أعلنت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سورية، الأحد، توقف جميع الأعمال الخدمية، وتعليق الدوام المدرسي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، في مدينة حلب شمالي سورية، الخاضعتين لسيطرتها بعد حصار تفرضه عليهما قوات النظام السوري، منذ قرابة شهرين، منعت خلاله دخول المحروقات والبضائع.
وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة، نقلا عن مصادر كردية، إن "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام تمنع عبر حواجزها العسكرية دخول المحروقات والغاز والمواد الغذائية منذ أكثر من شهرين إلى الأحياء الكردية في مدينة حلب، التي يسكنها حوالي 200 ألف شخص.
ونقل المراسل عن مصدر مقرب من الإدارة الذاتية أن "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) ستبدأ خلال فترة قريبة بحصار المربع الأمني في مدينة القامشلي بالحسكة، لإجبار النظام السوري على فك الحصار عن الأحياء ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب.
ونقلت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "الإدارة الذاتية" عن الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في المنطقة بريفان خليل، قولها إنهم "علقوا الدوام المدرسي في مقاطعة الشهباء لمدة أسبوع، بسبب عدم توفر مادة المازوت، وذلك بدءاً من الأحد". ونوهت إلى أنه في "حال استمرار النظام السوري بتشديد الحصار، ومنع دخول المحروقات، فسيتم تمديد تعليق الدوام المدرسي".
ودعت المسؤولة الكردية إلى "فك الحصار الخانق على "مقاطعة الشهباء"، لما له من تداعيات كبيرة على الحياة اليومية للطلبة والأهالي".
كما ذكر الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية فائق أحمد أن "جميع الأعمال الخدمية والآليات بما في ذلك مولدات الكهرباء، توقفت السبت نتيجة عدم توفر المحروقات".
وسبق أن تبادلت قوات النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حصار مناطق سيطرة كل منهما، في الحسكة وحلب، في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، كما عاود كل طرف حصار مناطق الطرف الآخر، في إبريل/نيسان من العام الجاري.
وحول الأسباب التي تدفع قوات النظام لحصار مناطق سيطرة "قسد" في مدينة حلب، قال الباحث في الشأن الكردي أحمد البرو لـ"العربي الجديد"، إن النظام يسعى من خلال الضغط الاقتصادي على هذه المناطق إلى إجبار الإدارة الذاتية على تسليمها والانسحاب منها. مضيفا أنه ربما يكون هناك اتفاق بين النظام وتركيا لإضعاف وجود "قسد" في هذه المناطق، وإخراجها من المنطقة.
ولفت إلى أن الضغط على هذه المناطق ربما يعود أيضا لخلافات اقتصادية بين النظام و"قسد"، لاسيما مسألة إمداده بالنفط، إذ يبدو أن قوات سورية الديمقراطية تمتنع مؤخرا عن تزويد النظام بالنفط من الحقول التي تسيطر عليها.