وزير الخارجية القطري: قائمة المطالب تضم بنوداً غير معقولة

29 يونيو 2017
آل ثاني: ملتزمون بسياسات مجلس التعاون الخليجي (Getty)
+ الخط -
قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الخميس، إن الدوحة عبّرت عن رغبتها بوضوح في الجلوس مع جيرانها، مشدداً على أن بلاده ملتزمة بـ"سياسات مجلس التعاون الخليجي وبالدفاع عن مصالحه"، كما جدد التأكيد على أن "قائمة مطالب دول الحصار تضم بنوداً عديدة غير معقولة".


وبخصوص مهلة العشرة أيام التي قدمتها دول الحصار، أوضح آل ثاني، الذي كان يتحدث في حفل غذاء أقامه "المركز العربي" في واشنطن على شرفه، أن "الأجل المحدد لتنفيذ المطالب لا يمكن توجيهه إلى دولة"، مشدداً على أنه "يمس بسيادتنا"، مبرزاً أن "العداء ضد قطر يثير تساؤلات عديدة".


وذكر الوزير القطري أن "مجلس التعاون الخليجي هو آخر مصدر للاستقرار في المنطقة"، لافتاً إلى أن "قطر ملتزمة بوعودها بالعمل في الإطار الخليجي وجامعة الدول العربية".


وفي ما يتعلق بقرار دول الحصار قطع العلاقات الدبلوماسية، قال وزير الخارجية القطري: "فوجئنا بقرارات السعودية والإمارات والبحرين ومصر، واعتبرناها غير مبررة"، مشدداً على أن "قطر اتخذت خطوات لمواجهة تحويل الأموال إلى المنظمات الإرهابية.. وهي وسيط في الساحة العالمية وشريك إنساني".


قال وزير خارجية قطر إن "أي مفاوضات لحل الأزمة الخليجية لابدّ وأن تنطلق من عرض الأدلة والبراهين على الادعاءات ضد قطر"، مضيفاً أن المحور الرباعي "أعلن القطيعة والحصار بصورة غير مبررة، ومبنية على مزاعم لا أساس لها من الصحة، ثم قاموا بشنّ حملة إعلامية زائفة، وبصيغة جرى خلالها التعرض لسيادة قطر". 


وعبّر آل ثاني عن امتنانه للدور الذي يلعبه وزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون، للمساعدة في تجاوز الخلافات التي نشأت عقب قرار المحور السعودي - الإماراتي بفرض حصار على الدوحة، موضحاً أنه جرى الاتفاق مع وشنطن على إيجاد "حل سلمي للأزمة الخليجية".

ووصف المسؤول القطري اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي بأنه "كان ممتازاً وبناء"، وجرى خلاله "إبلاغه بأن بعض الشروط لا تفاوض حولها باعتبارها غير مقبولة أصلاً"، وهو "لا تفاوض" غير الذي شدد عليه، أول أمس، وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، عندما قال في واشنطن إن "قائمة المطالب غير خاضعة للتفاوض"، وهو الموقف الذي وصفه الوزير القطري بـ"غير الحضاري".

وفي إطار التنويه بمتانة العلاقات الأميركية القطرية، طالب الوزير واشنطن أن "تبقى منخرطة في هذا الملف مع ممارسة الضغوط اللازمة للتوصل إلى حلّ"، مبرزاً أن "قطر لا تنوي استخدام قاعدة العديد كورقة للمساومة" مع أميركا. 

وقال في رده على سؤال أثار كثيراً من الجدل في واشنطن، ويتمحور حول التباين في الموقف من الأزمة بين الرئيس دونالد ترامب، ووزير خارجيته تيلرسون، إن "بإمكان الرئيس التأكد من الجهات المعنية في إدارته بأننا لا ندعم الإرهاب". 

وعبر وزير الخارجية القطري عن ارتياحه لاجتماعاته مع بعض أعضاء الكونغرس، خاصة السناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي لوّح بالضغط على السعودية من خلال وقف صفقات السلاح، معرباً عن الأمل بمواصلة هذا التوجه، "لأن أي ضغط له فائدته" في هذا السياق.

وحرص الوزير، في ردوده على العديد من الأسئلة التي طرحها عدد من الضيوف الثلاثمائة الذين حضروا الحفل، والذين شكل الصحافيون جزءاً كبيراً منهم، على شرح نقطة هامة ذات حساسية كبيرة في واشنطن، وهي المتعلقة بعلاقة قطر بإيران، "كجار لنا حدود ومصالح مشتركة معه". 

وأسهب الشيخ محمد بن عبد الرحمن في توضيح أهمية التواصل مع إيران من موقع "الاحترام المتبادل"، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، أو التي يدور حولها خلاف؛ من باب أن "الحوار خير سبيل لتلافي الصدام الإقليمي". 

وأوضح، في رده على سؤال شغل الإعلاميين بشكل خاص، ويتعلق بقناة "الجزيرة"، إن هذه الأخيرة "مستقلة تمثل صوت الملايين من العرب، وهذا لن يتغير"، مؤكداً أن الدوحة تؤمن بأهمية أن تبقى "الجزيرة"، وأن إغلاقها "سيكون قراراً داخلياً".

وفي رده على مزاعم الرباعي، قال إن "جهود قطر لمنع تمويل الإرهاب مشهود لها حتى من جانب وزارتي المالية والخارجية الأميركيتين. فالمساعدات التي تقدمها تتجه لدعم التعليم والمشاريع التي تساعد في تجفيف الإرهاب". 

وأكد الوزير أن قطر "ليست معزولة ولها أصدقاء كثيرون يقفون معها"، وختم بإزالة الغموض والتشويش حول سياسة قطر الخارجية، عندما قال، إن الدوحة "تتبنى سياسة مفتوحة تقوم على ركنين أساسيين: النهوض بدور الوسيط بين الخصوم من دون الموافقة على مواقفهما"، وثانياً "وقوف قطر ضد أنظمة الطغيان"، مشدداً: "من هذا المنطلق أخذنا موقفنا في سورية، كما في ليبيا".