يجتهد مراقبون للشأن العراقي بتفسير سلسلة الانهيارات السريعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محاور قتال عدة في شمال العراق وغربه، في الأشهر الستة الماضية. ويطرحون تفسيرات متضاربة مع بعضها أو بعيدة عن الواقع، تبدأ من اعتبار أن "داعش يخضع للضغط الكبير والاستنزاف وقلّة إنتاج ماكينة التجنيد لديه، في ظلّ استمرار تكبّده الخسائر"، فضلاً عن تعرّضه للقصف الجوي الأميركي المكثف، الذي بلغ معدّله أخيراً أكثر من 18 ساعة طيران فوق العراق يومياً.
في هذا السياق، تقود تبريرات وشروحات إلى نتيجة واحدة وهي: أن الحرب في العراق دخلت مرحلة جديدة، قد تكون مقلقة إلى حدّ بعيد، وتحمل في طياتها المزيد من الدمار والفتنة بالبلاد. ويقول المستشار العسكري بوزارة الدفاع العراقية، العميد الركن محمد الوادي، لـ"العربي الجديد"، إن "الموصل نالت يوم الإثنين الماضي قراراً سياسياً وعسكرياً، بأن تحريرها سيكون قبل نهاية العام الحالي، وبتوافق أميركي عراقي".
ويضيف الوادي أن "الجهات التي أكدت مشاركتها، هي كل من الجيش العراقي، بواقع فرقتين عسكريتين، وجهاز مكافحة الإرهاب، وقوات البيشمركة، بواقع 12 ألف عنصر، فضلاً عن مقاتلي العشائر. وذلك بدعمٍ وإسنادٍ أميركي جوي، بالطائرات ومروحيات الأباتشي، فضلاً عن وحدة خاصة من قوات المارينز". ويلفت إلى أن "مشاركة مليشيات الحشد الشعبي باتت غير واردة (حتى الآن)".
ويتابع: "هناك سلسلة انهيارات واسعة في صفوف داعش، ويبدو أنه فقد الرغبة في التمسك بالمدن والتضحية بخسائر بشرية جديدة، لأنه سرعان ما يترك المنطقة بعد أي هجوم. بالتالي فإن الموضوع يحتمل تفسيرات عدة، فإما أنه قرر التحول إلى صيغة ثانية في القتال، من خلال الانتشار على شكل خلايا وجيوب مسلّحة، أو أنه يُخطّط لإعادة تجميع صفوفه، أو بالفعل هو مكسور إلى درجة لا تمكنه على البقاء والاستمرار في المعارك". وحول المعارك، يوضح الوادي أن "القوات العراقية وصلت إلى مواضع مهمة، كانت ضمن الخطة المعدة مسبقاً، لا تتوقع وصولها قبل سبتمبر/أيلول المقبل".
اقــرأ أيضاً
ولليوم الثالث على التوالي، ألقت طائرات عراقية منشورات وأعلام عراقية في سماء الموصل، وعدد من البلدات المجاورة، تحثّ فيها السكان على الابتعاد عن مقرّات "داعش" وأرتاله في المدينة، وتطالبهم بالاتصال عبر رقم هاتف معين دونّته في تلك المنشورات. كما يشعر سكان الموصل بأن عمليات القصف اليومية، باتت أكثر عنفاً وكثافةً عما في السابق.
من جهته، يقول مصدر عسكري عراقي رفيع في وزارة الدفاع إن "القوات العراقية باشرت ترتيب أوضاعها في قاعدة القيارة، التي تمّت السيطرة عليها أخيراً"، مؤكداً أن "وفداً عسكرياً أميركياً وصل إلى القاعدة وتجوّل فيها، وأبلغ الموجودين أنه سيتكفّل بإعادة إعمارها".
ويُبيّن المصدر أنه "من المرجّح وصول القوات الأميركية التي وعد بها وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، خلال أيام، لكونها موجودة أصلاً في الكويت. وهو ما يجعلنا متأكدين برغبة واشنطن استعادة الموصل". ويلفت إلى أن "استعادة الموصل ستكون بمثابة نهاية مشروع خلافة داعش بشكل عملي على الأرض، وتحوّله إلى جيوب وخلايا متفرقة".
من جانبه، ينوّه محافظ نينوى، نوفل حمادي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "قوات الجيش تحرز تقدّماً كبيراً في محور عمليات مخمور. وتمكنت من تحرير قريتين في القيارة، جنوب الموصل، أمس الثلاثاء". ويوضح أن "القوات الأمنية تمكنت من تحرير قريتي جحلة وزهيلية جنوب القيارة، خلال معارك خاضتها ضد داعش بدعم من التحالف الدولي"، مبيّناً أن "العمليات العسكرية تؤكد وجود انكسار كبير لتنظيم داعش". ويكشف حمادي عن أن "الساعات والأيام المقبلة قد تشهد تحرير مناطق أخرى تابعة لمدينة القيارة، خصوصاً منطقة مجمع دور القاعدة السكني ومنطقة المعامل". ويلفت إلى أن "القوات العراقية شكّلت غرفة عمليات للتعامل مع العائلات الموجودة في المنطقة وإبلاغها عن طرق آمنة للخروج من محاور القتال".
وفي اتصال هاتفي، يُشدّد قائد قوات الجيش في عمليات تحرير نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، على أن "استعادة مركز مدينة القيارة باتت قريبة جداً". ويشير في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "المرحلة الحالية تقضي استنزاف داعش بشرياً، وهو ما يجري بشكل جيد"، واصفاً الدعم الأميركي للمعارك بالقول "هم مصرّون على استرداد الموصل وكسر داعش فيها". ويضيف أنه "بعدما نتمكن من القيارة، لن يفصلنا الكثير عن الموصل، فأغلب المناطق التي تفصل بين الموصل والقيارة زراعية، ولا قدرة لداعش على البقاء فيها طويلاً، وستكون معركة الموصل عندها قائمة بالتأكيد".
في هذا السياق، تقود تبريرات وشروحات إلى نتيجة واحدة وهي: أن الحرب في العراق دخلت مرحلة جديدة، قد تكون مقلقة إلى حدّ بعيد، وتحمل في طياتها المزيد من الدمار والفتنة بالبلاد. ويقول المستشار العسكري بوزارة الدفاع العراقية، العميد الركن محمد الوادي، لـ"العربي الجديد"، إن "الموصل نالت يوم الإثنين الماضي قراراً سياسياً وعسكرياً، بأن تحريرها سيكون قبل نهاية العام الحالي، وبتوافق أميركي عراقي".
ويتابع: "هناك سلسلة انهيارات واسعة في صفوف داعش، ويبدو أنه فقد الرغبة في التمسك بالمدن والتضحية بخسائر بشرية جديدة، لأنه سرعان ما يترك المنطقة بعد أي هجوم. بالتالي فإن الموضوع يحتمل تفسيرات عدة، فإما أنه قرر التحول إلى صيغة ثانية في القتال، من خلال الانتشار على شكل خلايا وجيوب مسلّحة، أو أنه يُخطّط لإعادة تجميع صفوفه، أو بالفعل هو مكسور إلى درجة لا تمكنه على البقاء والاستمرار في المعارك". وحول المعارك، يوضح الوادي أن "القوات العراقية وصلت إلى مواضع مهمة، كانت ضمن الخطة المعدة مسبقاً، لا تتوقع وصولها قبل سبتمبر/أيلول المقبل".
ولليوم الثالث على التوالي، ألقت طائرات عراقية منشورات وأعلام عراقية في سماء الموصل، وعدد من البلدات المجاورة، تحثّ فيها السكان على الابتعاد عن مقرّات "داعش" وأرتاله في المدينة، وتطالبهم بالاتصال عبر رقم هاتف معين دونّته في تلك المنشورات. كما يشعر سكان الموصل بأن عمليات القصف اليومية، باتت أكثر عنفاً وكثافةً عما في السابق.
من جهته، يقول مصدر عسكري عراقي رفيع في وزارة الدفاع إن "القوات العراقية باشرت ترتيب أوضاعها في قاعدة القيارة، التي تمّت السيطرة عليها أخيراً"، مؤكداً أن "وفداً عسكرياً أميركياً وصل إلى القاعدة وتجوّل فيها، وأبلغ الموجودين أنه سيتكفّل بإعادة إعمارها".
من جانبه، ينوّه محافظ نينوى، نوفل حمادي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "قوات الجيش تحرز تقدّماً كبيراً في محور عمليات مخمور. وتمكنت من تحرير قريتين في القيارة، جنوب الموصل، أمس الثلاثاء". ويوضح أن "القوات الأمنية تمكنت من تحرير قريتي جحلة وزهيلية جنوب القيارة، خلال معارك خاضتها ضد داعش بدعم من التحالف الدولي"، مبيّناً أن "العمليات العسكرية تؤكد وجود انكسار كبير لتنظيم داعش". ويكشف حمادي عن أن "الساعات والأيام المقبلة قد تشهد تحرير مناطق أخرى تابعة لمدينة القيارة، خصوصاً منطقة مجمع دور القاعدة السكني ومنطقة المعامل". ويلفت إلى أن "القوات العراقية شكّلت غرفة عمليات للتعامل مع العائلات الموجودة في المنطقة وإبلاغها عن طرق آمنة للخروج من محاور القتال".
وفي اتصال هاتفي، يُشدّد قائد قوات الجيش في عمليات تحرير نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، على أن "استعادة مركز مدينة القيارة باتت قريبة جداً". ويشير في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "المرحلة الحالية تقضي استنزاف داعش بشرياً، وهو ما يجري بشكل جيد"، واصفاً الدعم الأميركي للمعارك بالقول "هم مصرّون على استرداد الموصل وكسر داعش فيها". ويضيف أنه "بعدما نتمكن من القيارة، لن يفصلنا الكثير عن الموصل، فأغلب المناطق التي تفصل بين الموصل والقيارة زراعية، ولا قدرة لداعش على البقاء فيها طويلاً، وستكون معركة الموصل عندها قائمة بالتأكيد".