ماكرون يزور كاليدونيا الجديدة ويتعهد بإعادة الأمن والهدوء

23 مايو 2024
خلال زيارة ماكرون مركز الشرطة في نوميا، 23 مايو 2024 (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كاليدونيا الجديدة لمعالجة أعمال شغب ناتجة عن خلاف حول تعديل النظام الانتخابي، متعهدًا بإعادة الهدوء والأمن والإبقاء على قوات الأمن لفترة طويلة إذا لزم الأمر.
- أعلن ماكرون عن تأجيل الإصلاح الانتخابي وأكد على ضرورة التهدئة واستئناف الحوار، مع وعد بتقديم تحديث حول الوضع وإمكانية إجراء تصويت في الأرخبيل إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي.
- تعرضت كاليدونيا الجديدة لهجوم سيبراني غير مسبوق بعد إعلان زيارة ماكرون، مما يبرز التحديات الأمنية للجزيرة، لكن وكالة الأمن الإلكتروني الفرنسية طمأنت بأن الهجوم لن يكون له تداعيات طويلة المدى.

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كاليدونيا الجديدة الخميس، حيث تعهد باستعادة الهدوء بعد أعمال شغب دامية شهدتها الجزيرة الواقعة تحت الحكم الفرنسي في المحيط الهادئ بسبب تعديل محل خلاف للنظام الانتخابي. ولدى خروجه من الطائرة في مطار تونتوتا الدولي، قال الرئيس الفرنسي للصحافيين إنه يريد ضمان "عودة السلام والهدوء والأمن في أسرع وقت ممكن".

وأضاف: "هذه هي الأولوية المطلقة". ووقف ماكرون دقيقة صمت حداداً على القتلى الستة، ومن بينهم شرطيان، متعهداً إبقاء قوات الأمن "طالما كان ذلك ضرورياً". وقال ماكرون خلال اجتماع مع القادة السياسيين ورجال الأعمال في العاصمة نوميا: "في الساعات والأيام المقبلة، ستحدد عمليات جديدة واسعة النطاق عند الضرورة، وسيُعاد إرساء النظام الجمهوري برمته لأنه لا يوجد خيار آخر".

وأضاف ماكرون أن ثلاثة آلاف فرد آخرين من رجال الأمن سيبقون في الجزيرة، التي تشهد حالة طوارئ، حتى خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس إن لزم الأمر. وتأتي زيارة ماكرون، التي رُتِّب لها على عجل، إلى كاليدونيا الجديدة اليوم الخميس بعد مقتل ستة أشخاص في أعمال شغب أدت أيضاً إلى نهب متاجر وإحراق سيارات وشركات منذ بدايتها قبل أكثر من أسبوع.

وتعهّد الرئيس الفرنسي بعدم إدخال إصلاح انتخابي أثار أعمال شغب عنيفة في كاليدونيا الجديدة حيز التنفيذ، داعيا إلى إجراء تصويت في الأرخبيل الفرنسي إذا تم التوصل لاتفاق سياسي بشأن الوضع المؤسسي فيه.

وقال ماكرون في نهاية زيارته إلى كاليدونيا الجديدة: "بعد الاستماع إلى الجميع، تعهدت بعدم إدخال الإصلاح حيز التنفيذ اليوم، وأن نمنح أنفسنا بضعة أسابيع للسماح بالتهدئة واستئناف الحوار بهدف التوصل إلى اتفاق شامل". ووعد بتقديم تحديث للوضع "في غضون شهر"، في ما بدا أنه يؤخر التصويت النهائي على الإصلاح الانتخابي، شرط استعادة هذا النظام.

وأعرب عن رغبته في "التوصل إلى وقف للأعمال العدائية وبالتالي إزالة الحواجز واستعادة الهدوء ورفع حالة الطوارئ واستئناف الحوار. وعلى هذا الأساس، سأكون أول من يقترح أن نأخذ المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق شامل يتناسب مع الدستور". وأضاف: "أمنيتي أيضا هي أن يطرح هذا الاتفاق ليصوت عليه مواطنو كاليدونيا الجديدة".

وقال المفوض السامي للجمهورية في كاليدونيا الجديدة لوي لو فرانك، لوكالة فرانس برس، إنه بعد تسعة أيام من العنف "كان الليل هادئاً". وأضاف أن "ردود فعل الطبقة السياسية" على وصول الرئيس "إيجابية إلى حدٍّ ما في كلا المعسكرين. ولم تحدث أضرار إضافية، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي دُمِّرَت". 

كاليدونيا الجديدة تتعرض لهجوم سيبراني

في غضون ذلك، قال عضو حكومة كاليدونيا كريستوفر جيجيس إنه "بعد وقت قصير جداً من إعلان"  الزيارة الرئاسية، تعرضت الجزيرة لهجوم سيبراني "غير مسبوق". وأكد أن الهجوم الذي تضمن إرسال "ملايين رسائل البريد الإلكتروني" بشكل متزامن، أُوقِف "قبل حدوث أضرار جسيمة". وطمأنت وكالة الأمن الإلكتروني الفرنسية أن الهجوم لن تكون له "تداعيات طويلة المدى".

وتشكل كاليدونيا الجديدة منطقة استراتيجية لفرنسا في جنوب المحيط الهادئ، لأنها تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة آسيا المحيط الهادئ وبسبب غناها بالموارد الطبيعية، ولا سيما النيكل، وهو مادة أساسية في صنع الآليات العسكرية.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون