العراق: الصدر يدعو إلى وساطة بين الرياض وطهران ويهدد السفارة الأميركية

27 ابريل 2019
الصدر قلق من "الصراع الإيراني الأميركي" (Getty)
+ الخط -

رفض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم السبت، محاولات بعض الدول التدخل في الشأن الداخلي العراقي، معبراً عن قلقه من مسألة الصراع بين إيران وما وصفه بـ"الاتحاد الثنائي" بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.


وبيّن الصدر أنه لا يميل إلى دعم أي من الطرفين، لا سيما أن دعم "الاتحاد الثنائي" ممنوع ومحرم شرعاً، بحسب قوله.

ودعا الصدر الحكومة والشعب والأحزاب والقوات العراقية إلى أن يظلوا بعيدين عن هذا الصراع، مستدركاً في بيان "إلا أن ضعف الحكومة وخلافاتها وفساد الكثير ممن فيها أدى إلى الاستناد على الطرفين بحيث لا يمكنها الاستغناء عنها".

وأوضح أن ذلك زاد الأمور تعقيداً، موضحاً أن "بين الغاز الإيراني وأرصدة العراق والخوف من العقوبات الرعناء صار العراق خاضعاً ذليلاً بين المتصارعين وهذا ما أحزنني كثيراً وجعلني أكسر سكوتي وعدم تدخلي بأمور السياسة مجدداً".

وقدّم زعيم التيار الصدري عدة مقترحات لحل أزمات المنطقة، من بينها قيام العراق بإرسال وفد إلى السعودية التي تريد تقارباً مع الدولة العراقية وشعبها، للتوصل إلى حل بينها وبين الجارة إيران، مطالباً بتوقيع اتفاقية ثنائية بين بغداد وطهران تنص على احترام السيادة بين الطرفين، أو اتفاقية ثلاثية بين بغداد وطهران والرياض لنشر السلام ولو جزئياً.

ودعا إلى تشكيل أفواج من الجيش والشرطة حصراً، وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لحماية الحدود العراقية، وذلك في إشارة ضمنية إلى ضرورة استبعاد مليشيات "الحشد الشعبي" من الوجود على الحدود.

يشار إلى أن فصائل بـ"الحشد الشعبي"، المقربة من إيران، تسيطر على مساحات واسعة من الحدود العراقية مع سورية، كما تنتشر على المنافذ الحدودية العراقية مع إيران.

ولوح الصدر بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد في حال تم زج العراق في صراعات المنطقة، موضحاً أن هذه الخطوة ستكون محاولة لكبح لجام الاستكبار والاستعمار العالمي، محذرا "وإلا ستكون السفارة في مرمى المقاومين مرة أخرى".

ودعا إلى انسحاب مليشيات "الحشد الشعبي" التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، ورجوعها إلى العراق فوراً، مبيناً أن وجودها يعني زج العراق في أتون الصراعات.

وطالب حكومة بغداد بالدفاع عن نفسها ضد الاحتلال الأميركي الصهيوني في حال استمر "الاتحاد الثنائي" على نهج سياسة الإضرار بالعراق.

وتأتي هذه المقترحات متزامنة مع تطورات متسارعة يشهدها العراق والمنطقة، من بينها مستقبل الوجود الأجنبي والأميركي في العراق، فضلا عن الحديث عن وساطة عراقية بين الرياض وطهران.



وقال المحلل السياسي حسان العيداني إن خروج الصدر عن صمته وحديثه بهذه الصراحة عن ضرورة الوساطة العراقية بين السعودية وإيران يشير إلى وجود مفاجآت قد تحدث خلال الفترة المقبلة، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن مثل هذه الوساطة لن تكون سهلة أبدا في ظل وجود صراعات ومحاور في المنطقة تنتمي إليهما كلتا الدولتين.

وأضاف "كما أن الصدر كان واضحا في مسألة تقييد فصائل الحشد بالدعوة لسحبها من الحدود وسورية"، مبينا أن الأخطر في مقترحات الصدر هو التهديد الذي أطلقه ضد السفارة الأميركية في حال حاولت زجّ العراق بصراعها مع إيران.

وهاجمت السفارة الأميركية أمس الجمعة مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، واصفة النظام الإيراني بالفاسد.

وقالت السفارة الأميركية، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إن "الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة"، مضيفة أن "ممتلكات مرشد النظام الإيراني علي خامنئي تقدر بـ200 مليار دولار".