لبنان: جلسة ثامنة للحوار بين "حزب الله" و"المستقبل"

18 مارس 2015
الحوار الثنائي لم يتأثر بالحرب الإعلامية (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

من المفترض أن يستأنف "حزب الله" وتيار "المستقبل" اللبنانيان، الجلسة الثامنة للحوار، مساء الأربعاء، في مقرّ رئاسة مجلس النواب، في ظلّ أجواء متشنّجة فرضتها تصريحات نواب ومسؤولين في الحزب قبل أيام، حول مشروع المجلس الوطني الذي تعمل على تشكيله قوى "14 آذار" ومن ضمنها تيار "المستقبل".

وبالتزامن مع تنظيم قوى "14 آذار" صفوفها وعلاقاتها الداخلية، امتزجت ردة فعل "حزب الله" بالاستهزاء والتشكيك في آن، إذ قال رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" (كتلة حزب الله النيابية)، محمد رعد، إن في لبنان "من يشكل مجالس وطنية بعدما رجع الناس من الحج، فلا مفر لهؤلاء إلّا أن يمدوا أيديهم ويراجعوا التزاماتهم"، بينما تساءل رئيس المجلس التنفيذي بالحزب، هاشم صفي الدين، عما إذا "كان انبثاق المجلس الوطني من قبل فريق 14 آذار يجعلنا نفكر إن كان هؤلاء يمزحون أم هم جديون؟".

ونتيجة هذا التشنّج الطارئ على العلاقة بين الطرفين، يقول معنيون بتسيير هذا الحوار؛ إنهم "فهموا من مسؤولين في حزب الله أنّ الهجوم الإعلامي الأخير جاء رداً على مواقف شخصيات في 14 آذار، أبرزها الجناح المتشدد في تيار المستقبل الذي يتزعّمه رئيس كتلة المستقبل، فؤاد السنيورة".

ويشير هؤلاء المعنيون، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الحزب أبدى تمسكه بالحوار مع المستقبل ونيّته متابعة الجهود في هذا الإطار"، مضيفاً أنّ "الجلسة الثامنة لن يتخللها سوى مناقشة إعادة التوازن إلى الخطاب الإعلامي بين الطرفين"، أي تأجيل النقاش في ملف "الاستراتيجية الوطنية للإرهاب التي سبق أن بدأ الحوار حولها في الجلسة السابعة". كما سبق أن تطرّق أيضاً إلى فرض خطة أمنية على الضاحية الجنوبية لبيروت (مقر قيادة حزب الله وخزانه البشري)، ما يعني بشكل أو بآخر تأجيل البحث في هذه الملفات لحين عودة الهدوء والتفاهم إلى العلاقة بين الحزب والمستقبل.

إذاً، لم يتأثر الحوار الثنائي بالتعليقات الصادرة عن الحزب، تماماً كما أنه لم يتأثر سابقاً في الخطابات التي رافقت ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري (14 فبراير/شباط) وما تخللها من خطابات عالية السقف.

وفي هذا الإطار، يقول مسؤولون في "تيار المستقبل"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطرفين ناقشا سابقاً ضبط الخطاب العام وإبعاده عن التوتر، إلا أنّ الاتفاق تضمّن أيضاً فهم الطرفين وجود مناسبات سياسية يجب تفهّم الخطابات فيها".

وبالتالي، فإنّ الفريقين يكونان قد تعادلا في هذا المجال، إذ هاجم المستقبليون وحلفاؤهم حزب الله، في الذكرى العاشرة لاغتيال الحريري، فردّ الحزب الهجوم بعد شهر بالاستهزاء بالمجلس الوطني لهذه القوى.

يشار إلى أن الحوار بين الطرفين انطلق في الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وترافق مع حوار ثنائي آخر بين الزعيمين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع.

اقرأ أيضاً: نصرالله يبارك الحوارات اللبنانية ولو من دون "ثمار" سياسية