المقاومة تستأنف تدريباتها وتجاربها العسكرية في غزة

23 سبتمبر 2014
المقاومة تجري تدريبات وتطور قدراتها الصاروخية(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
عادت أصوات الانفجارات وإطلاق النار لتدوي في قطاع غزّة من جديد؛ هي ليست أصواتاً للصواريخ الإسرائيلية التي سمعها الغزّيون وعايشوا وقعها على مدار 51 يوماً من العدوان، بل أصوات تُسمع في مواقع تدريب المقاومة الفلسطينية في مختلف أرجاء القطاع.

منذ وضعت الحرب الإسرائيلية على غزة أوزارها في 26 من الشهر الماضي، عاد المقاومون إلى مواقعهم التدريبية للتجهز إلى المعركة المقبلة، في ظل شعور "غريب" لدى سكان القطاع، بأنّ الحرب الآتية ليست ببعيدة؛ شعور طاغٍ على أحاديث السكان نتيجة عدم تغير الحال في القطاع، وشعور المقاومة بأن الإنجازات التي وعدت بها الأهالي لم تتحقق بعد.

ولا يخفي السكان قلقهم من الآتي، غير أنّ ثقتهم لم تتزعزع بالمقاومة والمقاومين. يقولون في غزّة، إنّ تأخير الإعمار يهدف للضغط على هؤلاء الذين دُمرت بيوتهم كي يملّوا من المقاومة، وهو الخيار الذي راهن عليه الإسرائيليون خلال العدوان، ولم يحدث.

ورصدت زوارق الاحتلال الحربية الرابضة في عرض بحر غزة، تجربتين صاروخيتين من غزة. إذ تستخدم المقاومة البحر في عمليات تجارب صواريخها الجديدة لمعرفة مداها. وألقت تل أبيب مسؤولية هذه التجارب على حركة "حماس"، التي قالت منذ اللحظة الأولى لانتهاء العدوان، إن المقاومة ستعود لتطوير قدراتها وتجهيز نفسها من جديد.

ولا تتوقف عودة المقاومة على التجارب الصاروخية، بل في إعادة بناء الأنفاق. واستشهد فلسطيني من كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لـ"حماس"، قبل أيام معدودة خلال عمله في ترميم أحد أنفاق المقاومة في غزّة. مما يعني أنّ "القسام"، وغيرها من فصائل المقاومة، بدأوا مرحلة ترميم الأنفاق، التي تعرّضت لأضرار جزئية، وحفر مزيد من الأنفاق الجديد، لمواجهة أي عدوان قد يُفرض على القطاع.

وشكّلت الأنفاق واحدة من العلامات البارزة في العدوان الأخير على القطاع، حيث تمكنت كتائب "القسام" من الدخول عبرها إلى الأراضي المحتلة عام 1948 أو ما يعرف بـ"خلف خطوط العدو" وتنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر لم تكشف الكثير عن تفاصيلها.

وأظهرت لقطات تلفزيونية وزعتها "القسام"، و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، خلال العدوان على غزة، قيام وحدات من التصنيع العسكري للمقاومة بتجهيز صواريخ محلية الصنع، لإمداد جبهة القتال الأولى بها.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، إنّه "من الطبيعي والمنطقي جداً" أن تعود المقاومة لتجهيز نفسها للمعركة المقبلة، لأن المعركة السابقة لن تكون آخر المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنّ "الإعداد والتجهيز والتدريب" مسار استراتيجي للمقاومة.

ولفت الصواف في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن العدوان الإسرائيلي لم ينته على قطاع غزة، واصفاً الهدوء الحالي بالهش، لأن وقف إطلاق النار لم يسفر عن تغيير في حياة الفلسطينيين في غزة، كما أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتجرع بعد ما حدث له خلال العدوان.

وبيّن الصواف أن شعور سكان القطاع بأن الحرب على الأبواب "شعور طبيعي"، لأن ما كان يُنتظر بعد وقف إطلاق النار لم يأت بعد، في ظل التلكؤ والمراوغة الإسرائيلية في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه ما لم يكن هناك ضغط مصري ودولي على إسرائيل لتغيير سياستها تجاه غزة سيبقى هذا الشعور موجوداً.

ومن المقرر أن يضع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي جدولاً للمفاوضات التكميلية غير المباشرة يوم غدٍ الأربعاء في القاهرة، على أن تبدأ المفاوضات الشاملة للملفات التي اتفق على تأجيلها بعد العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في القاهرة.