يشهد حزب "الشعب الجمهوري" العلماني في تركيا صراعاً بين زعيمه كمال كلجدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، دخل اليوم الثلاثاء، مرحلة جديدة بإعلان إمام أوغلو إطلاق موقع إلكتروني بعنوان "التغيير من أجل الحكم".
ونقل إمام أوغلو الصراع الخفي الذي انطلق منذ نهاية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو/أيار إلى العلن، عندما أعلن اليوم عن موقعه الجديد، على أن يصدر في الأيام المقبلة بياناً عن حملة التغيير هذه، بحسب الإعلام التركي.
وقال إمام أوغلو عبر حسابه على "تويتر": "دعوة للتغيير: التغيير في حزب "الشعب الجمهوري"، التغيير في تركيا، أدعوكم للمشاركة في تقديم الآراء والمقترحات في التغيير من أجل الحكم"، واضعاً رابط الموقع الإلكتروني الجديد.
Değişime davet: CHP’de değişim, Türkiye’de değişim, iktidar için değişim sürecine katılımınızı, görüş ve önerilerinizi bekliyoruz;https://t.co/gLBBBWTyTahttps://t.co/rQVppF2Ay6
— Ekrem İmamoğlu (@ekrem_imamoglu) July 4, 2023
وجاء في نص قصير بالموقع الإلكتروني "النقطة التي وصلنا إليها في تركيا هي الحاجة إلى مقاربة عقلانية، أساس التغيير من دون شك مطلب مجتمعي، ويمكن التغيير بوضع الصبر والعقل في الأولويات، مع الرغبة الشديدة بها، وبظل هذه الحاجة، التصرف كما هو سابقاً والإصرار على الأخطاء، يعني عدم الاستماع لآلام الملايين الذين يشعرون بخسارة الانتخابات".
دعوة إمام أوغلو للتغيير بدأت منذ اليوم التالي لخسارة مرشح تحالف الشعب المعارض كلجدار اوغلو أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، لكن التغييرات التي حصلت في حزب "الشعب الجمهوري" لم تؤدِّ سوى لتعزيز موقع كلجدار أوغلو بتعيين أسماء مقربة منه، بدلاً عن المستقيلين عقب الانتخابات.
ومن المؤشرات حول وجود صراع بين الشخصيتين البارزتين في الحزب، حرب التصريحات التي تجري منذ فترة بينهما، ما بين دعوة إمام أوغلو للتغيير، وتمسّك كلجدار أوغلو بقيادة سفينة الحزب إلى الانتخابات البلدية المقبلة بعد 8 أشهر.
كما أن هناك انقساماً داخل الحزب وقيادات حزب "الشعب الجمهوري" ما بين مؤيد لإمام أوغلو، وآخر لكلجدار أوغلو، وهو ما دفع رئيس بلدية بولو لبدء مسيرة على الأقدام إلى أنقرة، في مطالب، من بينها التغيير في الحزب.
وإزاء دعوات إمام أوغلو للتغيير، تمسك كلجدار أوغلو بموقفه، ملمّحاً لأن يهتم إمام أوغلو ببلدية إسطنبول، والسعي للفوز بها مرة أخرى، ووصف نفسه بتصريح سابق بأنه "ربان السفينة".
ومن المؤشرات التي تدل على الصراع، هي الخلافات على مسألة اختيار المندوبين للمؤتمر العام الذي سيعقده الحزب الخريف المقبل، وسعي إمام أوغلو لتحديد أسماء داعمة له، لكن رؤساء فرع الحزب في كل الولايات التركية البالغة 81 ولاية، أكدوا دعمهم لكلجدار أوغلو.
وعمل إمام أوغلو على لقاء مسؤولي المناطق في الحزب بمدينة إسطنبول، من دون علم رئيسة الفرع بإسطنبول جانان كافتانجي أوغلو، التي ما إن علمت حتى اجتمعت بهم، وتم إنهاء عمل واحد منهم، بحسب ما ورد بصحيفة "صباح" قبل أيام.
ونقلت وسائل إعلام تركية، من بينها "خبر تورك"، أن الصراع ربما يأخذ ذروته مع انتظار إعلان إمام أوغلو عن بيانه الذي ربما يستهدف فيه كلجدار أوغلو، حيث سيؤدي ذلك إلى كسب إمام أوغلو المؤيدين من الحزب والمستائين من كلجدار أوغلو.
ونشر صحافيون مقربون وداعمون لحزب "الشعب الجمهوري" معلومات عن قرب الصراع، منها ما قاله الصحافي غوركان هاجير، أن "إمام أوغلو سيعلن عن بيانه، وينتظر أن يجمع ضد كلجدار أوغلو المعارضين له، وربما نسمع أسماء مفاجئة".
من ناحيتها، قالت الصحافية المقربة من "الشعب الجمهوري" أوزلم غورسيس، "أعلن اليوم إمام أوغلو عن موقعه وسيعلن عن بيان لاحقاً، ويمكن لأي شخص أن يقدم رأياً، إمام أوغلو لن يعلن ترشحه لرئاسة الحزب، ولكن سيؤكد أنه من دون التغيير لن تتغير النتائج أبداً".
أما كلجدار أوغلو، فقال اليوم في كلمة له أمام كتلته البرلمانية في أنقرة، إن "حزب الشعب الجمهوري ليس حزب رجل واحد، وفي حال نظرنا إلى ما لم يتغير وعدم النظر إلى المتغير، أمر خاطئ".
ومن الواضح أن الصراع سيكتسب أبعاداً جديدة في الفترة المقبلة، في ظلّ استمرار التصريحات، وفي ضوء انتظار الإعلان من قبل إمام أوغلو حول التغيير في المرحلة المقبلة.
وعقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو الماضي، قدمت اللجنة التنفيذية المركزية في حزب الشعب الجمهوري استقالتها حيث قبلها كلجدار أوغلو وعين لجنة جديدة مقربة منه في ظل مطالب باستقالته نظراً لتوالي خسارته في الانتخابات على رأس الحزب أمام الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.