ترامب: الخيار العسكري مطروح في فنزويلا ورفضت طلباً من مادرور للقائه

04 فبراير 2019
اعترف ترامب بخوان غوايدو رئيساً لفنزويلا (Getty)
+ الخط -
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، التأكيد على أن اللجوء إلى التدخل العسكري في فنزويلا هو "خيار" مطروح في مواجهة الأزمة السياسية التي تهزّ هذا البلد.

ولدى سؤاله أثناء مقابلة مع قناة "سي بي سي" الأميركية تم بثّها الأحد، عما سيدفعه للجوء إلى الجيش، قال الرئيس الأميركي في البداية إنه لا يريد التحدث عن الأمر. إلا أنه تدارك "لكن هذا بالطبع خيار".

وقال ترامب كذلك خلال المقابلة، إن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب حصول لقاء بينهما منذ شهور عدة، لكن الرئيس الأميركي رفض.

وسبق أن أعلنت واشنطن بوضوح في الأشهر الماضي، ومجدداً في الأيام الأخيرة، أن "كل الخيارات"، بما فيها الخيار العسكري، مطروحة.

ويوم الجمعة الماضي، قال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إن وقت الحوار في فنزويلا انتهى، وإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.

يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد اعترفت في 23 كانون الثاني/ يناير بالمعارض خوان غوايدو رئيساً بالوكالة للبلاد. وكان الأخير قد أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، في مواجهة الرئيس نيكولاس مادورو الذي لم تعترف واشنطن بإعادة انتخابه.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية لمحاولة دفع مادورو إلى التنحي، ودعت خصوصاً الجيش للانضمام إلى معسكر غوايدو.

وفي إطار احتمال التدخل العسكري الأميركي أيضاً، قال جورج فاليرو، السفير الفنزويلي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن هذا التدخل في بلاده بات مسألة وقت، وإن ملايين الفنزويليين مستعدون لمقاومة طويلة الأمد.

وأشار فاليرو في تصريح لوكالة "الأناضول"، إلى أنه "من المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة الأميركية المصير الذي واجهته في فيتنام، وأن الفنزويليين مستعدون لاستخدام أنواع الأسلحة لصد الحملة الأميركية". وأضاف أن واشنطن تقوم بالاستعدادات العسكرية اللازمة للقيام بحملة ضد فنزويلا.

وأشار كذلك إلى وجود ثماني قواعد عسكرية أميركية في كولومبيا، وأن واشنطن ستحاول البدء بحملتها العسكرية ضد فنزويلا انطلاقاً من الأراضي الكولومبية.

بالتوازي مع ذلك، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، عناصر الجيش إلى الانشقاق عن حكومة الرئيس الحالي مادورو، خلال خطاب له أمام حشد من أنصاره، في العاصمة كراكاس، اليوم، حسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.


يذكر أن السفير الفنزويلي في العراق، جوناثان فيلاسكو راميريز، أعلن أمس الأحد انشقاقه عن حكومة مادورو، واعترافه بغوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وقال السفير الفنزويلي في العراق، في تسجيل فيديو نشره على الإنترنت، إن "مكاننا الوحيد هو إلى جانب الشعب والدستور والبرلمان الفنزويلي، المهندس غوايدو يمتلك حقاً وواجباً دستورياً لتولي منصب رئيس الجمهورية".

المساعدات الأميركية

ولم يحدد غوايدو بعد موعداً لوصول مساعدات إنسانية أميركية، يعتبر مادورو أنها ستؤدي إلى تدخّل عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة في رسالة على "تويتر" لمستشار الأمن القومي جون بولتون أنه نزولاً لطلب زعيم المعارضة، تحضر "وتنقل مساعدات إنسانية" إلى فنزويلا.

بدوره، كتب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي على "تويتر" عن فتح بلاده ثلاثة مراكز لجمع المساعدات الإنسانية، بما فيها أغذية وأدوية، لفنزويلا.

التحرك الأوروبي

إلى ذلك، قال المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، أمس الأحد، إن فيينا مستعدة للاعتراف بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً بالوكالة، في حال لم يدع مادورو إلى إجراء انتخابات، استجابة لطلب دول الاتحاد الأوروبي.



وكتب كورتز على "تويتر" أنه "في حال لم يستجب مادورو لطلب الاتحاد الأوروبي إجراء انتخابات حرة ونزيهة، فسندعم ونعترف بخوان غوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا".

وقال كورتز إنه أجرى محادثات مع غوايدو عبر الهاتف وإن فيينا تدعمه بشكل كامل. وكتب "لقد أجريت للتو مكالمة هاتفية جيدة جداً مع الرئيس غوايدو. قدمت له دعمنا الكامل لإعادة الديموقراطية في فنزويلا. لقد عانى الفنزويليون لفترة طويلة من إساءة الإدارة وتجاهل نظام مادورو لحكم القانون".


وانضمت النمسا بذلك إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا والبرتغال، والتي طلبت بدورها من مادورو الدعوة إلى إجراء انتخابات بحلول نهاية الأسبوع، وإلا فإنها ستعترف بزعيم المعارضة رئيساً. ورد مادورو، المدعوم من روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا، باقتراح إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. 

وفي سياق التحرك الأوروبي أيضاً، أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني ورئيس أوروغواي تاباريه فاسكيز، أمس الأحد، أن أول لقاء لمجموعة الاتصال الدولية التي شكّلها الاتحاد الأوروبي لدعم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا سيعقد في 7 شباط/فبراير في مونتفيديو.

وأكد المسؤولان في بيان مشترك أن "أورغواي والاتحاد الأوروبي يستضيفان بشكل مشترك يوم الخميس 7 شباط/ فبراير" هذا الاجتماع "الذي سيعقد في مونتفيديو على المستوى الوزاري".


وكانت موغيريني قد أعلنت تأسيس هذه المجموعة من دول أوروبية وأميركية لاتينية في 31 كانون الثاني/ يناير. وحددت المسؤولة الأوروبية مهلة "90 يوماً لتوصل (المجموعة) إلى نتيجة إيجابية". وأعادت التذكير أمس بأن مجموعة الاتصال "تسعى إلى المساهمة في إيجاد الظروف اللازمة للتوصل إلى عملية سياسة سلمية تسمح للفنزويليين بتحديد مستقبلهم، عبر انتخابات حرة شفافة وذات صدقية".

(فرانس برس، رويترز)