واشنطن تدرّب 900 عراقي ليتسلموا المدن المحررة

13 اغسطس 2015
عناصر القوة اختارهم الأميركيون (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر متعددة لـ "العربي الجديد" أن الولايات المتحدة تدرّب مئات المقاتلين العراقيين من أبناء العشائر والمدن المحتلة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" بمعزل عن الحكومة العراقية، في إطار محاولة إنشاء قوة ضاربة مجهزة بشكل عال على غرار قوات النخبة في قوات البشمركة الكردية.

وأشار وزير في حكومة حيدر العبادي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى وجود "نحو 900 مقاتل يتدربون على يد قوات أميركية خاصة منذ مدة، وهم من أبناء العشائر وشبان من سكان الفلوجة والرمادي والموصل". وأوضح الوزير أنّ "القوة التي يجري تدريبها في قاعدة مشتركة للأميركيين والجيش العراقي غرب الأنبار، من المرجح أنها ستكون نواة القوات الخاصة المقرر تسلّمها ملف المدن بعد تحريرها من سيطرة مقاتلي داعش". ولفت المسؤول العراقي إلى أنّ "عملية التدريب والتجهيز والإنفاق على تلك القوة تتم من قبل الأميركيين، وبمعزل تام عن حكومة العبادي ووزارة الدفاع العراقية".

ويتواجد نحو 3700 عسكري أميركي بين ضابط وجندي ومستشار وفني في العراق، لدعم القوات العراقية في قتالها ضد تنظيم "داعش". وقد مضى على تواجدهم نحو عام إثر قرار من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بإرسال قوات عسكرية لتأدية دور استشاري وتدريب القوات النظامية العراقية وتقديم الدعم الاستخباري واللوجستي لها.

اقرأ أيضاً: معارك الأنبار تراوح مكانها: جهل بالجغرافيا وتضارب الصلاحيات

من جهته، أكد ضابط في الجيش العراقي لـ "العربي الجديد" أنّ "الأميركيين يدربون قوات خاصة عراقية بمعزل عن التدريبات المعلنة لأبناء العشائر ومتطوعي القتال ضد داعش، والبالغ عددهم عشرة آلاف وثلاثمائة مقاتل يجري تجهيزهم وإعدادهم في قاعدة التقدم في مدينة الحبانية شرق الفلوجة".

وأوضح الضابط العراقي أنّ "عناصر القوة التي يجري تدريبها تم اختيارهم من قبل الأميركيين، من بين الذين تقدموا لقتال داعش وجرى عزلهم عن الآخرين، وخصص لهم برنامج تدريب عال".

من جهتهم، أكد زعماء قبليون في محافظة الأنبار، تحدثت إليهم "العربي الجديد" تلك المعلومات، موضحين أن "تدريب القوة الخاصة محاولة لخلق قوة ضاربة مجهزة بشكل عال، على غرار قوات النخبة في البشمركة الكردية، التي أشرفت على تدريبها قوات أميركية، وحققت نتائج كبيرة في معارك محور مخمور وسنجار ضد تنظيم داعش".

وأفاد الشيخ محمد عواد الدليمي، أحد زعماء قبائل الدليم المناهضة لتنظيم "داعش"، أنّ "السبب وراء إخفاء الموضوع هو إيران، والمخاوف من إمكانية أن تؤدي طهران دوراً تخريبياً في ولادة تلك القوة، على غرار ما تسعى إليه اليوم لمنع تسليح قوات العشائر التي تقاتل داعش لأسباب سياسية وطائفية معروفة، أبرزها حرصها على عدم وجود قوة مناوئة لمليشيات الحشد الشعبي التي تدعمها هي وبقوة منذ مدة طويلة".

وكانت اتهامات متعددة قد وجهت للعبادي بعدم الجدية في تسليح العشائر لخوض معارك ضد تنظيم "داعش"، على الرغم من وقوف عدد كبير من هذه العشائر في وجه التنظيم وتعرّض أبنائها إلى حملات إعدام وقتل من قِبل التنظيم.

في موازاة ذلك، سبق أن كشف مصدر عسكري لـ "العربي الجديد" في شهر يونيو/حزيران الماضي، أن الولايات المتحدة تتجه إلى اعتماد استراتيجية جديدة في العراق لمواجهة تنظيم "داعش"، تتضمن "البدء بتسليح 14 عشيرة سنّية غرب وشمال العراق كمرحلة أولى وتسليم ملفها للقوات الأميركية، على غرار ملف الصحوات الذي تسلّمته القيادة العسكرية الأميركية في سبتمبر/أيلول عام 2006". كما أشار المصدر نفسه في حينه إلى أن الاستراتيجية الأميركية تتضمن "اقتطاع المنطقة Z5 في قاعدة الحبانية"، واعتبارها نواة أساسية للتواجد الأميركي في العراق ومقراً أو غرفة إدارة العمليات العسكرية فيه، ولا سيما أن الحبانية تعد كبرى القواعد العسكرية في البلاد.

اقرأ أيضاً العراق: تمرير البرلمان حزمة الإصلاحات يعيد معركة تطبيقها للعبادي

المساهمون