نار الخروج من أوروبا تستعرّ داخل حزب العمال البريطاني

26 يونيو 2016
كوربين يواجه انتقادات كبيرة داخل حزبه (Getty)
+ الخط -
أقال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، ليلة أمس، وزير خارجيته في حكومة الظل، هيلاري بن، وسط خلاف حول قيادته في أعقاب تصويت بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي. وصباحا، استقالت وزيرة الصحة في حكومة الظل، هايدي الكسندر، احتجاجا على قيادة كوربين وقرار إقالة زميلها هيلاري بن.

كما قالت مراسلة "بي بي سي"، إن وزيرة النقل في حكومة الظل، ليليان غرينوود، سوف تتقدم باستقالتها اليوم.

من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان"، صباح اليوم، إن أكثر من نصف أعضاء حكومة الظل العمالية يستعدون لتقديم استقالاتهم، اليوم الأحد، من حكومة جيرمي كوربين.

وقال هيلاري بن، لوكالة "برس أسوسيشن صنداي"، إن كوربين أقاله بعد أن أخبره بأنه فقد الثقة في قدرته على قيادة الحزب. مضيفا، بعد نتيجة الاستفتاء، نحن بحاجة إلى قيادة قوية وفعالة لحزب العمال، قادرة على كسب التأييد العام.

وذكرت "بي بي سي" أن كوربين أقال هيلاري بن بعد حض الأخير أعضاء في الحزب على الاستقالة في حال رفض كوربين التنحي عن منصبه. وفي أعقاب الاستقالة، قال بن: "إن حزب العمال يجب أن يكون قوة سياسية فعالة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك بينما يُعلن ثلث الناس الذين دعموا العمال في انتخابات العام الماضي أنهم لن يصوتوا للحزب الآن. وتأتي إقالة بن، بعد تقارير نشرتها صحيفة "ذا أوبزرفر" تشير إلى أن بن كان يخطط للإطاحة بكوربين.

وقالت الصحيفة "عُرف أن هيلاري بن اتصل بزملائه من أعضاء البرلمان، في مطلع الأسبوع، ليبلغهم بأنه سيطلب من كوربين الاستقالة، إذا كان هناك تأييد كبير للقيام بتحرك ضده، إذ طلب أيضا من زملائه في حكومة الظل الانضمام له في تقديم استقالاتهم، إذا تجاهل كوربين هذا الطلب".

وسبق حملة الاستقالات من حكومة الظل العمالية، تقديم نائبتين عماليتين أمس مذكرة بحجب الثقة عن كوربين، في خطوة تعكس غضب العديد من البرلمانيين الذين يتهمون زعيم حزب العمال بعدم بذل جهود كافية في الحملة من أجل بقاء البلاد في صفوف الاتحاد الأوروبي.

وقالت النائبتان مارجريت هودج وآن كوفي، إن الاقتراح بحجب الثقة عن ‏زعيم الحزب جاء بسبب سوء أدائه خلال حملات الاستفتاء، وفشله في إقناع ناخبي الحزب من العمال الذين صوّت أكثر من ثلثهم 37% مع الخروج، مخالفين بذلك خط الحزب، وعدم كفاءته لقيادة المرحلة المقبلة. وبعد إقصاء بن، أعربت النائبة العمالية روبرتا بلاكمان وودز، عن خيبة أملها وكتبت على موقع تويتر "على حكومة الظل العمالية الآن أن تتحرك لإنقاذ الحزب، ومن أجل مصلحة البلاد، وإلا فلن يغفر لنا أبدا".



وأعلن كوربين أنه لا يخشى مذكرة بحجب الثقة، لكن الانتقادات الموجهة إليه ستكون في صلب اجتماع يعقده حزب العمال، غدا الاثنين. وقال المتحدث باسم جيريمي كوربين "هو الزعيم المنتخب ديمقراطيا".

وقال أحد حلفاء كوربين في الحزب، إن "من يطالبون باستقالة كوربين ليس لديهم مرشح، لم يكن لديهم برنامج، لم يكن لديهم أنصار للفوز في انتخابات القيادة. وبدلا من إشباع الرغبات الشخصية بزعزعة الاستقرار، يجب أن يعملوا مع قيادة حزب العمال للرد على هذا الحدث الوطني الهام الذي يحتاج إلى حزب العمال الموحد".