماسي المغربي، في رده على أسئلة الصحافيين، أن التحقيق القضائي الذي تجريه الشرطة القضائية بتكليف من النيابة العامة متواصل، مؤكدا أن بلاده ستتخذ القرارات المناسبة على ضوء النتائج التي سيظهرها هذا التحقيق.
وكانت السلطات المحلية بمدينة السمارة قد أعلنت، أول من أمس الأحد، مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين جراء 4 انفجارات في أحياء سكنية بالمدينة ناتجة عن "مقذوفات متفجرة"، في حين أعلنت النيابة العامة في محكمة الاستئناف بمدينة العيون (كبرى حواضر الصحراء) عن تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، والقيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة.
وبينما ثارت أكثر من علامة استفهام حول سبب الانفجارات ومصدرها، أعلنت جبهة "البوليساريو"، في بيان نشرته "وكالة الأنباء الصحراوية"، أول من أمس الأحد، أن عناصرها "نفذوا هجومات جديدة ضد القوات المغربية المتمركزة بقطاعات المحبس، السمارة والفرسية، مخلفة خسائر فادحة في ثكنات وتخندقات العدو".
وفي انتظار الإعلان عن نتائج التحقيق الذي فتحه القضاء المغربي للكشف عن حقيقة ما وقع في مدينة السمارة، يشكل الحادث، بكل المقاييس، تطورا خطيرا قد يدخل المنطقة التي تعيش منذ ثلاث سنوات على صفيح ساخن في فصل جديد من التوتر.
وبحسب رئيس "المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية" نبيل الأندلوسي، فإنه "إذا ثبت تورط الجبهة الانفصالية في الحادث، فإنه ولا شك سيكون منعطفا خطيرا، وسيدخل المنطقة إلى مرحلة من التوتر"، معتبرا في حديث مع "العربي الجديد"، أن كل الخيارات تبقى مفتوحة.