دان الملك الأردني عبد الله الثاني، بشدة، خلال اتصالين هاتفيين مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم الأربعاء، حادثة الاعتداء على سفارة المملكة في طهران.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك "بحث خلال الاتصالين عددا من المستجدات الإقليمية، خصوصا ما يتصل بتداعيات حادثة اقتحام والاعتداء على مبنى السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا، الأمر الذي يعد خرقا واضحا للاتفاقيات الدولية".
وفقاً للبيان، فقد أكد ملك الأردن دعم بلاده ووقوفه الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل ما من شأنه دعم قضاياها ومحاربة الإرهاب والتطرف وحماية أمنها واستقرارها.
وسبق ذلك بساعات استدعاء الخارجية الأردنية للسفير الإيراني في عمّان، مجبتى فردوسي بور، حيث أبلغته "إدانة الأردن الشديدة ورفضه المطلق لمبدأ الاعتداء والتعرض للبعثات الدبلوماسية والاعتداءات الأخيرة المرفوضة والمستهجنة على سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها في مشهد، وإحراقها وتدمير موجوداتها"، وأبلغته بنقل الموقف الأردني المبدئي إلى حكومته فورا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، صباح الرافعي، في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن "الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها، شكل انتهاكا سافرا للأعراف والاتفاقات الدولية وتحديدا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
ووفق المصدر نفسه، تم إبلاغ السفير بموقف الأردن بإدانة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، ورفض التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين والتي تعد تدخلا في الشأن الداخلي السعودي، وضرورة احترام الأحكام الصادرة عن المؤسسات القضائية السعودية، الأمر الذي قال البيان إنه "شأن داخلي صرف".
واستنكرت الخارجية "التصريحات والممارسات لبعض المسؤولين الإيرانيين، والتي تؤدي إلى الشحن المذهبي في المنطقة وفي العالم"، ورأت أن التصعيد يوفر البيئة الخصبة لانتشار التطرف.
ووفقاً للبيان "تم إبلاغ السفير الإيراني بنقل هذا الموقف الأردني المبدئي إلى حكومته فوراً".
الخطوة الأردنية تأتي لتأكيد موقف الأردن المساند للسعودية في أعقاب الأزمة بينها وبين إيران، على خلفية إعدام السعودية الشيخ نمر النمر، وإدانة المملكة الهاشمية منذ اللحظة الأولى الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.
في هذا السياق، دان مجلس النواب الأردني، أمس الثلاثاء، "الاعتداء الإيراني، معلناً التزام الأردن المطلق بدعم السعودية في مواجهة أي خطر أو تهديد"، معتبراً أن "أفعال وتصريحات الحكومة الإيرانية تخدم أعداء الأمة المتربصين بها الساعين إلى إثارة القلاقل والفتن، وتشويه الدين الإسلامي الحنيف".
كما دعا إيران إلى التوقف عن سياساتها المقلقة حيال جوارها العربي، واستهدافها أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.