خبر اللقاءات السعودية الإسرائيلية في مصر: تسريب مقصود؟

10 مارس 2018
هل شارك بن سلمان شخصياً في اللقاءات؟ (بندر الغالود/Getty)
+ الخط -
تُطرح تساؤلاتٌ عديدة حول ما نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي، عن صحيفة "خليج تايمز" الإماراتية، الناطقة بالإنكليزية، والمُقرّبة من السلطات، ومفاده بأن مصر جمعت، الأسبوع الماضي، مسؤولين إسرائيليين وسعوديين رفيعي المستوى في أحد فنادق القاهرة.

لكن بحثاً معمّقاً في موقع "خليج تايمز" لا يُظهر الخبر، وهو ما يرجّح فرضية من بين اثنتين: إما أن يكون الموقع الإماراتي قد نشر الخبر حتى ينقله عنه أحد المواقع الأجنبية، لينتشر خبر اللقاء السعودي ــ الإسرائيلي، من ضمن سياسة التطبيع الرسمي الجارية على قدمٍ وساق بين الإمارات والسعودية من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، أو أن يكون موقع "تايمز أوف إسرائيل" قد نسب الخبر زوراً إلى الموقع الإماراتي. لكن الاحتمال الثاني يكاد يكون غير واقعي، نظراً إلى أن أي نفي لم يصدر، لا عن إدارة تحرير "خليج تايمز"، ولا عن السلطات الإماراتية، وهو ما يرجّح الاحتمال الأول.

وبحسب خبر "تايمز أوف إسرائيل"، فإن مسؤولين إسرائيليين وسعوديين رفيعي المستوى عقدوا سراً مجموعة من اللقاءات في القاهرة الأسبوع الماضي، عشية كشف مرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته المفترضة لـ"السلام" في الشرق الأوسط، المعروفة مجازاً بـ"صفقة القرن"، أو بتعابير أدق، خطة تصفية القضية الفلسطينية.

وأمضى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الأسبوع الماضي ثلاثة أيام في القاهرة، وهو ما يطرح احتمال أن يكون هو شخصياً قد شارك في تلك اللقاءات، علماً أن وسائل إعلام عبرية سبق أن أشارت العام الماضي إلى قيام بن سلمان بزيارة سرّية إلى دولة الاحتلال.

وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، التي تنسب الخبر إلى "خليج تايمز"، فإن مصدراً في السلطة الفلسطينية كشف أن المصريين توسّطوا في اللقاءات الإسرائيلية ــ السعودية، التي شكّلت "تطوراً مهماً" في تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، وهو ما اعتبر المسؤول الفلسطيني أنه "يقوّض السلطة الفلسطينية"، لأنه "يبدو أن إسرائيل لم تعد عدواً في المنطقة"، على حدّ تعبير المسؤول الفلسطيني نفسه.

ومن اللافت أن هذه المصطلحات تتكرّر منذ فترة في الإعلام السعودي والإماراتي المقرب من السلطة في هذين البلدين، وهو ما يطرح مجدداً احتمال أن يكون مصدر الخبر غير فلسطيني، بل سعودياً أو إماراتياً، بهدف الكشف عن اللقاءات هذه، لتصبح اللقاءات السعودية والإماراتية مع الإسرائيليين خبراً عادياً بالنسبة إلى الرأي العام في المنطقة.


ووفق خبر الموقع الإسرائيلي، المنسوب إلى الصحيفة الإماراتية، فإن اللقاءات الإسرائيلية ــ السعودية تلك ناقشت أيضاً المصالح الاقتصادية لإسرائيل ولمصر وللسعودية، تحديداً في منطقة البحر الأحمر.

وكشف "العربي الجديد"، في وقت سابق، أن تقديم الرئيس عبد الفتاح السيسي ألف كيلومتر مربع للسعودية من أراضي جنوب سيناء، تحت عنوان مشروع "نيوم" الاستثماري السعودي، يندرج في خانة تحضير الأجواء لانضمام إسرائيل إلى المشروع الاستثماري قريباً، وهو ما سيكون بمثابة إعلان رسمي للتطبيع بين الرياض وتل أبيب.

وكانت مصادر دبلوماسية مصرية، شديدة الاطلاع، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، عن ممارسة القيادة السعودية ضغوطاً كبيرة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للقبول بـ"صفقة القرن"، وفقاً للتصوّر المطروح من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، في وقت تمسّك فيه عباس بموقفه الرافض قبول تلك التسوية، مشدّداً على أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل بها مهما كانت الضغوط".

وأكدت المصادر أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق خلال لقاءات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، على شكل التسوية المطروحة والمعروفة بصفقة القرن"، لافتة إلى أن "تلك التسوية لن تكون على مدار عام أو عامين كما يتصوّر بعضهم، ولكنها قد تستغرق لتنفيذها نحو 30 عاماً". وأوضحت المصادر أن "إسرائيل متمسّكة بما يمكن تسميته بدولة فلسطينية بحدود غير متصلة، وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة التي تشترط وجوداً عسكرياً بين أوصال ما تتم تسميته بالدولة الفلسطينية المنصوص عليها في التسوية".


(العربي الجديد)