"داعش" يحوّل استراتيجيته الدفاعية إلى هجومية في الأنبار

"داعش" يحوّل استراتيجيته الدفاعية إلى هجومية في الأنبار

16 ديسمبر 2015
"داعش" عاود نشاطه في الأنبار (فرانس برس)
+ الخط -
حوّل تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، استراتيجيّته الدفاعيّة إلى هجوميّة، في معركة الأنبار، الأمر الذي قد يؤثّر في سير المعركة المتأخرة أساساً.

وقال عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ محمود الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم "داعش"، شنّ صباح اليوم، هجوماً واسعاً ومباغتاً على بلدة عامريّة الفلوجة من محورين، الأول عبر منطقة البو دعيج، والثاني منطقة البو هوى الواقعتين في الجهة الشمالية للناحية"، مبيناً أنّ "التنظيم استخدم سيارات عدّة مفخخة، فجرها على الحواجز الأمنية في أطراف المحورين".

وأشار الجميلي، إلى أنّ "القوات الأمنيّة المتكوّنة من الجيش والشرطة والعشائر، تصدّت للهجوم، الذي استطاع "داعش" من خلاله تحقيق خرق في المحورين"، مبيناً أنّ "القوات الأمنيّة طلبت تعزيزات أمنية من الجيش العراقي، لكنّها لم تصل حتى الآن".

كما لفت إلى أنّه "حتى الآن تجري اشتباكات عنيفة بين "داعش" والقوات الأمنية، وأنّ التنظيم يتقدّم ببطء"، محذّراً من "مغبة اختراق التنظيم لعامرية الفلوجة، التي لم تخضع لسيطرته طيلة الفترة الماضية".

من جهته، دعا القيادي في العشائر المتصدية لـ"داعش"، عمّار العيساوي، الحكومة في بغداد، إلى "إرسال تعزيزات سريعة ورفد المعركة بالطيران لإحباط الهجوم".

وقال العيساوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش عاود نشاطه من جديد في محافظة الأنبار، وبدأ بشن هجمات خاطفة وسريعة لإرباك القطعات العراقيّة"، مبيناً أنّ "التنظيم استطاع فعلاً إرباك القطعات وتغيير الاستراتيجيّة الأمنيّة في عموم الأنبار".

وأشار إلى أنّ "الاشتباكات التي تدور حاليّاً عنيفة جدّاً، وأنّ القوات الأمنيّة والعشائر تحتاج إلى إسناد وتعزيزات، وسلاح"، داعياً الحكومة إلى "تقديم الدعم اللازم والسريع".

من جهته، لفت الخبير الأمني، رافع السلمان، إلى أنّ "القيادة العسكريّة لم تستجب لتحذيراتنا السابقة بشأن عدم تأخير معركة الرمادي، وهذه النتائج السلبية هي نتيجة عدم الجديّة الحكوميّة بحسم المعركة".

وقال السلمان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة لم تكن جادّة إطلافاً بحسم معركة تحرير الرمادي، وقد منحت "داعش" فرصة إعادة نشاطه من جديد، وقلب موازين الأمور في المحافظة"، مبيناً أنّ "داعش" بدأ الآن باستراتيجيّة الهجمات الخاطفة وغير المتوقعة على جبهات عدّة، في محاولة منه لإرباك القوات الأمنيّة وكسر الطوق عن الرمادي".

يذكر أنّ معارك تحرير الأنبار شهدت أخيراً فتوراً كبيراً، فسّره مراقبون على أنّه تباطؤ، قد يكون تراجعاً عن إتمام المعركة، فيما حمّل مسؤولون عن المحافظة الحكومة وقادة التحالف الوطني مسؤولية ذلك، بسبب التصريحات التي ينتقدون فيها دور واشنطن والتحالف الدولي، ما أثّر سلباً في سير المعارك.

اقرأ أيضاً: "داعش" يفرض حظراً في الرمادي ويعتقل العشرات في الفلوجة