بريطانيا ملتزمة بالنووي الإيراني... وروسيا وألمانيا تدرسان الخطوات اللاحقة

بريطانيا تؤكد التزامها بالاتفاق النووي الإيراني... وروسيا وألمانيا تدرسان الخطوات اللاحقة

10 مايو 2018
تعهد جونسون التزام بلاده بالاتفاق (دورسون أيدمير/الأناضول)
+ الخط -

تتواصل المواقف الدولية، لا سيما من قبل الدول الأوروبية، بخصوص انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، فبينما أكدت بريطانيا التزامها بالاتفاق الموقع عام 2015، أكدت كل من روسيا وألمانيا العمل على درس الخطوات اللاحقة، بعد القرار الأميركي.

وتعهد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بأن تلتزم بلاده بالاتفاق "طالما التزمت به إيران"، مطالباً الولايات المتحدة، بالتقدّم باقتراحات أفضل للحد من برنامج إيران النووي.

وقال جونسون، يوم الأربعاء، إنّ "بريطانيا ستفعل ما بوسعها لحماية الشركات البريطانية، من أي عقوبات خارجية قد تفرضها عليها الولايات المتحدة، بسبب أنشطتها التجارية في إيران"، مشيراً إلى أنّ الأطراف الأوروبية تعمل معا للتقدم بمقترحات لحل الموضوع.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وقال، في كلمة من البيت الأبيض، إنّه سيوقع قرارا باستئناف العقوبات على طهران.

وعبّر جونسون، في مداخلة أمام مجلس العموم، عن إحباطه من قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، مشدداً في الوقت عينه على أنّ القرار بالانسحاب "لن يغير من رؤية المملكة المتحدة للاتفاق، بصفته حجراً أساسياً في أمن بريطانيا القومي، وفي استقرار الشرق الأوسط".

وأكد مصدر بريطاني مطلع، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قرار ترامب، رغم الإحباط الذي يسود في الحكومة البريطانية من خطوة الإدارة الأميركية، لم يكن قرارا مفاجئاً، لا سيما في ظل التغييرات الأخيرة في صفوف إدارته، والتي جلبت شخصيات معارضة للبقاء في الاتفاق؛ مثل وزير الخارجية مايك بومبيو".

وكشف المصدر، أنّ بريطانيا تنشط حالياً على الصعيد الدبلوماسي، للحد من تأزم الوضع وإبقاء إيران في الاتفاق النووي، وذلك بالرغم من عدم الوضوح الأميركي حول الخطوات التالية التي ينوي ترامب اتخاذها.

وأكد المصدر أنّ "المجتمع الدولي سيسعى لحث إيران على البقاء في الاتفاق الذي أقر بقرار من مجلس الأمن، حيث إنّ التزامها بتعهداتها الدولية سيعطي صورة إيجابية عن مدى جديتها في وقف برنامجها النووي".

وأشار إلى أنّ "بريطانيا على تواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية، للحد من تدهور الأوضاع في اليمن وسورية والعراق"، لافتاً أيضاً إلى التواصل دوماً مع كل من السعودية وإسرائيل رغم دعمهما لقرار ترامب.

وكان ترامب قد هدّد، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالانسحاب من الاتفاق، ما لم تقم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بمعالجة "عيوبه الجسيمة"، قبل 12 مايو/أيار، موعد نهاية مهلة تمديد تعليق العقوبات الأميركية على إيران بموجب الاتفاق.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، أبرمت إيران ومجموعة "5+1" (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إضافة لألمانيا)، الاتفاق النووي، الذي يلزم طهران بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.


وفي موسكو، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موقف بلاده من القرار الأميركي، فأعرب عن القلق حيال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، و"خرقها" لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال لافروف، اليوم الخميس، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس، في موسكو، إنّ "على بقية الأطراف المندرجة في الاتفاق تقييم الخطوات اللاحقة"، مؤكداً أنّ على إيران البقاء في الاتفاق النووي.

لافروف وماس يدعوان إيران للبقاء بالاتفاق (سيرغي سافوستيانوف/getty) 


وثمّن لافروف، رد الفعل الإيراني تجاه القرار الأميركي، معلناً أنّ موسكو ستواصل التشاور مع بقية الأطراف بشأن مرحلة ما بعد القرار.

بدوره أكد وزير الخارجية الألماني، أنّ على إيران البقاء في الاتفاق النووي والتمسك بالتزاماتها بموجبه.

وقال ماس، خلال المؤتمر، إنّه "يجب أن تبقى إيران في الاتفاق النووي وأن تلتزم بتطبيقه".

وأكد ماس أنّ ألمانيا تناقش مع بقية الأطراف، مسألة العقوبات الأميركية ومدى تأثيرها على الشركات الأوروبية، مشيراً إلى أنّ الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى إيطاليا، ستعقد لقاء، الأسبوع المقبل، مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، لبحث الخطوات اللاحقة.