انعقاد الجلسة الشهرية حول فلسطين بمجلس الأمن على مستوى دبلوماسي رفيع

26 ابريل 2023
قدم المبعوث الأممي إحاطته الشهرية خلال الجلسة (Getty)
+ الخط -

غادر السفير الإسرائيلي قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك بعد أن قرأ بياناً يعبر فيه عن اعتراضه وسخطه الشديد لعقد اجتماع المجلس الدوري حول الوضع في الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، الذي يصادف إحياء دولة الاحتلال لذكرى سقوط جنودها في حرب عام 1948، والتي شردت فيها ثلثي الشعب الفلسطيني وطردتهم من أرضهم التي استولت عليها في نكتبهم المستمرة منذ خمسة وسبعين عاماً.

وافتتح "مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط"، تور وينسلاند، الجلسة، وقال في بداية إحاطته إن المخاطر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل تزداد على الرغم من تمكن الأطراف من تجنب التصعيد على نطاق واسع في الأسابيع الأخيرة، واصفاً الوضع الحالي بغير المستدام. 

وعقد الاجتماع على مستوى دبلوماسي رفيع حيث ترأسه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي ترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر.

وشدد وينسلاند على ضرورة "أن تكون هناك نهاية للإجراءات أحادية الجانب والاستفزازات والتحريض التي تزيد من العنف وتمنع التقدم نحو حل هذا الصراع وإنهاء الاحتلال"؟

وتحدث عن قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ 17 فلسطينياً، من بينهم طفلان، منذ إحاطته الأخيرة قبل قرابة الشهر. كما جرح قرابة الـ 200 فلسطيني من بينهم 38 طفلاً. وجرح 39 فلسطينياً آخرين على يد المستوطنين. وأشار إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة 31 آخرين.

وتوقف وينسلاند عند التوسع الاستيطاني وإعلان إسرائيل مؤخراً عن مناقصة لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية استيطانية في الضفة والقدس. كما أشار إلى مسيرة المستوطنين التي اشترك فيها أكثر من 15 ألف مستوطن إسرائيلي، بمن فيهم وزراء في الحكومة وأعضاء في الكنيست، وتحت حماية مشددة من قوات الأمن الإسرائيلية. وتهدف المسيرة إلى إضفاء "الشرعية" على بؤرة "أفيتار" بموجب القانون الإسرائيلي. كرر المسؤول الأممي أن جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وأنها تشكل عقبة كبيرة في طريق السلام. ودعا جميع الأطراف إلى التوقف عن "الأعمال الاستفزازية وأحادية الجانب"، كالمسيرة.

ومن جهته قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي "منذ خمسة وسبعين عاماً عاش شعبنا النكبة... بين ليلة وضحاها أصبح ثلثا شعبنا لاجئاً. وبعد خمسة وسبعين عاماً لا تزال النكبة مستمرة. يحرم شعبنا من حقوقه ويتم استبداله وتشريده بهدف واحد وهو الضم. آن الأوان لإنهاء النكبة". وأضاف "هذه أطول أزمة لجوء يعرفها العالم، وأطول عملية حرمان من الحقوق الفردية والوطنية في العالم، وأطول عملية احتلال لأراضٍ بأكملها في التاريخ الحديث". وتساءل عن السبب وراء استمرار ذلك على الرغم من وضوح القواعد الدولية في هذا السياق، أي حق الشعوب بتقرير المصير وعدم جواز السيطرة على الأراضي بالقوة.

وشدد الوزير الفلسطيني على مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ضمان احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قراراتها. وقال إن المجتمع الدولي الذي اعتمد مواقف واضحة وحاسمة عن طريق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، لم يتخذ تدابير حاسمة ولا يظهر إرادة لتنفيذها.

وتحدث عن سياسات إسرائيل والتي هي السبب لعدم عيش الفلسطينيين بأمان في أي مكان يتواجدون به على أرضهم، لا في بيوتهم ولا خارجها. وشدد على ضرورة أن تكون هناك استجابة دولية مشتركة لردع الإسرائيليين عن خرق القانون الدولي. ووضح أن ذلك يمكن أن يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين. وتساءل، "لماذا اعترفوا بإسرائيل ولم ينتظروا أن يوافق الجانب الفلسطيني على ذلك، في حين ينتظرون موافقة الجانب الإسرائيلي للاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة؟".

وتحدث عن مبدأ الحماية الدولية وقال "إن كان هناك من يحتاج إلى الأمن فهو الشعب الفلسطيني". ثم شدد على ضرورة منع منتجات المستوطنات وفرض عقوبات على من يجمع الأموال لها ويسعى إلى بنائها.

من جهته انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السياسات الأميركية تجاه ملف الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية والجولان السوري المحتل. وتحدث عن ضرورة وجود هيكلية مستدامة للحوار في الشرق الأوسط. وتحدث عن المبادرة الروسية وقال إنها تلقى اهتماماً متزايداً وأنها "تضمن الأمن المشترك بمشاركة كل الدول العربية وإيران والحلقة الخارجية من الدول المؤثرة". 

وعزا الوزير الروسي التوترات الأخيرة في المنطقة لـ"الخطوات أحادية الجانب من أجل فرض وقائع على الأرض لا يمكن عكسها، واستخدام القوة لحماية تلك الوقائع". ولفت الانتباه في هذا السياق إلى العمليات الاستيطانية، وقال "لا يمكن أن نغض النظر عن وتيرة بناء المستوطنات وضم الأراضي وتدمير المنازل وعمليات الاعتقال التعسفي... كما اتساع الهوة بين الأطراف الفلسطينية (حماس وفتح)". وتحدث عن ضرورة العودة إلى المفاوضات المباشرة حول جميع المسائل النهائية.

ثم انتقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وما أسماه تدابير تسعى "لتعزيز التطبيع بين العرب والإسرائيليين من خلال التنصل من مبادرة السلام العربية، حيث وقعت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط ضحية لذلك. وواشنطن تدعي اليوم بأنها الراعي الوحيد لعملية السلام للشرق الأوسط، إلا أنها لم تعد موضوعية ولا محايدة، وخاصة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب حول الجولان المحتل الذي انتهك قرار مجلس الأمن ولم تتراجع عنه إدارة بايدن".

ولفت الانتباه في هذا السياق لتصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التي أجاب فيها عن سؤال خلال مقابلة من محطة "سي أن أن" الأميركية عام 2022 حول الجولان المحتل وعدم تراجع إدارة بايدن عن خطوة إدارة ترامب وقال "إن المسألة عملية، الجولان مهم لأمن إسرائيل طالما أن الأسد لا يزال في السلطة، ونظام الأسد موجود. كل ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل وهي مسألة عملية. السيطرة على الجولان  مسألة أمنية والمسألة القانونية مسألة أخرى".