ليبيا: الوجود الفرنسي يربك صفوف حفتر

23 يوليو 2016
تنكر السلطات الموالية للبرلمان وجود قوات أجنبية (Getty)
+ الخط -

 

 

لا تزال السلطات الموالية للبرلمان في شرق ليبيا تنكر وجود قوات أجنبية تشاركها معاركها القتالية، لكنها تعترف، في الوقت ذاته، بوجود خبراء أجانب يقومون برصد مخابراتي، لتعقب تحركات المجموعات "الإرهابية".

وفي هذا السياق، قال آمر قاعدة بنينا الجوية في بنغازي، محمد المنفور، لـ"العربي الجديد"، إن "خبراء عسكريين من بريطانيا وأميركا وفرنسا متواجدون منذ فترة بأحد مقرات القاعدة في بنغازي".

وأشار إلى أن "أعدادهم منذ وجودهم في بنينا، وقاعدة طبرق، يتراوح بين 20 و25 عسكرياً يقومون بجمع معلومات مخابراتية تتعلق بتحركات المجموعات الإرهابية، وأماكن تخزين سلاحهم وخطوط الإمدادات التي تصلهم".

وأضاف "يقتصر اتصالنا بهم على التنسيق للاستفادة من هذه المعلومات، فقط في عملياتنا القتالية"، نافياً أن "تكون لهم مشاركة في القتال على الأرض أو باستخدام الطيران".

ورفض المنفور الحديث عن مقتل الجنود الفرنسيين قبل أيام، مكتفياً بالقول إن "فرنسا كغيرها من الدول لها وجود على صعيد العمل المخابراتي في ليبيا، لمتابعة أمنها، وتنقل العناصر الإرهابية مخافة الوصول إلى بلادها، وتهديد أمنها".

ورغم الاعتراف الفرنسي بوجود قوات لها على الأراضي الليبية، بعيد الإعلان عن مقتل ثلاثة من جنودها الأربعاء الماضي، إلا أن قادة عملية "الكرامة" التابعة للبرلمان لا يزالون يصرون على اقتصار عمل هذه القوات على المجال المخابراتي.

وعلى الرغم من حملة الاحتجاجات طيلة اليومين الماضيين، في بيانات وتصريحات قادة سياسيين ورؤساء أحزاب ليبيين على التواجد الفرنسي، كان أبرزها بيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، والذي طالب فرنسا بتوضيح موقفها وأسباب وجودها على الأرض الليبية، لم تصدر قيادة حفتر العسكرية، وكذلك، البرلمان، الواجهة السياسية لحفتر، أي تعليق حول الأمر، مما يؤكد بحسب مراقبين صحة الوجود الفرنسي ضمن العمليات القتالية، والتي تجريها القوات الموالية للبرلمان في شرق البلاد.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "أجواء البلاد" الليبية صوراً حصلت عليها لطائرات أجنبية في بنغازي، بعيد ساعات من تنفيذ طائرة دون طيار لعدة هجمات على منطقة القوارشة الأربعاء.

واعتبر بعض المدونيين على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي أن "المعتقلين الـ14 الذين وجدت جثثهم ملقاة بأحد مكبات القمامة الخميس، على صلة بمعارضة توجه قيادة حفتر للاستعانة بقوات أجنبية ضمن عملياته القتالية في بنغازي".

ورغم عدم التحقيق في الحادث فإن بعض أقرباء الضحايا في المذبحة، كشف أن أحدهم، وهو عبد الحكيم الحجازي، يعمل فنياً لإصلاح المروحيات بقاعدة بنينا، وهي ذات القاعدة التي تستضيف الخبراء الأجانب، بحسب اعترافات مسؤولي قيادة حفتر.

من جهةٍ أخرى، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "منطقة القبة، محل إقامة رئيس البرلمان عقيلة صالح، ستشهد الجمعة اجتماعاً كبيراً يضم قيادات قبلية من قبائل المغاربة والزوية والعواقير بشرق ليبيا برئيس البرلمان صالح، لكشف حقيقة الوجود الفرنسي والأجنبي، عموماً ضمن قوات البرلمان".

وبحسب شخصية قبلية من العواقير، القبيلة التي ينحدر منها وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق، المهدي البرغثي، فإن "ممثلي القبيلة عازمون على رفع الغطاء الاجتماعي عن كل عسكري أو فرد من قبليتها يستمر في دعمه لقوات حفتر".

ولفت إلى أن "حظوظ صالح في إقناع الزعامات القبلية بجدوى وجود الأجنبي إلى جانب أبنائهم، ضئيلة".




دلالات