اتفاق الإطار: لا حق عودة وتعويض عربي لليهود

02 فبراير 2014
+ الخط -

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بعض تفاصيل "اتفاقية الاطار" التي يسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى طرحها على الفلسطينيين والاسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي الخاص بمفاوضات السلام، مارتين إندك، تأكيده أن "اتفاقية الاطار" ستكون أساساً لاستمرار المفاوضات حتى نهاية العام 2014، في حال قبولها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتطرق إندك الى أبرز النقاط الواردة في هذه الاتفاقية خلال اجتماعه مع قيادات في المنظمات اليهودية الأميركية السياسية والمجتمعية، مشيراً إلى أن موقف أبو مازن ونتنياهو من هذه الاتفاقية لا يزال أساساً للمفاوضات.

وتحدّثت "يديعوت" عن أبرز النقاط الواردة في الاتفاقية والتي تطرق لها إندك، مشيرة إلى أنه لم يأتِ على ذكر مدينة القدس بتفاصيل، مكتفياً بالقول إن هذا الملف بقي "شبه مغيَّب". كما ورد في الاتفاقية أن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين سيحصل على أساس التعويض، بموازاة تعويض اليهود الذين غادروا منازلهم في الدول العربية بعد قيام إسرائيل.

 

تبادل أراضٍ وبقاء المستوطنات

تضمنت الاتفاقية انسحاب الاحتلال من أراضي الضفة الغربية على أساس حدود العام 1967، مع تبادل للأراضي من دون تحديد نسبة هذا التبادل. إلا أن إندك نفى ما تناقلته وسائل الإعلام عن تصريحاته بخصوص بقاء 80 في المئة من المستوطنات تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه لم يتم طرح هذه النسب في المفاوضات، مع تأكيده أنه يمكن بقاء عدد من اليهود في ظل السيادة الفلسطينية في حال رفض بعض المستوطنين إخلاء المستوطنات. ولفت إلى أن أبو مازن "ليس لديه توجه بأن تكون الدولة الفلسطينية مقتصرة فقط على الفلسطينيين".

 

إسرائيل يهودية

وبحسب إندك فإن الاتفاقية تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل كـ"وطن قومي للشعب اليهودي"، وفي الوقت نفسه الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "الوطن القومي للشعب الفلسطيني". أما بخصوص غور الاردن، فتتحدث الاتفاقية عن ترتيبات أمنية فيه وعلى الحدود ما بين الدولة الفلسطينية والاردن. ترتيبات تشمل العديد من الوسائل التكنولوجية المتطورة والتي ستكون تحت إشراف الولايات المتحدة.

وما لم يقله إنديك، قالته مصادر في الطاقم الأميركي المفاوض لـ"يديعوت". إذ كتب ناحوم برنيع أن الأميركيين يعتقدون أنه "في حال قدم كيري لنتنياهو اعترافاً فلسطينياً بيهودية إسرائيل، وموافقة على تواجد إسرائيلي رمزي في غور الأرن، فلن يكون أمام الأخير سوى أن يوافق على الطرح".

ولفتت الصحيفة إلى أن جدول تقديم المذكرة الأميركية يعتمد إلى حدّ كبير على ما إذا كان نتنياهو يرغب بالمشاركة في المؤتمر السنوي للوبي اليهودي في الولايات المتحدة، "إيباك"، في شهر آذار/مارس المقبل. ففي مثل هذا الحال، سيحضر نتنياهو إلى واشنطن، وسيطلب أوباما لقاءه، وعندها قد يطلب أبو مازن هو الآخر لقاء مع أوباما. كما أنه قد يتم تقديم المذكرة الأميركية قبل 28 شباط/فبراير المقبل، وهو الموعد الذي يصادف تنفيذ الدفعة الأخيرة من تحرير الأسرى الفلسطينيين، "وبالتالي سيكون نتنياهو بحاجة لغطاء سياسي لهذه الخطوة"، بحسب قراءة "يديعوت".

ولكن حتى في هذا الحال يشكك الكثيرون في جدوى "العملية السلمية"، ولعل أبرز موقف يذهب في هذا الاتجاه كان كلام رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، داني ديان، للصحيفة نفسها. وإن أضفنا ذلك إلى إعلان نتنياهو، الاثنين الماضي، بأن الورقة الأميركية ليست ملزمة لإسرائيل، وقول إندك إنه سيكون لدى كل طرف متّسع من الوقت لتسجيل تحفظاته، مع إقحام موضوع التعويض ليهود الدول العربية الذين هاجروا إلى إسرائيل، فإنّ كل المعطيات تشير إلى ضيق احتمال نجاح "العملية السلمية".