رئيس مؤتمر هرتسليا يخالف الرأي الإسرائيلي ويحذر من الغاء الاتفاق النووي الإيراني

08 مايو 2018
جلعاد: إسرائيل غير قادرة على مواجهة كل الجبهات(تويتر)
+ الخط -
خلافاً للرأي السائد في إسرائيل، حذّر رئيس مؤتمر "هرتسليا للمناعة القومية"، الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، اليوم الثلاثاء، من تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتجه نحو الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

وقال جلعاد قبل أن يعلن ترامب قراره رسميا، إنّ "الخطوة الأميركية المرتقبة، من دون إيجاد بديل سياسي أو استراتيجي أو عسكري تعني بقاء إسرائيل وحيدة في مواجهة إيران، كما تترك الولايات المتحدة أيضاً وحيدة في مواجهة الدول الخمس، روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا".

ورأى أنّ "إلغاء الاتفاق سيمكن إيران من إعلان التمسك بالاتفاق والالتزام به حالياً وانتظار خمس سنوات قبل الاتجاه نحو بناء قوتها النووية"، موضحاً أنّ "الدمج بين قوة نووية وأيديولوجيات متطرفة، كالتي يحملها النظام الإيراني، هي الخطر الوجودي الوحيد على إسرائيل"، مضيفاً أنّ "الإيرانيين يدركون ذلك وهم ماضون في مشروعهم باستخدام قواعد وأذرع لهم في المنطقة".


وفي هذا السياق، أشار الجنرال المتقاعد إلى أن "حزب الله يملك، اليوم، ترسانة من 130 ألف صاروخ، وهو ليس مجرد تنظيم، بل هو أقوى اليوم من الدولة اللبنانية، إذ إنه يملك صواريخ وقذائف دقيقة ضمن مشروع إيراني طويل المدى".

وتابع: "فبعد زرع حزب الله في لبنان وتزويده بالقذائف والصواريخ، تمضي إيران في نقل السلاح إلى سورية والتمركز فيها، وهي مصممة على البقاء في سورية مقابل تصميم إسرائيل على رفض هذا الوجود مما يعني في نهاية المطاف مواجهة حتمية بين الطرفين، خاصة أن بشار الأسد مصمم هو الآخر على البقاء في الحكم، ويساعده في ذلك راعيان أساسيان هما إيران وروسيا، وهو يدفع لإيران ثمن البقاء في الحكم عبر منحها تصاريح البقاء على الأرض السورية مع جلب آلاف عناصر المليشيات الشيعية من باكستان وأفغانستان".

لكنّ ما ميّز الاستعراض الاستراتيجي لعاموس جلعاد هذا العام هو اعترافه بأن "إسرائيل هي دولة صغيرة" وهي بالتالي خلافاً "لما تسمعونه من الآخرين"، غير قادرة على مواجهة كل الجبهات والتهديدات المحيطة بها، مما يلزمها بضرورة وضع سلم أولويات لضمان بقائها.

وفي سياق الحديث عن هذه الجبهات والدور الروسي، اعتبر جلعاد أنّ "ما تقوم به الولايات المتحدة في سورية في حربها ضد مقاتلي داعش، يصب في مصلحة إيران وتعزيز قوتها هناك، خاصة في ظل الخروج الأميركي من سورية مخلفاً وراءه فراغاً تملؤه كل من إيران وروسيا".

واعتبر جلعاد أنه "لا يمكن البناء والتعويل على موقف روسي لمصلحة إسرائيل رغم العلاقة الإيجابية والموقف المتعاطف لروسيا مع إسرائيل، مقابل نفورها من إيران".

وقال أيضاً إنّ "العبرة هي في طبيعة العلاقة الروسية مع إيران، فروسيا ليست حليفة استراتيجية لإسرائيل بينما تربطها علاقة تحالف استراتيجي مع إيران، خاصة أن روسيا لا تعاني من خطر إرهاب شيعي، وهذا عامل رئيسي ومؤسس للتحالف الاستراتيجي بين روسيا وإيران، عدا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

ولفت في السياق عينه، إلى أنّ "إيران لا تتلقى أي تعليمات أو إملاءات من روسيا، بل تتحرك بشكل مستقل، وهي تسعى من خلال ردها القادم عبر إطلاق الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية إلى ترسيخ قواعد جديدة للعبة ولميزان الردع مقابل إسرائيل".

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، اعتبر جلعاد أنه "لا يمكن الركون إلى الذين يستخفون بعمق خطر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والقضية الفلسطينة خاصة في ظل الأحداث الجارية في العالم العربي، فبالرغم من بدء علاقات تعاون أمني كبير مع أنظمة عربية مختلفة، بينها الأردن ومصر ودول أخرى، إلا أنه لا يتم لغاية الآن لأسباب تتعلق بالمستوى السياسي وبناء علاقات سياسية أو فتح أفق سياسي وهو ما سيحول دون تطوير علاقات إسرائيل مع الأنظمة العربية السنية، التي رغم كونها غير ديمقراطية إلا أنها تصغي جيداً لنبض الشارع العربي، وليس بمقدورها التخلي لهذا السبب عن حل للقضية الفلسطينية".

وأضاف أنه على "الرغم من التعاون الأمني الكبير مع دول عربية، إلا أن الافتقار إلى تعاون سياسي يهدد التعاون الأمني بالاقتلاع عند أول هزة في تلك الدول، وهو أمر ممكن حصوله"

كما حذّر جلعاد في حديثه عن الصراع الفلسطيني من خطورة عدم وجود بديل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله.

وبحسب عاموس جلعاد، فإن عباس وعلى الرغم من التصريحات "البلهاء" التي يطلقها، أخيراً، إلا أن الدور الذي يؤديه التنسيق الأمني مع قوات الأمن الفلسطينية لا يتم تقييمه في إسرائيل كما يجب، علماً بأن هذا التنسيق ينقذ يومياً حياة عشرات الإسرائيليين.

وتابع "كما أن أجهزة السلطة الفلسطينية تقوم بقمع الجناح العسكري لحركة فتح، والحيلولة دون سيطرة حماس على الضفة الغربية المحتلة، إذ تسعى حماس وفق استراتيجيتها الجديدة إلى بسط سيطرتها في نهاية المطاف على منظمة التحرير وعلى السلطة الفلسطينية، وصولاً إلى السيطرة على الضفة الغربية".

واعتبر جلعاد أنه خلافاً للاعتقاد السائد، فإن حدود إسرائيل الشرقية الآمنة هي الحدود الأردنية العراقية، وليس حدود نهر الأردن.

المساهمون