قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تقليص عدد جنوده المقاتلين المنتشرين داخل المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، بحسب ما أفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء.
وسينتقل أمن المستوطنات إلى أعضاء فرق الحراسة المسلحة المحلية، المتخوفين من عدم تمكنهم من التعامل مع أي عمليات تسلل أو تطورات أمنية داخل المستوطنات، حتى وصول الجنود إليها.
ونقل الموقع العبري عن جهات في فرق الحراسة قولها إن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تقليص عدد الجنود الموجودين داخل المستوطنات القريبة من لبنان، فيما ادّعت مصادر في الجيش أنه تقرر إخراج الجنود الذين ينامون في المنازل والمنشآت الموجودة هناك فقط، وأنهم سينتقلون إلى أماكن أخرى مؤقتة ستقام من أجلهم خارج المستوطنات، فيما سيكونون خلال النهار داخلها.
ووجه ضباط وأعضاء في فرق الحراسة، في حديثهم للموقع العبري، انتقادات لاذعة لخطوة الجيش، والتي اكتشفوها فقط في الأيام الأخيرة، فيما بدأ الجيش يطبقها على أرض الواقع.
وقال ضابط في إحدى فرق الحراسة لم يسّمه الموقع: "يعدوننا دائماً بأنهم سيقومون بحمايتنا بعد الحرب، لكن لم نتخيّل أن يتركونا بهذا الوضع في البلدات، في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب مستمرة".
وأضاف الضابط: "كيف أصدّق بأنه سيكون هنا من يقدّم الدعم ويتصدى لقوات الرضوان في الوقت المناسب".
ونقل الموقع عن عضو في فرقة حراسة أخرى قوله إن "فرق الحراسة المسلحة لا تستطيع الدفاع عن الجبهة، وفي أحسن الأحوال يمكنها مساعدة قوات الجيش. نحتاج أن يوجد مئات الجنود داخل بلداتنا. نحن رهن ما يقرره العدو. من حيث جهوزيته، أعتقد أن الجيش الإسرائيلي ليس قادراً على وقف هجوم من لبنان عبر حزب الله".
ولفت الموقع إلى أن عدداً من كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلقوا تصريحات في الأسابيع الأخيرة بأن تهديد "حزب الله" باحتلال بلدات الجليل لم يعد قائماً، على خلفية تعزيز الجبهة الشمالية بقوات كبيرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
لكن عضواً في فرق الحراسة قال للموقع العبري إن "التهديد باحتلال الجليل ما زال قائماً، ونحن نتلقّى تقارير حول هذا الأمر في كل يوم من جديد".
كذلك نقل الموقع عن ضابط فرقة آخر، لم يسمّه، قوله "أنا أتلقّى رسائل واضحة من ضباط كبار (في الجيش) في محادثات بيننا بأن هذه أوامر صادرة عن المستويات العليا وأنهم لا يستطيعون التصرف في هذا الأمر، وبناء على التعليمات التي تلقّوها يجب تدبر الأمور بما هو موجود".
من جانبه، عقّب جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما أورده الموقع العبري بأنه "لا يوجد تغيير في حجم القوات في المستوطنات، ولكن بطريقة جهوزيتها الدفاعية في المنطقة. الجيش الإسرائيلي لا يقدّم تفاصيل حول كيفية انتشار قواته لأسباب أمنية، ومن أجل عدم تقديم معلومات للعدو. أقسام الدفاع في جميع بلدات القيادة الشمالية مجنّدة، وستظل جزءاً لا يتجزأ من الجهد الدفاعي عن البلدات والمنطقة".
ومنذ بداية الحرب الحالية، أُخليت 28 بلدة ومستوطنة، على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة عام 1948 من السكان الذين انتقلوا إلى مناطق أخرى.
ويرفض عدد كبير منهم العودة قبل التوصّل إلى حل يضمن أمنهم، كما يشدد رؤساء السلطات المحلية في تلك البلدات والمستوطنات على أن الأهالي لن يعودوا قبل إبعاد قوات "حزب الله" عن الحدود، إما من خلال تسوية أو بشن حرب على لبنان.