"داعش" يشرّد 100 ألف من عشيرة الشعيطات في الصحراء

30 أكتوبر 2014
يرفض "داعش" عودة الأهالي إلى منازلهم (أحمد عبود/فرانس برس)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" أن تنظيم "داعش"، أعدم، يوم الاثنين الماضي، خمسة أشخاص من محافظة دير الزور بتهمة "انتحال شخصيات من داعش بهدف السلب"، في حين يُبقي التنظيم على تشريد أكثر من 100 ألف شخص من عشيرة الشعيطات، معظمهم من الأطفال والنساء في الصحراء، منذ أكثر من ثلاثة أشهر في ظل ظروف إنسانية سيئة، رافضاً عودتهم إلى قراهم من دون أن يتلقوا أية مساعدة من أية منظمة إنسانية أو دولية.

ويقول الناشط الإعلامي، محمد الخلف، لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش أعدم، الاثنين الماضي، خمسة أشخاص في بلدة الشعفة بريف البوكمال في دير الزور بتهمة انتحالهم شخصيات من التنظيم واستغلال ذلك في أعمال سرقة وترويع الناس". ويوضح أنه "عرف منهم، خليل إبراهيم نجم الملوح وإبراهيم عويد الهيجل من أبناء بلدة الباغوز"، لافتاً إلى أنه "تم صلبهم في ساحة البلدة". ويعتبر أن "ضربات التحالف الدولي عبارة عن جعجعة إعلامية، وإلى اليوم لم تترك أي أثر على قوة التنظيم على الأرض، فداعش لا يزال يُمارس جميع أعماله، في ظل قبضه أمنية شديدة".

في هذه الأثناء، يكشف عضو حملة "دير الزور تحت النار"، الناشط الإعلامي، البراء هاشم، لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم يواصل تشريد أكثر من 100 ألف شخص من عشيرة الشعيطات معظمهم من الأطفال والنساء، منذ أكثر من ثلاثة أشهر في ظل ظروف إنسانية سيئة".

وينقل هاشم عن مصادر قال، إنها مطلعة على مجريات المفاوضات التي تجري بين أهالي بلدة الشعيطات وتنظيم "داعش"، قولها إن "وفداً مؤلفاً من كبار الشعيطات عاد من مقابلة أبو أيمن العراقي، وهو أحد شرعي التنظيم في دير الزور، وأمير دير الزور التي يسميها التنظيم ولاية الخير، بالإضافة إلى شرعي آخر معروف باسم، أبو دجانة الكويتي، من دون موافقة التنظيم على عودة الأهالي المهجرين إلى منازلهم بعد الاقتتال الذي دار بين سكان المنطقة وعناصر التنظيم.

وكان التنظيم نفّذ بعد المعارك هجوماً عسكريّاً استطاع فيه السيطرة على المنطقة، وعاقب ساكنيها بالتهجير القسري، إذ اضطروا إلى النزوح إلى أماكن في مناطق صحراوية في ريف دير الزور أو خارج المحافظة".

ويوضح هاشم أن "من أسباب الرفض المعلن هي أن بعض شباب الشعيطات قد تطوعوا لقتال التنظيم وهذا ما لا يصفح عنه التنظيم، ويأخذ بجريرته كل قرى الشعيطات".

من جهته، يقول الخلف إن "أبناء الشعيطات يتوزعون على ثلاث قرى، وهي أبو حمام والكشكية وغرانيج"، لافتاً إلى أن "معظم المشردين يقيمون اليوم في الصحراء في خيام رثة بدائية لا تقيهم من حر أو برد، ونحن اليوم على أبواب فصل شتاء يبدو بارداً منذ أيامه الأولى". ولفت إلى أن "مأساة 100 ألف شخص معظمهم أطفال ونساء لم تدفع أية منظمة حقوقية أو إنسانية أو إغاثية، لأن تثير قضيتهم أو تقدم لهم أي نوع من المساعدة".

يشار إلى أن الشعيطات رفضت مع توسع تنظيم "داعش" في دير الزور مبايعته وقاتلته، إلى أن أصدر التنظيم، في شهر آغسطس/آب الماضي، حكماً بـ"قتل الرجال البالغين من الشعيطات وتهجير العشيرة إلى خارج البلاد، وتدمير بيوتها". واعتبر يومها أنّ الحكم يأتي "لغدر العشيرة به". وبالفعل هاجمهم وقتل منهم أكثر من 700 شخص في يوم واحد، وهجرّهم من قراهم. كما "سبا" عدداً من نسائهم، بحسب ناشطين.

وناشد وجهاء من الشعيطات حينها، في تسجيل مصور، من سمّوه "خليفة المسلمين"، أبو بكر البغدادي، بـ"العفو" عن أبناء عشيرتهم، لافتين إلى أنهم "يتبرؤون ممن قاتل ضد التنظيم"، لكن دعوتهم لم تلق صدى لدى التنظيم.

المساهمون