عودة العلاقات بين السعودية و"حماس": خارطة تحالفات إقليمية جديدة

27 يوليو 2015
تحولات بالسياسة الخارجية للمملكة رافقت تولي الملك سلمان الحكم(Getty)
+ الخط -
ذكر تقرير لمركز الأبحاث "ستراتفور" أن المملكة العربية السعودية تستعد لإعادة إحياء علاقاتها مع حركة "حماس" الفلسطينية، وذلك ضمن جهود المملكة لتشكيل تحالف عربي  لمواجهة إيران، وهو ما سينجم عنه، حسب التقرير، تزايد للنفوذ السعودي، مقابل انحسار الدور الإيراني في الشؤون الفلسطينية، وبشكل غير مباشر في سورية.

وأوضح التقرير أنه غداة التوقيع على الاتفاق النووي، لم تكتف السعودية بالتريث ومراقبة المنحى الذي ستتخذه التطورات الإقليمية، بل قررت اتخاذ زمام المبادرة، مشيرا إلى أن الرياض باتت تنهج سياسة أكثر فعالية من خلال قطع الطريق على إيران للتحالف مع وكلائها في المنطقة.

وعد التقرير التقارب السعودي وحركة "حماس" نموذجا للاستراتيجية الجديدة التي توظفها المملكة العربية، بما أن عودة الرياض لممارسة دور في السياسة الفلسطينية سيؤدي لتعزيز نفوذها خارج منطقة الخليج.

وعن الأهداف الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية من وراء إقامة هذه التحالفات، يشير تقرير مركز "ستاتفور" إلى أن الهدف الأسمى للمملكة يتمثل في إقامة تحالف عربي قادر على مواجهة مساعي إيران في البحث عن موطئ قدم بالبلدان العربية، مشددا على أن عودة الدفء للعلاقات السعودية مع إيران، مثلما هو الحال بالنسبة لتحسن علاقات الرياض مع السودان مؤخرا، يعد خطوة واضحة على سعي المملكة لتحقيق هذا الهدف.

وذكر التقرير أن قيام السعودية بدعم حركة "حماس" الفلسطينية سيعزز تحالفات المملكة العربية السعودية من خلال ثلاث طرق؛ أولها فتح الطريق أمام الرياض للتدخل بمجريات الأحداث بالمنطقة، في حال أصبحت أهم ممول لـ"حماس"، إذ ستضطر حينها الأطراف الدولية للتفاوض مع السعودية في حال ظهور أي مشاكل مع الحركة.

إلا أن من غير الواضح بعد كيف للسعودية أن تقوم بتمويل "حماس"، علما أنه ليس هناك سوابق من هذا النوع، وكان يكتفى بالدعم المعنوي، حتى بداية تدهور العلاقات بين الجانبين، إثر انهيار "اتفاق مكة" بين حركتي "فتح" و"حماس" العام 2006.

أما البعد الثاني الذي يفترضه التقرير، في تقوية العلاقات السعودية مع حماس، فسيمكن الرياض من الإسهام في القضاء على طموحات تنظيم "داعش" بتشكيل فرع له بقطاع غزة. ثالثا، وأخيرا، أوضح التقرير أن تمويل السعودية لحركة "حماس"، وتقديم الدعم لها سيقلص من اعتماد الحركة على المساعدات الإيرانية، وهو ما سيعني أن إيران ستفقد وكيلا محتملا لبلورة سياستها على هامش المحور الأهم لتدخلاتها العسكرية غير المباشرة بالعراق والشام.

اقرأ أيضاً: زيارة ثانية لمشعل إلى السعودية...ومصر تتوسّط لتطبيع العلاقة بـ"حماس"