حكم بسجن المعارض الروسي نافالني... ومطالبات دولية بإطلاق سراحه فوراً

السجن أكثر من ثلاثة أعوام بحق المعارض الروسي نافالني... ومطالبات دولية بإطلاق سراحه فوراً

02 فبراير 2021
اعتقلت السلطات الروسية أكثر من ألف شخص احتجوا على سجن نافالني (فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت السلطات الروسية أكثر من 1,050 شخصاً خلال تظاهرات جرت في أنحاء عدّة من البلاد، ولا سيّما في العاصمة موسكو، احتجاجاً على إصدار محكمة الثلاثاء حكماً بسجن المعارض أليكسي نافالني لمدة تقارب ثلاث سنوات، بحسب ما أفادت به منظمة حقوقية.

وقالت "أو في دي-إنفو"، المنظمة غير الحكومية المتخصّصة في متابعة الاحتجاجات، إنّ الغالبية الساحقة من هؤلاء الموقوفين (865 شخصاً) اعتُقِلت في موسكو حيث فرّقت قوات الأمن بالقوة متظاهرين نزلوا للاحتجاج على عقوبة السجن الصادرة بحق نافالني.

وكانت محكمة في موسكو قد أمرت الثلاثاء، بسجن نافالني، مستندة إلى حكم سابق بحقه مع وقف التنفيذ، الأمر الذي دفع أنصاره إلى توجيه دعوة للتظاهر احتجاجاً على الحكم.

وقالت القاضية ناتاليا ريبنيكوفا إنّ على المعارض أن يمضي في السجن ثلاثة أعوام ونصف العام بموجب الحكم السابق الصادر عام 2014، تحذف منها الأشهر التي أمضاها في الإقامة الجبرية في ذلك العام.

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عن "قلقها البالغ"، بعد صدور الحكم بحق نافالني، داعية روسيا إلى الإفراج عنه "فوراً ومن دون شروط".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان: "في موازاة العمل مع روسيا للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، سننسق في شكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا، بهدف محاسبة روسيا على عدم احترامها لحقوق مواطنيها". وأضاف: "كأي مواطن روسي، يجب أن يتمتع نافالني بالحقوق التي يكفلها الدستور الروسي".

وتابع: "نكرر دعوتنا للحكومة الروسية إلى أن تفرج فوراً، ومن دون شروط،عن نافالني، وكذلك عن مئات آخرين من المواطنين الروس الذين أوقفوا في شكل ظالم خلال الأسابيع الأخيرة لمجرد أنهم مارسوا حقوقهم، وخصوصاً الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي".

على الصعيد ذاته، طالبت بريطانيا، الثلاثاء، بـ"الإفراج فوراً ومن دون شروط" عن نافالني، منددة بقرار القضاء الروسي "المنحرف" القاضي بسجنه أكثر من عامين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على "تويتر"، إنّ "قرار أليكسي نافالني بالعودة إلى روسيا بعد تسميمه كان حقّاً عملاً شجاعاً ونزيهاً". وأضاف أنّ "القرار الذي أصدرته المحكمة اليوم هو جبن محض ولا يستوفي أبسط معايير العدالة"، مشدّداً على وجوب "إطلاق سراح خصم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الفور".

كما قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في بيان، إنّ "المملكة المتحدة تدعو إلى الإفراج فوراً، ومن دون شروط، عن أليكسي نافالني وجميع المتظاهرين السلميين والصحافيين الذين أوقفوا في الأسبوعين الأخيرين"، معتبراً أن القرار "المنحرف" للقضاء الروسي يظهر أن البلاد لا تفي "بالحد الأدنى من التزاماتها التي يتوقعها أي عضو مسؤول في المجتمع الدولي".

من جهته، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، الحكم الذي صدر بحق نافالني وطالب بـ"الإفراج عنه فوراً". وكتب ماكرون على "تويتر" أنّ "إدانة أليكسي نافالني مرفوضة. الخلاف السياسي لم يكن يوماً جريمة. ندعو إلى الإفراج عنه فوراً. إنّ احترام الحقوق الإنسانية على غرار الحرية الديمقراطية غير قابل للتفاوض". ولاحقاً، أعاد ماكرون نشر التغريدة نفسها بالروسية.

بدورها، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مساء الثلاثاء، بالإفراج فوراً عن نافالني ووضع حد لقمع التظاهرات التي تنظمها المعارضة الروسية. وكتبت المستشارة في رسالة على "تويتر" نشرها المتحدث باسمها شتيفن سايبرت أن "الحكم بحق أليكسي نافالني بعيد جداً من قواعد دولة القانون. ينبغي الإفراج عن نافالني فوراً. إنّ العنف ضد متظاهرين سلميين يجب أن يتوقف".

وتتقاطع هذه المواقف مع مواقف قادة أوروبيين آخرين طالبوا بالإفراج الفوري عن نافالني بعد إدانته أمام محكمة في موسكو. ويتوقع أن يحمل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل هذا الموقف إلى روسيا، التي يصل إليها مساء الخميس في زيارة تستمر يومين حتى السادس من فبراير/ شباط.

في المقابل، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية العواصم الغربية بأنها "منفصلة عن الواقع"، بعد مطالبتها بالإفراج عن نافالني.

وقالت ماريا زاخاروفا، في تصريحات لقناة "آر بي كاي"، نقلتها وكالات الأنباء الروسية: "ليس هناك أي سبب للتدخل في شؤون دولة تتمتع بالسيادة. ننصح بأن يهتم كل طرف بمشاكله".

(فرانس برس)