انتقادات لتقليل ترامب من أثر الاختراق الإلكتروني: إذعان لبوتين

انتقادات لتقليل ترامب من أثر الاختراق الهائل لأنظمة الكمبيوتر الحكومية: إذعان لبوتين

20 ديسمبر 2020
ترامب يواصل إثارة الشكوك بشأن علاقته بروسيا (فرانس برس)
+ الخط -

لاقت تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم السبت، التي حاول من خلالها التقليل من خطورة الهجوم الإلكتروني الواسع الذي استهدف وكالات حكومية، انتقادات كبيرة، ولا سيما ما اعتُبر محاولة منه لإبعاد الشبهة عن موسكو بالوقوف وراء الهجوم.
وتوقفت تقارير إعلامية أميركية عند مخالفة ترامب لموقف حتى وزير خارجيته، مايك بومبيو، الذي أيد الجمعة شكوك خبراء أشاروا بأصابع الاتهام إلى موسكو.
وقال بومبيو: "كانت محاولة كبيرة للغاية، وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بشكل واضح جداً إن الروس انخرطوا في هذا النشاط".
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع". وأوضح أن "كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء"، مضيفاً: "قد تكون الصين (هذا محتمل!)".

ولقيت تصريحات ترامب تنديداً من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي، آدام شيف، الذي كتب على "تويتر": "إنها خيانة مشينة جديدة لأمننا القومي من قبل هذا الرئيس"، مضيفاً: "إنها تغريدة أخرى غير نزيهة كان من الممكن أن يكتبها الكرملين. إشارة إذعان جديدة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

ومن جانب الحزب الجمهوري، رأى السيناتور ماركو روبيو أنه يتبين "بوضوح متزايد أن الاستخبارات الروسية قادت أخطر اختراق إلكتروني في تاريخنا"، قبل أن يضيف: "يجب أن يكون ردنا متناسباً ولكن مهماً".

وفي تعليقها على تغريدة الرئيس الأميركي، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن اختيار ترامب عدم إدانة الكرملين على الأنشطة التي يخوض فيها في المجال الإلكتروني، وإذعانه للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هما السمة المميزة لفترته الرئاسية.

وأضافت أنه اختار لمرات عدة الوثوق في كلام بوتين بدل الاعتماد على التقييمات التي كانت تعدها أجهزة الاستخبارات الموضوعة رهن إشاراته، بما في ذلك الخلاصات التي توصلت إليها بشأن الحملة التي خاضتها موسكو للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه مع بقاء 30 يوماً على وجوده في البيت الأبيض، جاءت تغريدات ترامب المقللة من خطورة الهجوم لتوضح أنه لن تبذل إدارته أي جهود حقيقية لمعاقبة روسيا على الاختراق الإلكتروني. وأضافت أن خبراء الأمن القومي شبه متأكدين أن الرئيس المنتخب، جو بايدن، هو من ستتولى إدارته عملية الرد والتعامل مع أي تداعيات محتملة.

وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد قالت، الثلاثاء الماضي، إن بعض أعمق الأسرار الأميركية قد تكون سُرقت في عملية منظمة امتدت أشهراً، نُسبت إلى نخبة من قراصنة الحكومة الروسية، متسائلة: هل يمكن أن يكون القراصنة قد حصلوا على أسرار نووية؟ بيانات لقاح كورونا؟ مخططات أنظمة أسلحة الجيل التالي؟ وقالت الوكالة إنه قد يتطلّب أسابيع وربما سنوات في بعض الحالات، للحصول على إجابات.

ولفتت إلى أن الواضح أن هذه الحملة، التي يقول خبراء الأمن السيبراني إنها تعرض تكتيكات وتقنيات جهاز الأمن الاستخباراتي الخارجي الروسي، ستصنّف بين أكثر الحملات المثمرة في سجلات التجسس الإلكتروني.

المساهمون