محاولات لإيجاد مسارات جديدة لإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين
بايدن سيوجه الجيش الأميركي بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة
إسرائيل تصر على رفض وقف العدوان والانسحاب من القطاع
قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن الرئيس جو بايدن سيعلن في خطاب حالة الاتحاد، اليوم الخميس، أن الجيش الأميركي سينشئ ميناء على ساحل غزة على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين للصحافيين: "سيعلن الرئيس الليلة في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأميركي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة والعمل مع الشركاء على تقديم المساعدات الإنسانية".
وأضاف المسؤول أن الميناء، الذي سيكون مؤقتاً، "سيزيد حجم المساعدات الإنسانية" للفلسطينيين في القطاع "بمئات الشحنات الإضافية" يومياً، وأن "الولايات المتحدة ستنسق الأمن مع إسرائيل". وذكر أن الولايات المتحدة ستعمل أيضا مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية "التي تفهم (طبيعة) توزيع المساعدات داخل غزة"، وأن الإمدادات الأولية ستأتي من قبرص.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي إن تل أبيب ترحب بالخطة الأميركية لإنشاء "ميناء مؤقت" على ساحل غزة وستنسق بشأن تطوير المشروع مع الولايات المتحدة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن إسرائيل "تدعم بالكامل" إنشاء مثل هذا المرفق.
وتصل المساعدات المخصّصة للفلسطينيين في قطاع غزة، في الوقت الراهن، إلى الجنوب من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر ومعبر كرم أبو سالم من الداخل الفلسطيني المحتل.
تُسجَّل محاولات لإيجاد مسارات جديدة لإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يختبرون الجوع، وسط تحذيرات من مجاعة حتمية. ويُحكى أخيراً عن طريق عسكري إسرائيلي لتوصيل المساعدات إلى شمالي قطاع غزة بمبادرة من الأمم المتحدة، وكذلك عن ممرّ إغاثي بحري انطلاقاً من قبرص بمبادرة من المفوضية الأوروبية.
وادعى المسؤولون، في إفادة صحافية، أيضاً أن حركة حماس "تؤجّل" التوصل إلى اتفاق جديد مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن تحرير المحتجزين الإسرائيلين، لأنها رفضت إطلاق سراح المرضى والمسنين منهم، في محاولة أميركية جديدة لإخلاء مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن إفشال أي صفقة المرتقبة.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، قال مسؤول كبير في حركة حماس إنّ إسرائيل أفشلت كل جهود الوسطاء الرامية إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوقف الحرب على قطاع غزة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في "حماس"، لم تذكر اسمه، قوله إنّ إسرائيل تصر على رفض وقف العدوان والانسحاب من القطاع، وضمان حرية دخول المساعدات، وعودة النازحين.
وقالت حماس، اليوم الخميس، إن وفدها غادر القاهرة، وإن محادثات وقف إطلاق النار في غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل، ما يجعل من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان (11 مارس/آذار).
وأعلنت حماس، في بيان مقتضب، أنّ وفدها غادر القاهرة، اليوم، من أجل التشاور مع قيادة الحركة مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه، اليوم الخميس، في تصريح نقلته قناة "الأقصى" التابعة للحركة، إنّ إسرائيل "ترفض الالتزام وتقديم ضمانات بوقف إطلاق النار في غزة وعودة النازحين والانسحاب من مناطق توغلها". لكنه أشار إلى أنّ المحادثات ما زالت مستمرة وستستأنف الأسبوع المقبل، فيما لم يصدر تعليق فوري من إسرائيل.
وبذلت قطر والولايات المتحدة ومصر جهوداً مضنية، الأسابيع الماضية، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والإفراج عن 40 محتجزاً في غزة مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)