"ذا غارديان": هكذا دعم بول مانافورت رئيس أوكرانيا السابق

05 ابريل 2018
عمليات سرية قادها مانافورت للتأثير على الرأي العالمي (Getty)
+ الخط -

سمح بول مانافورت، المدير السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإطلاق حملة إعلامية سرية لمصلحة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، كجزء من مجهود بملايين الدولارات لدعمه، ويتضمّن اقتراحات بإعادة صياغة مواضيع على موقع "ويكيبيديا" لتشويه منافس شرس للأخير في ذلك الوقت، وإنشاء مركز أبحاث مزور في فيينا لضخ آراء داعمة له، وحضّ صحافيين في موقع "بريتبارت" اليميني المتطرف في الولايات المتحدة، للهجوم على هيلاري كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية الأميركية.

هذا ما كشفته، اليوم الخميس، صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، من خلال وثائق اطلعت عليها، لى الرغم من أن دعم مانافورت ليانوكوفيتش هو موضع تداول في الإعلام وفي تحقيقات أميركية منذ مدة طويلة.

وتقول "ذا غارديان" إن استراتيجية مانافورت لدعم الرئيس الأوكراني السابق تسبق بكثير محاولات موسكو تسخير وسيلتي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" لتشويه سمعة هيلاري كلينتون، ومساعدة ترامب للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2016، علماً أن الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة البريطانية تعود إلى الفترة ما بين عامي 2011 و2013.

وكان مكتب المحقق الأميركي الخاص في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركي الأخيرة، روبرت مولر، قد وجه اتهامات إلى مانافورت وشريكه في العمل، ريك غيتس، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منها التآمر لغسل الأموال والتآمر ضد الولايات المتحدة.

وذكرت لائحة اتهام صدرت في فبراير/ شباط الماضي، قدمها مولر، أن بول مانافورت دفع سراً أكثر من مليوني يورو إلى مجموعة من السياسيين الأوروبيين السابقين، لحشد الدعم لحكومة فيكتور يانوكوفيتش.

وتُظهر الوثائق التي اطلعت عليها "ذا غارديان" عمليات سرية أخرى للتأثير على الرأي العالمي في هذا الخصوص.

وكان يانوكوفيتش قد هزم منافسته يوليا تيموشنكو في الانتخابات الرئاسية عام 2010، وفي الصيف التالي أوقف المدعون العامون في أوكرانيا تيموشنكو وقادوها إلى المحاكمة (حكم عليها بالسجن بتهمة إساءة استخدام السلطة)، ما أثار موجة غضب أوروبية وأميركية (في عهد باراك أوباما)، ضد يانوكوفيتش، واتهم من قبل بروكسل وواشنطن بالوقوف وراء هذه الخطوة ضد منافسته لأسباب سياسية.

وفي هذا الإطار، تقول "ذا غارديان" إن مانافورت وافق على استراتيجية سرّية عام 2011، لتشويه سمعة تيموشكنو خارج أوكرانيا. وكان آلان فريدمان، وهو صحافي سابق في "نيويورك تايمز" ومراسل في "فايننشال تايمز"، من رسم هذه الاستراتيجية. كذلك تورط في هذه الخطة كل من ريك غيتس، نائب مانافورت آنذاك، وقسطنتين كيليمنيك، مساعد كبير لمانافورت، الذي تعتقد وكالة "أف بي آي" أن له علاقات بالاستخبارات العسكرية الروسية.

وفي يوليو/ تموز 2011، أرسل فريدمان ملفاً سرياً مؤلفاً من ست صفحات إلى مانافورت، يحمل عنوان "أوكرانيا – خريطة طريق إلكترونية"، ويرسم خطة لـ"تدمير" تيموشنكو، على الإنترنت عن طريق نشر فيديوهات مقالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب الصحيفة البريطانية، نقلاً عن مصادر في الحكومة الأوكرانية السابقة، فقد أعطى يانوكوفيتش لمانافورت صلاحية الموافقة على المشروع، وأطلق الأخير الضوء الأخضر له.




وترى "ذا غارديان" أن اقتراحات فريدمان "كانت طموحة"، وكانت تتضمّن إنتاج فيديوهات مجهولة المصدر تهاجم يوليا تيموشنكو وتقارنها بـ"(الرئيس الروسي الأسبق) بوريس يلتسين السكّير".

وكتب فريدمان في الملف: "بإماكن الفيديو أن يظهر تيموشنكو على أنها متهورة وغير جديرة بأن تكون سيدة دولة، وبأسوأ الأحوال حقودة ومفترية ومعادية للسامية". وأضاف فريدمان: "مستخدمو تويتر الذين نعرفهم، بإمكانهم إعادة نشر التغريدات السيئة بحقها. وتستهدف خريطة الطريق جمهوراً في أوروبا والولايات المتحدة".

وعمل فريدمان في هذا الإطار مع إيكارت ساغر، وهو منتج عمل لمرة واحدة مع "سي إن إن". وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أنهما تواصلا عن قرب مع "بول"، الذي كان بدوره يطلع رئيس فريق يانوكوفيتش، سيرهي ليوفوشكين.

وقالت مصادر في كييف، كما تذكر "ذا غارديان"، إن شركة فريدمان "اف بي سي"، كانت تقبض جراء العملية 150 ألف يورو كل ثلاثة أشهر، وكانت الأموال تحول إلى سيشيل، ولكن متأخرة غالباً، ما دفع فريدمان إلى التذمر مرات عدة.

وكان هدف الحملة الترويج لسياسة الحكومة الأوكرانية آنذاك للاقتراب من اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وتظهر الوثائق أن فريدمان كان يتواصل مباشرة مع كييف وفي عام 2012، أخبر وزير الخارجية الأوكراني، قسطيانتين غريشنكو، أنه "أصدر عشرات مقالات الرأي والمقابلات المقالات الإيجابية للصحافة المكتوبة والتلفزيون، ووزع أخباراً إيجابية لنحو ألفي مطبوعة".

وتقول "ذا غارديان" إن اللاعب الأساس في هذه الاستراتيجية كان مركز أبحاث مزوراً، "مركز جمهوريات ستديوف السوفياتية الاشتراكية السابقة"، بدعم من مانافورت.