هجوم للمستوطنين على قرية أم صفا في الضفة: إصابات وحرق منازل ومركبات

هجوم للمستوطنين على قرية أم صفا في الضفة الغربية: إصابات وحرق منازل وتحطيم مركبات

24 يونيو 2023
يواصل المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية (Getty)
+ الخط -

أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح ورضوض وبحالات اختناق، وأحرقت منازل عدة وحطمت مركبات، خلال هجوم نفذه مستوطنون، ظهر اليوم السبت، على قرية أم صفا شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية.

وأكد الناشط منصور طناطرة، لـ"لعربي الجديد"، أن الأهالي ذهبوا إلى مكان بؤرة استيطانية أخليت أمس ونقل مكانها بفعل فعاليات شعبية إلى منطقة قريبة على مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي رام الله، بعدها هاجمهم المستوطنون.

وتابع طناطرة: "بعد ذلك، صعّد المستوطنون هجماتهم واقتحموا أطراف القرية، وهاجموا المنازل وشرعوا بإضرام النار في بعضها، ورشقوها بالحجارة، ما أدى لتكسير نوافذها ونوافذ مركبات أخرى، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح ورضوض نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم بالحجارة، ومحاولة الأهالي التصدي لهم".

وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية بعد ذلك لحماية المستوطنين، واندلعت مواجهات بين الشبان من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى.

من جانبها، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن العشرات من أهالي قرية أم صفا شمال غربي رام الله أصيبوا بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، فيما أصيب 20 آخرون بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابة بالصدر بقنبلة غاز، خلال المواجهات التي اندلعت في القرية.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية لحماية المستوطنين وتأمين انسحابهم، بعد هجوم نفّذوه بحق الأهالي، إذ انسحب المستوطنون بعد حشد ومساندة من أهالي القرى المجاورة لصد الهجوم.

وفي المقابل، أُحرقت مركبة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال، خلال تلك المواجهات، بحسب المصادر ذاتها.

في هذه الأثناء، أكد الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان صحافي، أن طواقمه أنقذت طفلاً وأخلت عائلة مكوّنة من ثمانية أفراد أصيبوا بالاختناق نتيجة اعتداءات المستوطنين على قرية أم صفا، فيما تمكنت الطواقم هناك من إخماد حرائق في ثلاثة منازل نتيجة اعتداءات المستوطنين.

من جانبها، دانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في بيان صحافي، جريمة اعتداء المستوطنين بالحجارة على سيارة إسعاف تقل مريضاً قرب قرية أم صفا، لنقله إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.

تغطية صحفية: "مستوطنون يهاجمون قرية أم صفا غرب رام الله، ويحرقون عددا من منازل الفلسطينيين ومركباتهم بحماية قوات الاحتلال". pic.twitter.com/dMC3N73xaV

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 24, 2023

وأكدت الوزيرة الكيلة أن هذا الاعتداء أسفر عن إصابة سائق الإسعاف بجروح ورضوض، فيما نجا المريض بأعجوبة ولم يصب بأذى، مشيرة إلى أن عناية الله حالت دون انقلاب سيارة الإسعاف.

وطالبت وزيرة الصحة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الطواقم الطبية وأبناء الشعب الفلسطيني من إرهاب المستوطنين المتواصل، والذي يحصل تحت غطاء من جيش الاحتلال.

من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين أهالي قرية عوريف جنوب نابلس شمالي الضفة، وبين مستوطنين، حاولوا مهاجمة أطراف القرية، بحسب ما أكده الرئيس السابق لمجلس قروي عوريف مازن شحادة.

وقال شحادة لـ"العربي الجديد"، إن نحو 100 مستوطن وبحماية قوات الاحتلال حاولوا مساء اليوم، مهاجمة القرية وإضرام النار قرب بعض المنازل والمدرسة الثانوية الواقعة على أطراف القرية، لكن الشبان تصدوا لهم، فانسحبوا من المكان.

وأشار شحادة إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم السبت، الطفل كريم أنور تلالوة (12 عاماً) من بلدة عرابة جنوب غرب جنين شمالي الضفة الغربية، والفتيين ريان طه حمارشة ووسام نور زيد الكيلاني الذي اعتدت عليه بالضرب خلال اقتحامها بلدة يعبد جنوب غرب جنين، فيما اندلعت مواجهات في البلدتين دون وقوع إصابات.

في سياق آخر، نفذ مستوطنون اليوم كذلك هجوماً على البدو الفلسطينيين في منطقة عين الرشاش بخربة جبعيت من أراضي قرية المغير شرق رام الله، حيث هدموا بعض البركسات واعتدوا على الأهالي وعلى المسن سلامة سالم زواهرة، الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما، حيث نُقل إلى مستشفى رام الله، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات.

وتابع مليحات أن قوات الاحتلال أطلقت النار واعتقلت أربعة من البدو خلال اقتحامها المنطقة.

وأشار إلى أن المستوطنين نفذوا، أمس، اعتداء على الفلسطينيين البدو في منطقة القبون بقرية المغير وطالبوهم بالرحيل.

الخارجية الفلسطينية تدين

من جانبها، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن إرهاب المستوطنين وتحريض (الوزيرين المتطرفين) بن غفير وسموتريش، ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وقالت الخارجية، في بيان صحافي اليوم السبت، "إن التصعيد الحاصل في انتهاكات وجرائم الاحتلال سياسة تتبناها حكومة نتنياهو المتطرفة، وانعكاس مباشر لحملات التحريض على القتل واستباحة حياة المواطن الفلسطيني، خاصة من قبل غلاة المتطرفين العنصريين أمثال بن غفير وأتباعه".

وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القانون الدولي. وقالت إن "المطلوب فرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال لإجبارها على الانصياع لإرادة السلام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية".