جيوش دول الساحل وتوغو تجري مناورات في النيجر: نواة تحالف جديد؟

27 مايو 2024
جنود نيجريون يشاركون في تدريب بساحل العاج / 11 مارس 2023 (إيسوف سانوغو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تجري مناورات عسكرية واسعة في غرب النيجر بمشاركة جيوش النيجر، مالي، بوركينا فاسو، تشاد، وتوغو، تهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية والتكتيكية وتحسين العلاقات مع السكان المحليين في منطقة تنشط بها جماعات مسلحة.
- هذه المناورات، الأولى من نوعها بين هذه الدول، تأتي بعد تحول في السياسة الخارجية لبعضها بالانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتشكيل تحالف دول الساحل مع تعزيز العلاقات مع روسيا.
- المناورات تستضيفها منطقة تيليا، التي شهدت هجمات مسلحة وعنف متكرر، وتأتي في ظل تحولات سياسية وعسكرية بالمنطقة، بما في ذلك تولي نظام عسكري السلطة في النيجر وتغير الشراكات العسكرية، خصوصًا مع فرنسا والولايات المتحدة.

تجري منذ أسبوع مناورات عسكرية واسعة تضمّ جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وتوغو في غرب النيجر القريب من مالي، حسبما أعلنت وزارة الدفاع النيجرية، اليوم الأحد. وأفادت الوزارة في بيان بأنّ في هذه المنطقة حيث تنشط الجماعات المسلحة، "تجري (منذ الاثنين) مناورة وطنية كبيرة في مركز تدريب القوات الخاصة" في تيليا. وأكدت أنّ هذا التدريب الذي يعدّ ثمرة "شراكة عسكرية بين النيجر والدول الصديقة مثل مالي وبوركينا فاسو وتوغو وتشاد" يتضمّن "مناورات تكتيكية ومبادرات تهدف إلى تعزيز العلاقات مع السكان المحليين".

وهذه المناورات العسكرية المشتركة هي الأولى من نوعها بين الدول الخمس التي تواجه جميعها العنف بدرجات متفاوتة. وتوغو هي إحدى دول غرب أفريقيا التي تبنّت لهجة أكثر تصالحية مع أنظمة عسكرية وصلت إلى السلطة عبر انقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وكانت هذه الدول الثلاث قد انسحبت من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في بداية العام، لتشكيل منظمة خاصّة بها سُمّيت تحالف دول الساحل، كما أعلنت في مارس/آذار تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمكافحة المسلحين.

وبعدما أدارت ظهرها للشراكات التقليدية، خصوصاً لفرنسا القوة الاستعمارية السابقة، قامت هذه الدول بتعزيز علاقاتها مع روسيا بشكل خاص. وأوضحت وزارة الدفاع النيجرية أنّ هذا التدريب الذي ينتهي في الثالث من يونيو/حزيران، انطلق "بهدف تعزيز القدرات العملياتية. وصمود القوات المسلّحة المنضوية في القوة العسكرية المشتركة في مواجهة كافّة التهديدات المحتملة".

وكانت ألمانيا قد موّلت إنشاء مركز تيليا لتدريب القوات الخاصة الذي يستضيف هذه التدريبات والذي بدأ عمله في يوليو/تموز 2021 قرب الحدود مع مالي التي تشهد هجمات متكرّرة وعنيفة من قبل الملسحين المرتبطين بتنظيمي "داعش" و"القاعدة". وفي منطقة تيليا نفسها، قُتل 141 مدنياً في 21 مارس 2021 على يد مسلحين يُشتبه في تنفيذهم هجمات في عدّة قرى. وفي سبتمبر/أيلول 2022، قامت الولايات المتحدة بتجهيز مركز تيليا بمعدّات عسكرية تبلغ كلفتها 13 مليون دولار وتتكوّن بشكل أساسي من أنواع عدّة من المركبات من بينها المركبات المدرّعة. ومنذ ذلك الحين، تستنكر النيجر حيث تولّى نظام عسكري السلطة في يوليو/تموز 2023، الاتفاقات العسكرية مع واشنطن.

(فرانس برس، العربي الجديد)