"حجاج من أجل السلام" يصلون للبيت الأبيض ويطالبون بوقف الحرب في غزة

"حجاج من أجل السلام" يصلون إلى البيت الأبيض ويطالبون بوقف الحرب في غزة

22 فبراير 2024
سار المشاركون في القافلة نحو 150 ميلاً مشياً على الأقدام (العربي الجديد)
+ الخط -

وصلت إلى البيت الأبيض، اليوم الخميس، قافلة "حجاج من أجل السلام" قادمة من ولاية بنسلفانيا، لحثّ الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء الحرب في غزة، حيث سار المشاركون في القافلة نحو 150 ميلاً مشياً على الأقدام في مدة 8 أيام، بمشاركة قادة دينيين يهود، ومسيحيين، ومسلمين.

وتحركت القافلة في 14 فبراير/شباط الماضي، وقضى المشاركون 8 أيام في المشي من قاعة الاستقلال بمدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا، مروراً بولايتي ديلاوير وماريلاند، وصولاً إلى العاصمة الأميركية واشنطن، واصفين الرحلة بأنها رحلة حج من أجل السلام.

وأشار جوشوا هاريس إلى أنه شارك في تنظيم رحلة الحج هذه بالتعاون مع الصوت اليهودي من أجل السلام، ولكن انضم إليهم متأخراً في ولاية ديلاوير، وقام بالمشي من مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير إلى البيت الأبيض في العاصمة.

وأضاف في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "رغم أنني متعب جداً بسبب المشي، إلا أنني أشعر بالامتلاء الروحي بسبب هذه التجربة، والتي كانت فرصة للتواصل مع الأشخاص الذين يحملون مشاعر عميقة مماثلة من أجل السلام، ووضع حد للرعب الذي يشاهدونه".

وقال: "أنا حفيد الناجين من محرقة الهولوكوست، وأنا يهودي، وأشعر بوضوح شديد أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية من إبادة جماعية وقتل جماعي، يتم باسمنا كيهود، وهذا لا يجب أن يحدث على الإطلاق.. إنه أمر مروع، وقد شعرت بضرورة الدعوة للانضمام إلى هذه المسيرة متعددة الأديان من أجل أداء تلك الرحلة، والتي نقوم فيها، على حدّ تعبير أحد المشاركين: الصلاة بقدمي والتواصل مع الآخرين الذين يفعلون الشيء نفسه".

من جانبها، أوضحت حاخام في نيويورك وعضوة مجموعة حاخامات من أجل وقف إطلاق النار، آبي ستاين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنها شاركت في رحلة الحج التي بدأت من بنسلفانيا طوال الأيام الثمانية، مع هذا التجمع من رجال دين ومنظمات وفنانين، للتأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مع تبادل الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء غزة وفلسطين، وإقرار سلام دائم.

وقالت: "مرّ ما يقارب 4 أشهر على هذه المجازر الجماعية، وعلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهي مجازر نؤكد أنها غير مقبولة وغير مبررة، وأردنا أن نفعل شيئاً، وفي تقاليدنا هناك تركيز قوي على ما نطلق عليه الصلاة بأقدامنا، والمشي وفقًا لما نؤمن به، وبالتالي شاركنا في هذه الرحلة.

وأضافت: "أنا كشخص يهودي، وكحاخام، وكشخص لديه عائلة تعود إلى ما نسميه إسرائيل وفلسطين منذ أجيال، نؤمن بأن حياة كل إنسان مهمة، وأن كل حياة إنسانية ذات قيمة، وكل حياة بشرية مقدسة، ولا يوجد أي مبرر لما يحدث، ونؤمن بتحرير كل إنسان، خاصة الشعب الفلسطيني الذي ظل تحت الاحتلال والتمييز لمدة 75 عاماً، وهذا يجب أن ينتهي".

من جانبها، قالت آسيا جونز، من مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، إن مشاركتها في هذه الرحلة هي أقل ما يمكن تقديمه لدعم الناس في غزة، بهدف مطالبة الرئيس بوقف إطلاق النار، مؤكدة أنها تأمل في أن ترى تغييراً في الموقف الأميركي قريباً.

أمّا عضو المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأميركية أريانا موريل، فشرحت كيف ساهمت في تنظيم الرحلة، ووصفت رحلة الحج من أجل السلام بأنها تحالف متعدد الأديان، بهدف دفع عملية السلام للأمام.

وقالت في تصريحات لـ"العربي الجديد": "لقد كانت رحلة طويلة.. أقدامنا متعبة، لكن أرواحنا بالتأكيد في سلام، لقد كان لدينا الكثير من الشركاء المستعدين للانضمام إلينا، للتبرع، ومنح وقتهم، وتقديم الطعام، وتقديم كل أنواع الأشياء للحجاج، ونحن نريد السلام على مستوى العالم، ولكننا نركز بشكل خاص على السلام في غزة، فنحن شاهدنا المذابح والألم والموت ومعاناة أهل غزة، وشارك في رحلتنا قادة من مختلف الأنحاء، ومن أديان ومجموعات مختلفة، من أجل هدف واحد هو التركيز على أننا نريد أن نرى السلام في غزة الآن وفوراً، ونطالب بوقف إطلاق النار فوراً".

وأضافت أريانا، أنها سافرت مع القافلة لمدة 5 أيام، وأنهم زاروا مساجد وكنائس ومنظمات في الطريق الطويل الذي قطعوه. وتابعت: "عندما كنا نشعر بالإحباط، كنا نجد شخصاً ما يقول لنا: نحن هنا من أجلكم. نحن محاطون بأشخاص يحبون ويريدون فقط دفع السلام إلى الأمام. ولهذا السبب نحن هنا".

وشاركت في القافلة منظمات حاخامات من أجل وقف إطلاق النار، وهندوس من أجل حقوق الإنسان، والإيمان من أجل حياة السود، والمجلس الوطني لكنائس المسيح، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" - فرع بنسلفانيا، وتحالف المثليين، ومركز الكنيسة السوداء للعدالة والمساواة، بالإضافة لكتاب وفنانين، وعدد من المنظمات الأخرى.

من جانبه، شارك البروفسور كورنيل ويست، الذي أعلن ترشحه كمستقل في الانتخابات الرئاسية 2024، في القافلة، حيث التقى بهم في ماريلاند وقطع مسافة نحو 3 ساعات ونصف مشياً مع المجموعة، مطالباً بالسلام ووقف إطلاق النار.

وقال ويست في كلمة ألقاها أمام البيت الأبيض: "نحن هنا لنقف مع أشقائنا الفلسطينيين في غزة، وأنا أقف هنا ليس كمرشح لانتخابات الرئاسة، فهذه ليست قضية انتخابية سياسية، وإنما هذه مسألة أخلاقية وروحية، وأي نوع من البشر سنقرر أن نكون، وأي نوع من الأمة نحن، وهل سنستسلم لأهداف ساكن البيت الأبيض الذي يتصرف كما لو أنه يستطيع قتل الناس ولن يرتفع أي صوت لمعارضته؟".

وأضاف أنه لهذا السبب نحن شاركنا في هذه المسيرة، وأنه بالكاد يستطيع المشي على قدمه، رغم أنه مشى فقط لمدة 3 ساعات ونصف، في حين أن هناك من ساروا 150 ميلاً، مشيراً إلى أن المشاركين اجتمعوا كبشر معاً في أعمق مستوى روحي وعقلي من أجل قول الحقيقة.

وأشار بيده إلى البيت الأبيض، مشدداً على أن الحقيقة في هذه اللحظة هي أن هؤلاء السياسيين على وجه التحديد خاضعون للأموال التي تحركهم، وأن هناك شخصاً ما يجني الكثير من المال في هذه الحرب، واصفاً ذلك بأنه عار.

وتابع: "هنا يجب أن نقول بأعلى أصواتنا، إن الطفل الفلسطيني له نفس قيمة الطفل اليهودي، والرضيع اليهودي له نفس قيمة الفلسطيني، وكل هؤلاء الأطفال لديهم نفس القيمة. لا فرق بين أسود وأبيض وطفل من السكان الأصليين وطفل في إثيوبيا، وطفل في المكسيك. علينا أن نتحرك ضد التيار ونرفع أصواتنا ونقول، لن نصمت".

وقال المشاركون في بيان لهم: "نقف متحدين لمعالجة المأساة المستمرة في غزة، حيث إن معدل الوفيات اليومي في القطاع يُعدّ أعلى من أي صراع كبير آخر في القرن الحادي والعشرين، وبينما نواصل الحداد على الخسائر في أرواح الإسرائيليين الأبرياء في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الرد على العنف بمزيد من العنف ليس هو الحل".

وأضافوا: "نحث الرئيس (الأميركي جو) بايدن والكونغرس على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية، ومن مسؤوليتنا الجماعية الدعوة إلى حل سلمي، ودعم مبادئ العدالة والرحمة".

المساهمون