"وول ستريت جورنال": اتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في متناول اليد لكن نتنياهو قد يرفض

23 مايو 2024
جو بايدن ومحمد بن سلمان خلال قمة جدة للأمن والتنمية، 16 يوليو 2022 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تعمل على اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، يتطلب من إسرائيل الالتزام بإقامة دولة فلسطينية ووقف الحرب على غزة.
- الاتفاق يشمل تفاهمات بين الولايات المتحدة والسعودية حول الأمن، الطاقة النووية، والتعاون الدفاعي، مع طلب السعودية خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية.
- الصراع في غزة والضغوط السياسية داخل إسرائيل تعقدان التوصل إلى الاتفاق، مع تعليق السعودية لمحادثات التطبيع بسبب الحرب على غزة.

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قولهم إنّ الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة من أجل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل صار في متناول اليد، لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما ترفض الاتفاق التاريخي بدلاً من قبول مطالب الرياض المتمثلة بالتزام جديد بإقامة دولة فلسطينية ووقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد قال خلال جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي، أمس الأربعاء: "نحن نحاول الوصول إلى الاتفاق، والذي يتطلب أمرين؛ أولهما بعض التفاهمات والاتفاقات بين الولايات المتحدة والسعودية في ملفات الأمن والطاقة النووية والتعاون الدفاعي، وهذه الاتفاقات من حيث المبدأ نحن قريبون جداً من إبرامها، ونحن على بعد أسابيع من الموافقة، وبالطبع نشرك الكونغرس في المراجعة، والأمر الثاني أن السعودية كانت واضحة تماماً فيما ما يخص التطبيع مع خريطة الطريق لإنشاء دولة فلسطينية، ونعمل على كليهما ونريد أن نصل إلى النتيجة، ولكن لا نعلم حتى الآن موقف إسرائيل، وعلى افتراض أننا أكملنا الاتفاقات بين أميركا والسعودية فإن إسرائيل سيتعين عليها الإجابة".

وقالت الصحيفة، أول أمس الثلاثاء، إنّ الإدارة الأميركية كانت لعدة أشهر "تأمل في أن يحصل نتنياهو على الجائزة التي طال انتظارها، وهي تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كجزء من اتفاق شامل يهدف إلى وقف حرب غزة وتغيير الانقسامات الثابتة في المنطقة منذ فترة طويلة، لكن نتنياهو، تحت ضغط من الأعضاء اليمينيين في ائتلافه الحاكم، وقتاله من أجل بقائه السياسي، لم يوقع بعد على عناصر الصفقة التي تعتبر أساسية للحصول على موافقة السعودية".

وبينت الصحيفة أن توقعات بلينكن جاءت بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إلى المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أجرى محادثات في الرياض مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أن يسافر إلى إسرائيل، ويطلع نتنياهو على مخطط البيت الأبيض للشرق الأوسط.

ورداً على تصريحات بلينكن حول تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال مسؤول إسرائيلي كبير: "ستحقق إسرائيل أهدافها الحربية المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس، وتحرير الرهائن لدينا وضمان ألا تشكّل غزة تهديداً لإسرائيل.. إن تحقيق هذه الأهداف سيسهل السلام في الشرق الأوسط".

وأفادت "وول ستريت جورنال" بأنّ المسؤولين الأميركيين عرضوا على السعودية لتشجيعها على الاعتراف بإسرائيل، "علاقة دفاعية أكثر رسمية مع واشنطن، والمساعدة في الحصول على الطاقة النووية المدنية، والدفع مجدداً لإقامة دولة فلسطينية". وبعد محادثات سوليفان مع بن سلمان، قالت السعودية إنهما ناقشا "النسخة شبه النهائية من مسودة الاتفاقيات الاستراتيجية" بين واشنطن والرياض.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية وفي محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل: "لن يقول أحد هنا إن هذا أصبح قاب قوسين أو أدنى.. إن إسرائيل لديها إمكانية اللعب في سيناريو نهاية اللعبة في غزة عندما تتطلع إلى الأمام".

وبينت الصحيفة أنّ إقناع نتنياهو بتبني مسعى جديد لإقامة دولة فلسطينية "ثبت أنه أمر بالغ الصعوبة في أعقاب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والذي أدى إلى تكثيف المعارضة للفكرة بين أعضاء حكومته اليمينيين وقسم كبير من الجمهور الإسرائيلي".

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنه "إذا استمر نتنياهو في الإحجام، فإن واشنطن قد تعلن تفاصيل لم يكشف عنها حتى الآن بشأن الحزمة الدبلوماسية لتوضيح الخيار الذي تواجهه إسرائيل وزيادة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مضيفين أنهم لا يخططون لإكمال وتنفيذ الاتفاقيات مع المملكة العربية السعودية ما لم توافق إسرائيل على مكونات الصفقة الأكبر.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قررت السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل، وفقاً لمصدر مقرب من الحكومة السعودية. وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل)، وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.