تفاوتت تقديرات كبار المعلقين في تل أبيب بشأن الاتفاق الإيراني الأميركي لتبادل السجناء، في ظل انتقاد إسرائيلي رسمي له، حيث حذر ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أنه سيعزز التنظيمات "الإرهابية" التي ترعاها طهران في المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن الديوان، السبت: "موقف إسرائيل معروف، وهو أن هذه الترتيبات لا تضمن تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية، ولا توقف برنامجها النووي، بل تزودها فقط بالأموال التي ستذهب إلى عناصر إرهابية ترعاها إيران".
وفي السياق، قدّر المعلق في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، أن الاتفاق سيمثل مقدمة للتوصل إلى اتفاق أوسع حول المشروع النووي لطهران.
ولفت، في تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، إلى أن إيران مستعدة لتقليص وتيرة تطور برنامجها النووي، من أجل توفير بيئة تسمح برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وأضاف أن ما يدلّ على هذا التوجه ما كشفته أمس صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي أشارت إلى أنه بعد يوم من الإعلان عن الاتفاق الأميركي الإيراني الذي تم توصل إليه بوساطة قطرية، قلّصت طهران بالفعل من نسبة تخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية.
واستدرك برئيل بأن تقليص الأنشطة النووية لا يشمل خفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم، والتي زادتها بشكل يتناقض مع الاتفاق النووي الأصلي الذي تم التوصل إليه في 2015.
وأعاد للأذهان أن إيران ترفض بشكل قاطع التوصل إلى اتفاق نووي جزئي يشمل رفعاً محدوداً للعقوبات الاقتصادية الأميركية، لافتاً إلى أن طهران معنية برفع كامل لهذه العقوبات، وباستنفاد الفرص في اتفاق الشراكة الاقتصادي الشامل الذي توصلت إليه مع الصين، الذي يشمل استثمار 400 مليار دولار على مدى 25 عاماً، فضلاً عن الاستفادة اقتصادياً من استئناف العلاقات مع السعودية.
وأشار إلى أن هذا يدفعها إلى التوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي، يسمح برفع العقوبات التي تحول دون استغلال العلاقة مع الصين والسعودية.
أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تامير هايمان، فقد وصف الاتفاق الإيراني الأميركي بـ "الاتفاق الأكثر سوءاً الذي يمكن أن تحققه الولايات المتحدة".
وكتب هايمان على حسابه على تويتر مساء أمس السبت: "الاتفاق النووي الأصلي الذي توصلت إليه إيران والقوى العظمى في 2015، والذي حاربته حكومة نتنياهو في حينه، يُعدّ حلماً وردياً مقارنة بالاتفاق الأخير الذي أعلن عنه بين طهران وواشنطن".
وبحسب هايمان، فإن الاتفاق الحالي يمنح إيران القدرة على أن تحافظ على مكانتها كدولة "على حافة قدرات نووية"، في حين أن اتفاق 2015 أبعد طهران من الوصول إلى هذه المكانة.
واستدرك هايمان أن الاتفاق الإيراني الأميركي الأخير "يبقى أفضل من الوضع الحالي"، على اعتبار أنه يجمّد المشروع النووي.
من ناحيته، رأى المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي أنه على الرغم من أن إسرائيل تعترض على الاتفاق الجديد، إلا أنها في المقابل غير قادرة على إحباطه، لأنه يجمد البرنامج النووي الإيراني.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، لفت بن يشاي إلى أن الاتفاق يخدم مصالح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يقترب من خوض سباق الانتخابات الرئاسية، مما يجعله معنياً بتهدئة المواجهة مع إيران، والتركيز على مواجهة الصين، في حين تبدي طهران حرصاً على تقليص مظاهر الأزمة الاقتصادية.