وأوضحت المصادر أن القيادة العسكرية تنتظر استكمال الاستعدادات في محاور الجبهات القتالية لإطلاق العملية العسكرية، مشيرة إلى إمكانية فتح محاور قتال جديدة باتجاه المناطق التي توجد فيها مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدن الغرب الليبي.
وفيما كشفت المصادر عن وصول معدات وأسلحة نوعية جديدة، قال المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب التابع للجيش، عبد المالك المدني، إن سرية المدفعية استهدفت، خلال الساعات الماضية، تجمعاً لمرتزقة الفاغنر الروس الداعمين لقوات حفتر، بعد أن تمكنوا من التسلل إلى مبنى الجوازات في محور اليرموك.
وأكد المدني، في حديث لــ"العربي الجديد"، أن "الاستهداف كان مباشراً ودقيقاً، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى".
وكانت قيادات للجيش قد كشفت، في تصريحات صحافية قبل أيام، عن وجود ما بين 600 إلى 800 مرتزق من مقاتلي مجموعة الفاغنر الروسية ضمن قوات حفتر جنوب العاصمة، قبل أن تكشف صحيفة الغارديان البريطانية، أول أمس الثلاثاء، عن التحاق مئات من المقاتلين المرتزقة السودانيين بصفوف حفتر في عدة مواقع بمحيط طرابلس.
من جانب آخر، طالب المكتب وغرفة العمليات الرئيسية لعملية بركان الغضب "جميع المُدونين والنُّشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بعدم نشر أو تداول أي أخبار أو صور أو فيديوهات للمواقع والأفراد والآليات والتحركات العسكرية".
وشدد المكتب، في منشور عاجل ليلة أمس، على أن "نشر أو تداول المواقع والأفراد والتحركات والمعلومات قد يكون سبباً في إرباك العمليات العسكرية، ويشكل خطراً على حياة جنودنا البواسل".
وكان الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، مصطفى المجعي، قد أكد وصول تعزيزات عسكرية إلى محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس، بعد إعلان عدة بلديات ليبية حالة النفير العام.
وفيما رفض المجعي، في تصريح لقناة الرائد الليبية، الإفصاح عن مكان التحاق كل التعزيزات، أشاد بجهود المدن الليبية الخاضعة لحكومة الوفاق الوطني في دعم معركة الدولة ضد مشروع الثورة المضادة.
وتمكنت وحدات من الجيش من شنّ هجوم مفاجئ، الجمعة الماضية، باتجاه مدينة ترهونة (95 كم جنوب شرق طرابلس) التي تمثل القاعدة الأولى لانطلاق قوات حفتر باتجاه طرابلس، واستطاعت السيطرة على أجزاء من الحدود الإدارية للمدينة قبل أن تنسحب إلى مواقعها.
وتأتي الاستعدادات الجديدة لقوات الجيش في وقت انتهت فيه المهلة، ليلة أمس الأربعاء، التي كانت قد مددتها قيادة مليشيا حفتر، الأحد الماضي، لمدينة مصراتة لسحب قواتها من طرابلس وسرت.
وفيما تحاول مليشياً حفتر إحداث اختراق في دفاعات الجيش في محاور جنوب طرابلس، ولا سيما في محور صلاح الدين والخلاطات، حولت قيادة حفتر اهتمامها بتهديد المنافذ البحرية والجوية، ولا سيما في مصراتة وطرابلس، عقب موافقة مجلس وزراء الحكومة في طرابلس، الخميس الماضي، على تفعيل الاتفاق الأمني الموقّع بين الحكومة والحكومة التركية نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خشية وصول دعم عسكري تركي عبر منافذ المدينتين.