نهاية غير معلنة لمعركة الفلوجة و"الحشد" يبدأ بالانسحاب

نهاية غير معلنة لمعركة الفلوجة و"الحشد" يبدأ بالانسحاب

12 اغسطس 2015
الحلبوسي: المليشيات لن تستطيع دخول الفلوجة (الأناضول)
+ الخط -

يبدو أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" أيقنت أخيراً عدم قدرتها على اقتحام مدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار غربي العراق، بعد أن فشلت عدّة مرّات في محاولاتها، لتبدأ أغلب فصائلها بالانسحاب من ساحة المعركة، فيما لا يزال إعلام المليشيات يروّج لانتصارات وتقدّم وهميّ.

وأوضح عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ محمود الجميلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحشد الشعبي كان قد جمّع فصائله ودخل حالة إنذار محاولاً إعادة تجربته باقتحام مدينة الفلوجة"، مشيراً إلى أنّ "الحشد وطول مدة 10 أيّام انتشر على محاور المدينة، واشتبك مع تنظيم (الدولة الإسلامية، داعش) في الصقلاوية اشتباكاً لم يكن قوياً وتراجعت قوات الحشد بعد أن أيقنت خسارتها في الاشتباك".

ولفت إلى أنه "على ما يبدو فإنّ مليشيات الحشد أيقنت أنّها عاجزة عن تحقيق أيّ تقدّم في الفلوجة، وأنّ محاولاتها لاقتحام المدينة لن يكتب لها النجاح، وأنّها ستتكبّد خسارة كبيرة في حال حاولت ذلك، فقررت التراجع بهدوء".

وأكّد الجميلي أنّ "عدداً من فصائل الحشد قد انسحبت واتجهت نحو بغداد"، مبينا أنّ "الانسحاب لم يكن معلناً ولن يعلن عنه الحشد، وبالتأكيد فإنّ قوات كبيرة من تلك المليشيات ستبقى قرب المدينة لتنفيذ الضربات والقصف المستمر على المناطق السكنيّة فيها".

وكانت المليشيات قد حشّدت قواتها مطلع الشهر الجاري وجمّعت فصائلها عند حدود الفلوجة في محاولة لاقتحام المدينة، فيما وصلتهم تعزيزات عسكرية كبيرة وأسلحة ثقيلة ومتنوعة.

بدوره، رأى عضو المجلس المحلّي لبلدة الصقلاوية المجاورة للفلوجة، محمد الحلبوسي، أنّ "المليشيات لن تستطيع دخول الفلوجة مهما حاولت".

وقال الحلبوسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجمات التي شنتها المليشيات على محاور الفلوجة مع بداية هجومها على المدينة في الشهر الماضي، كبّدتها خسائر كبيرة ووجهت بصدّ عنيف من قبل تنظيم (داعش)، ولم تستطع حتى الاقتراب من مداخل المدينة".

وأوضح أنّ "المليشيات أيقنت حينذاك أنّ محاولاتها لاقتحام المدينة لن يكتب لها النجاح أبداً، ويتحتم عليها إعادة حساباتها للمعركة من جديد، لكنّها لم تنسحب من حدود الفلوجة ولن تعلن انتهاء المعركة وخسارتها، فيما لجأت إلى قصف المدينة وخصوصاً المناطق السكنيّة، وعدّت ذلك القصف استمراراً لهجومها المزعوم على الفلوجة".

ورجّح أنّ "انسحاب الحشد بشكل كامل من مشارف الفلوجة لن يكون قريباً، بل إنّه سيكون منسقاً بين الفصائل كي لا تعترف بخسارة المعركة".

في غضون ذلك، يستمر الإعلام الحربي التابع لمليشيات "الحشد" بالحديث عن انتصارات مزعومة في كافة قواطع المعركة مع تنظيم "داعش".

وقال فريق الإعلام في بيان صحافي، إنّ "انقسامات كبيرة وقعت داخل صفوف (داعش) في الفلوجة، بسبب قلة المعونات الغذائية الواصلة إليهم بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الأمنية على المدينة".

وأشار إلى أنّ "مصادر استخبارات الحشد كشفت قيام قادة (داعش) بسحب مستمسكات مقاتلي التنظيم بعد فرار عدد منهم من الرمادي باتجاه المناطق الصحراوية في الأنبار"، مبيناً أنّ "سحب المستمسكات هو محاولة من قبل التنظيم لمنع مقاتليه من الهروب من المعارك".

يُذكر أن مليشيات "الحشد الشعبي" لم تنسحب من محيط مدينة الفلوجة الأنبارية بعد أن فشلت بمحاولات اقتحامها عقب المعركة التي أطلقتها في الـ 13 من يوليو/تموز الماضي، والتي توقفت بعد يومين بشكل غير معلن رسمياً، فيما تفرّغت المليشيات لتنفيذ أجنداتها بارتكاب الانتهاكات ضدّ المدنيين.

اقرأ أيضاً: "داعش" يهاجم سامراء.. واستمرار المعارك في بيجي