ترقّب المرافعات الختامية في محاكمة ترامب الأسبوع المقبل

ترقّب المرافعات الختامية في محاكمة ترامب الأسبوع المقبل

21 مايو 2024
دونالد ترامب مع محاميه تود بلانش أثناء محاكمته، نيويورك 20 مايو2024 (ستيفن هيرش بول/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اقتربت محاكمة دونالد ترامب من نهايتها بتهم تتعلق بدفع المال لستورمي دانيالز لإخفاء علاقة جنسية قبل انتخابات 2016، مع انتهاء الدفاع من استجواب مايكل كوهين، الشاهد الرئيسي.
- طرد القاضي لأحد شهود الدفاع بسبب تصرفاته، وشهادة كوهين المثيرة للجدل حول الدفعات المالية، مما يثير تساؤلات حول مصداقيته بسبب تاريخه من الأكاذيب.
- تأثير القضية على مستقبل ترامب السياسي ومساعيه للعودة إلى البيت الأبيض في 2024، مع بقاء الدعم الجمهوري قوياً وادعاءات بتسييس القضية.

اقتربت محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قضية دفع المال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية سابقة، هي ستورمي دانيالز، من مرحلتها النهائية، أمس الاثنين، مع انتهاء الدفاع من استجواب الشاهد الرئيسي مايكل كوهين، الذي لم يسلم من اتّهامات شاهد للدفاع.

وقال القاضي خوان ميرتشان للمحكمة إنه نتيجة العطلة المقبلة في نهاية الأسبوع والسجالات القانونية بشأن التوجيهات الصادرة لهيئة المحلفين "لن نتمكن من التوصل إلى خلاصة غداً" كما كان يأمل. فيما يُتوقع أن تجري المرافعات الختامية الأسبوع المقبل، وبعد المرافعات الختامية لفريقي الدفاع والادعاء، سيعطي القاضي ميرتشان توصياته غير العلنية إلى الأعضاء الـ12 في هيئة المحلفين.

وستُلقى على عاتق المحلفين المهمة الصعبة لاتخاذ القرار بشأن ما اذا كانوا يجدون ترامب مذنباً بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً لإخفاء أثر مبلغ مالي دُفع لدانيالز للتستر على علاقة جنسية جمعتها بترامب. ودُفعت الأموال في نهاية حملة انتخابات 2016 التي فاز بها ترامب بالرئاسة على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وتحتاج إدانة المتهم إلى قرار بالإجماع من هيئة المحلفين، وفي حال حصول ذلك يعود إلى القاضي تحديد العقوبة التي قد تصل إلى السجن.

طرد أحد شهود الدفاع

وشن الدفاع هجومه الأخير، أمس الاثنين، ضد محامي ترامب السابق مايكل كوهين، الذي استغرقت شهادته أربعة أيام وكان الأخير من بين 19 شاهداً. بعد ذلك استدعى الدفاع شهوده، وأحدهم هو المحامي المخضرم في المحاكم روبرت كوستيلو، الذي تُظهر رسائل بريد إلكتروني تم الكشف عنها في جلسة الاستماع أنه تواصل مع كوهين عندما ألقى القضاء القبض على الأخير في العام 2018، موحياً بدعم ترامب له.

لكن أسلوب كوستيلو وإيماءاته المسرحية وتعبيره عن سخطه لدى تدخّل القاضي، استدعى الأخير لتحذيره بوجوب احترام المحكمة، وسرعان ما عاد وطرده من القاعة ليندد بعد ذلك ترامب بالواقعة ويصف القاضي بـ"الطاغية".

وروى كوهين، الذي كان محامي ترامب الشخصي سابقاً، الأسبوع الماضي، كيف أطلع ترامب على مبلغ قدره 130 ألف دولار دفعه لدانيالز لشراء صمتها بشأن علاقة مفترضة قبل انتخابات 2016 الرئاسية. لكن كاستيلو ناقضه مشيراً إلى أن "مايكل كوهين قال مرات عدة إن الرئيس ترامب لم يكن يعرف شيئاً عن هذه المدفوعات، وأنه فعل ذلك من تلقاء نفسه، وقد كررها مراراً" في معرض حديثه عن لقاء جمعه بكوهين في 17 نيسان/إبريل 2018، وكان كوهين يعتمد هذه الرواية في بداية القضية، بعدما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في كانون الثاني/يناير 2018 عن المدفوعات إلى دانيالز، لكنه عاد وغير روايته أمام القضاء. وبعدما أقر بالذنب في تهم عدة حُكم عليه بالحبس ثلاث سنوات قضى منها 13 شهراً وراء القضبان.

وأقر كوهين بأنه بالإضافة إلى المبالغ التي دفعها وأُعيدت له تلقى مبالغ أخرى من منظمة ترامب كان يُفترض أن تُسدد إلى أحد الزبائن واحتفظ منها بمبلغ قدره 30 ألف دولار، فسأله تود بلانش محامي ترامب "هل سرقت منظمة ترامب؟"، ليجيب كوهين "نعم". وسعى محامو ترامب لتصوير كوهين على أنه مجرم مدان صاحب تاريخ من الأكاذيب، مشيرين إلى الفترة التي قضاها في السجن بسبب الاحتيال الضريبي والكذب على الكونغرس، وأكد كوهين مراراً أنه يتحمّل "مسؤولية" أفعاله وواجه عواقبها.

ولم يخف كوهين الضغينة التي يشعر بها تجاه رئيسه السابق، منذ ما قبل المحاكمة، حتى في كتبه، حيث جعل كوهين من ترامب موضوعاً لكتابين وسلسلة طويلة من برامج البودكاست، ما أكسبه 4.4 ملايين دولار منذ العام 2020، وفق ما أقر أمس الاثنين، لكنه قال بتأثر "لقد انقلبت حياتي كلها رأساً على عقب" بسبب هذه القضية، مشيراً إلى أنه فقد استقراره المالي و"سعادة عائلته".

وتوافقت رواية كوهين بشكل عام مع الشاهدين الآخرين ستورمي دانيالز وديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة ناشونال إنكوايرر، الذي قال إنه عمل مع كوهين وترامب للتعتيم على قصص محرجة محتملة عن الرئيس السابق في انتخابات عام 2016.

هل يدلي ترامب بشهادته؟

وما زال غير واضح ما إذا كان ترامب نفسه سيدلي بشهادته، ويشير خبراء إلى أنه من المستبعد أن يدلي ترامب بشهادته في القضية الجنائية الأولى التي يواجهها رئيس أميركي سابق، إذ إن الأمر قد يعرضه لمخاطر قانونية لا داعي لها وإلى استجوابات من قبل الادعاء.

ويعتبر ترامب أن مساعيه للعودة الى البيت الأبيض في 2024 تعرقلها الإجراءات القانونية التي يواجهها والتي يحضرها كل يوم، واشتكى للصحافيين أثناء حضوره، أمس الاثنين، للمحكمة من أنه "لا يُسمح له بالقيام بأي أمر مرتبط بالسياسة نظراً إلى أنني جالس في غرفة باردة إلى درجة التجمّد ومعتمة على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة. إنه أمر غير منصف".

وحظي ترامب، الذي وصف القضية بأنها مسيّسة، بدعم شخصيات جمهورية بارزة وقفت خلفه بينما أدلى بتصريحاته للصحافيين خارج قاعة المحكمة، بمن فيهم عدد من النواب المرشحين ليتم اختيارهم من قبل ترامب في منصب نائب الرئيس، مثل السيناتور عن أوهايو جيه دي فانس وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم.

ولن تجري أي إجراءات في المحكمة يوم الجمعة المقبل، إذ منح ترامب يوم عطلة لحضور حفل تخرج نجله بارون من المدرسة في فلوريدا، وبعد استراحة الادعاء يمكن للدفاع أن يعرض قضيته، علماً أن خبيراً في تمويل الحملات هو الشاهد الوحيد للدفاع حالياً، ولكن يدور نزاع بشأن استدعاء هذا الشاهد، إذ إن الادعاء عارض الخطوة على اعتبار أن القاضي وحده المخول بتفسير كيفية تطبيق القانون.

وعندما تبدأ هيئة المحلفين بمناقشة القضية، ستبقى الشهادات في أذهانهم لكن سيتعيّن عليهم أيضاً النظر في العديد من الوثائق، حيث تستند التهم إلى سجلات مالية، وبشأن ما إذا كان تزويرها تم بنية التأثير على انتخابات 2016 الرئاسية.

(فرانس برس)

المساهمون