وفد إسرائيلي يتوجه إلى قطر.. هل يسعى نتنياهو لإفشال الصفقة عبر مطالبه الجديدة؟

26 فبراير 2024
طلبات نتنياهو الجديدة قد تؤدي إلى إفشال الصفقة المتوقعة (بريندان سمالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

نتنياهو يطالب بإبعاد كبار الأسرى الفلسطينيين إلى قطر وتركيا

مخاوف من إفشال مواقف نتنياهو للاتصالات ودفع حماس إلى التصلّب

من المنتظر خلال هذا الأسبوع وصول وفد إسرائيلي آخر إلى القاهرة

يتوجه وفد إسرائيلي إلى قطر، اليوم الاثنين، لاستكمال المحادثات بشأن الصفقة المتوقعة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وسط تفاؤل إسرائيلي حذر في ظل التخوف من إفشال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الصفقة بسبب مطالبه المتزايدة ومن بينها إبعاد كبار الأسرى الفلسطينيين، الذين قد تشملهم الصفقة المتوقّعة، إلى قطر وتركيا ودول أخرى.

ويقتصر الوفد الإسرائيلي هذه المرة على جهات مهنية، بخلاف الوفد المعتاد للتفاوض الذي يترأسه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، بأنه من المنتظر إجراء الوفد محادثات مهمّة حول تفاصيل الخطة التي يتم صياغتها، ومن بين البنود التي سيبحثها قائمة أسماء المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وآلية إطلاق سراحهم وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم وشروط وقف إطلاق النار.

ومن المنتظر خلال هذا الأسبوع وصول وفد إسرائيلي آخر إلى القاهرة من أجل الاتفاق على آليات إطلاق سراح المحتجزين مقابل الأسرى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين كبار، لم تسمّهم، قولهم إنّ "الأمر يبدو جيداً" ولكنهم يشددون في الوقت ذاته على أنه "ما زال من المبكر معرفة إن كانت ستكون هناك تفاهمات، ففي نهاية المطاف لا نعرف ما الذي يدور في رأس يحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة)، وسيتطلب الأمر بعض الوقت حتى تنضج الصفقة".

في المقابل، نقلت الصحيفة عن جهات مطّلعة على الاتصالات بشأن الصفقة، لم تسمّها، مخاوفها من أن تسبّب تصريحات نتنياهو ومواقفه في إفشال الاتصالات ودفع حركة حماس إلى التصلّب في مواقفها.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن نتنياهو يواصل الحديث عن العملية العسكرية التي يخطط لها في رفح جنوبي قطاع غزة، ومن ضمنها قوله إن هذه العملية "ستتأجل إلى حد ما في حال كانت هناك صفقة ولكنها ستحصل، وإذا لم تكن هناك صفقة فستحصل"، متوعّداً "سنفعل ذلك في جميع الحالات".

نتنياهو طلب من الوفد إبعاد عدد من الأسرى "النوعيين"

وذكر موقع "والاه" العبري، نقلاً عن مصادر لم يسمّها، أنّ نتنياهو أوعز إلى أعضاء فريق المفاوضات الإسرائيلي المتوجّه إلى قطر أن يطلبوا خلال المفاوضات إبعاد عدد من الأسرى "النوعيين"، الذين تنسب إليهم إسرائيل تُهم قتل إسرائيليين وتطالب حركة حماس بإطلاق سراحهم، إلى الخارج وأن لا يُسمح لهم بالعودة إلى غزة أو إلى الضفة الغربية.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية أفادت، أمس الأحد، بأنّ نتنياهو طلب إبعادهم إلى قطر، في حين أشار موقع "والاه" إلى أنّ نتنياهو ذكر هذا الموضوع باختصار خلال مكالمة هاتفية مع أعضاء فريق المفاوضات، ولم تكن هناك جلسة خاصة بهذا الشأن وتفاصيله.

كما أشارت مصادر الموقع إلى أن نتنياهو طلب من الوفد المفاوض أن يطلب مسبقاً معرفة منْ على قيد الحياة من بين المحتجزين الذين ينتمون إلى الفئات التي سيطلق سراحها في إطار الصفقة، وذلك بناءً على مبدأ موافقة إسرائيل على يوم هدنة واحد مقابل كل محتجز اسرائيلي ما زال على قيد الحياة ويُطلق سراحه.

انتقادات إلى نتنياهو

من جهتها أفادت صحيفة "هآرتس" أنّ الوفد سيبحث، أيضاً، زيادة المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة، وسيحاول التوصّل إلى حلول بشأن الخلافات التي لا تزال قائمة حول الآلية التي ستحدد عدد الأسرى الفلسطينيين، الذين ستطلق إسرائيل سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

وأشارت الصحيفة بدورها إلى طلب نتنياهو إبعاد أسرى إلى قطر أو تركيا ودول أخرى، ونقلت عن مصادر مطّلعة على المفاوضات، لم تسمّها، قولها إن "هذا طلب شرعي ومقبول أيضاً على المستوى المهني، وليس منتظراً أن يؤثر على الاتصالات بشأن الصفقة" .

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير توجيهه انتقادات إلى نتنياهو، معتبراً أن "نتنياهو يمنح عائلات المحتجزين الإسرائيليين شعوراً بأنه يفضّل إعاقة تقدم الصفقة في هذه الأيام الحاسمة بشأنها".

وفي الصحيفة نفسها كتب المحلل العسكري، عاموس هارئيل، بأن طلب نتنياهو إبعاد أسرى فلسطينيين "لن يكون مقبولاً كما يبدو  لحركة حماس ولا لقطر"، وأن "هناك شكوكاً في شأن دعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لهذه الفكرة، والتي تخشى بدورها من أن يقود تصلّب نتنياهو في مواقفه إلى عدم التوصّل إلى صفقة".

المساهمون