المناظرة الأخيرة بين التغيير وهوية فرنسا: فيون الأكثر إقناعاً

25 نوفمبر 2016
+ الخط -

تواجه المرشّحان في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، رئيسا الوزراء السابقان، فرانسوا فيون وألان جوبيه، أمس الخميس، في آخر مناظرة قبيل الدورة الثانية الحاسمة الأحد المقبل، لاختيار مرشّح الرئاسة.

وسيطرت مواضيع الإصلاح في نظام الوظائف وقانون العمل، فضلاً عن القضايا الاجتماعية وهوية فرنسا على المناظرة، بالإضافة إلى السياسة الخارجية للبلاد، لا سيما بخصوص العلاقة مع روسيا.

واقترح الاثنان استراتيجية اقتصادية تخفّض الإنفاق العام وترفع سنّ التقاعد، لكنّهما يختلفان حول الإجراءات لتنفيذ ذلك، وفي حين اتهم فيون منافسه بأنّه "لا يريد فعلياً تغيير الأمور"، ردّ جوبيه بالإشارة إلى أنّ اقتراحات خصمه "غير ممكنة". وقال فيون الذي يبدي إعجابه برئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر "صحيح أنّ مشروعي أكثر راديكالية وربما أصعب".

ويعد فيون (62 عاماً) المتصدر في الدورة الأولى، "بخفض البطالة" خلال خمس سنوات، وبجعل فرنسا "القوة الأوروبية الأولى" خلال عشر سنوات، عبر فرض تقشف على البلاد.

وتحدّث فيون عن إصلاح شامل لقانون العمل، عبر تمديد ساعات العمل في الأسبوع، وإصلاحات في نظام التقاعد، وإلغاء نصف مليون وظيفة حكومية، مؤكداً أنّه يريد خلق "حافز نفسي" ليظهر للفرنسيين و"للخارج" أنّ فرنسا تستطيع إصلاح نفسها.

في المقابل، ردّ جوبيه (71 عاماً) على منافسه، مشيراً إلى أنّ إلغاء 500 ألف وظيفة "أمر غير ممكن"، لافتاً إلى عدم إمكانية "أن يطلب من موظف أن يعمل أكثر ليكسب أقل". إلا أنّ فيون ردّ على ذلك، "لا أقول إنّ الأمر سهل لكنّه ممكن"، متهماً خصمه بأنّه "لا يريد فعلياً تغيير الأمور".

وجوبيه الذي يؤيّد "إصلاحات عميقة جديرة بالصدقية" لكن "بلا قسوة"، انتقد فيون لـ"رؤيته المفرطة في طابعها التقليدي" بشأن قضايا المجتمع وخصوصاً الإجهاض. في المقابل، رفض فيون وصفه بـ"المحافظ الذي ينتمي إلى القرون الوسطى"، قائلاً إنّه لا ينوي التشكيك في الإجهاض الطوعي، وإن كان ككاثوليكي مؤمن لا يؤيد ذلك شخصياً، مضيفاً "ضميري يراقبني".

وفضلاً عن المواضيع الاجتماعية، شهدت المناظرة خلافاً حول رؤية المرشحين لهوية البلاد، فبينما رفض فيون رؤية "متعددة الثقافات" لفرنسا، قال جوبيه إنّ "هوية فرنسا هي أولاً تعدد الأصول والألوان والديانات".


أما الخلاف الآخر فتركّز حول السياسة الخارجية، وخصوصاً العلاقات مع روسيا، إذ عبّر جوبيه عن صدمته لاختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرشحه، عندما تحدّث عن "علاقات جيدة جداً" مع فيون.

وردّ فيون قائلاً "حدث أن عملنا (هو وبوتين) معاً لأنّني كنت رئيساً للوزراء لخمس سنوات، وكان رئيساً للوزراء لخمس سنوات"، واصفاً ذلك بأنّها "العلاقة الوحيدة التي تربطنا".



وبعد المناظرة، أظهر مسح على الإنترنت، أجرته مؤسسة "ألاب" للاستطلاعات، وشمل 908 أشخاص شاهدوا مناظرة الخميس وجد 71 % من الناخبين المنتمين للتيار المحافظ، ويمين الوسط أنّ فيون "أكثر إقناعاً" من جوبيه.

وكان فيون متقدماً أيضاً بين جميع المشاهدين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي، لكن بهامش أقل بلغ 57 %، مقابل 41 % لجوبيه.

كما رحبّت صحف فرنسية، صباح اليوم الجمعة، بحسن سير المناظرة بين المرشحين. وكتبت صحيفة "لوباريزيان" أنّ "فرنسوا فيون وألان جوبيه قاما بتغليب الجوهر... مع توترات صغيرة".

وفي مواجهة يسار مشتت، تشير استطلاعات رأي إلى أنّ الفائز في انتخابات التيار المحافظ ويمين الوسط، يتمتع بفرص انتخابه رئيساً في إبريل/ نيسان 2017، في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وكان استطلاع للرأي أجراه معهد "ايفوب-فيدوسيال"، قد أشار إلى أنّ فيون سيحصل في الدورة الثانية للانتخابات الأحد المقبل، على 65 % من الأصوات، مقابل 35 % لجوبيه.

وفي الدورة الأولى الأحد الماضي، أثار فيون مفاجأة بفوزه بنتيجة الاقتراع، بحصوله على 44 % من الأصوات، مقابل 28,6 % لجوبيه، في حين مني فيها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بهزيمة ساحقة، وحل ثالثاً.



(فرانس برس, رويترز)








ذات صلة

الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة

منوعات

تراجعت مجلة فوربس عن حفل تكريم أكثر 40 امرأة تأثيراً في فرنسا، وذلك بعد حملة تحريض في باريس، على المحامية من أصول فرنسية ريما حسن
الصورة
وردة إنور (إكس)

منوعات

اعتقلت الشرطة الفرنسية، الخميس، مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي بتهمة "تمجيد الإرهاب"، بعد سخريتها من التقارير الإسرائيلية المزعومة حول إقدام مقاومي كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، على حرق طفل إسرائيلي.
الصورة

سياسة

طرح أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع قانون لتجريم إهانة إسرائيل، في استكمال لقوانين "محاربة الصهيونية"، ما يؤسس لمزيد من قمع الحريات خدمة للاحتلال.