إيران تعلن تدمير شبكة تجسس أميركية... وتهاجم السعودية

17 يونيو 2019
يزور شمخاني موسكو غداً(Getty)
+ الخط -
أعلنت إيران اليوم الإثنين، أنها أحبطت مؤخراً عمل شبكة تجسس أميركية إلكترونية تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، موجهة في الوقت ذاته انتقادات للسياسة التي ينتهجها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة.

وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الإثنين، إن أجهزة الاستخبارات الإيرانية أحبطت مؤخراً نشاط 
"شبكة إلكترونية معقدة وضخمة تابعة للاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه)"، معلناً أن العملية الإيرانية أدت إلى "تدمير جزء مهم من القدرات العملياتية للسي آي إيه في دول مستهدفة أميركياً".

وأشار شمخاني، في حوار مع التلفزيون الإيراني، إلى أن "التعاون الأمني بين إيران وعددٍ من دول العالم في إطار شبكة مكافحة التجسس الدولي في مواجهة أميركا، أثمر اكتشاف خيوط شبكة التجسس الأميركية في دول أخرى"، مضيفاً أنه "بعد تبادل معلومات عنها مع شركائنا في عددٍ من الدول، تم تدمير شبكة تجسس واسعة لضباط أمن الاستخبارات الأميركية المركزية، واعتقل إثر ذلك عدد من العملاء".

ولم يكشف شمخاني أسماء الدول المتعاونة مع بلاده، أو التاريخ الدقيق لتفكيك "الشبكة الإلكترونية التجسسية الأميركية"، متحدثاً عن اعتبار واشنطن لهذا التطور "بأنه فضيحة أمنية".

ولفت أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى وجود "مستندات حول هذه الشبكة واستهدافها"، موضحاً أن وزارة الاستخبارات الإيرانية "ستكشف قريباً عن هذه العملية الواسعة وغير المسبوقة".

وجاءت تصريحات شمخاني قبل يوم واحد من زيارة مرتقبة له إلى العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في المؤتمر الدولي العاشر لقضايا الأمن.

وأشار شمخاني إلى أن المؤتمر التاسع الذي انعقد العام الماضي في روسيا، تناول "التهديدات الإلكترونية ودورها في تنمية الإرهاب وبحث سبل التعاون بين الدول"، معتبراً أن التصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون حول "عمليات إلكترونية أميركية ضد بعض الدول، وخاصة روسيا، دليل واضح على الاعتراف بممارسة إرهاب الدولة".

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كان بولتون قد أعلن الثلاثاء الماضي أن واشنطن بصدد تحديد نطاق واسع من الأهداف الإلكترونية المحتملة لردع روسيا أو أي دولة أخرى مشاركة في الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة أن عمليات الاختراق الأميركية من شأنها أن ترفع وتيرة الحرب الرقمية الباردة بين واشنطن وموسكو.

الوجود الأميركي أساس أزمات المنطقة

إلى ذلك، شدد شمخاني، في حديثه اليوم، على أن الوجود العسكري الأميركي يشكل "المصدر الرئيسي لأزمات المنطقة وعدم استقرارها، ولا يحق لأميركا الحديث عن أمن الخليج"، داعياً إياها لإنهاء وجودها العسكري في هذه المنطقة.

وأكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أن ضمان الأمن في الخليج ومضيق هرمز، يقع على عاتق إيران، متهماً الإدارة الأميركية بـ"إخلالها بالحوار والتعاون الإقليميين من خلال ذرائع واهية وتصرفات مثيرة للشكوك"، وبأنها "أحدثت شرخاً في العلاقات بين دول المنطقة".

ورأى أن "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة زعزع أمن الممرات المائية الدولية الهامة"، متحدثاً عن "سعي واشنطن من خلال إيرانوفوبيا إلى بيع المزيد من الأسلحة لبعض دول المنطقة".

وكانت واشنطن حمّلت رسمياً طهران مسؤولية استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان، الخميس الماضي. ويوم الجمعة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران هي التي نفذت هذه الهجمات، مشيراً إلى تسجيل مصور نشره الجيش الأميركي، وقال إنه يظهر "الحرس الثوري الإيراني" يزيل لغماً لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي نفط تعرّضتا لهجمات.

في المقابل، أكدت إيران أنّ الاتهامات الأميركية "لا أساس لها"، مشددة على مسؤوليتها بضمان أمن مضيق هرمز.

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "انتهاز الولايات المتحدة فوراً الفرصة لتطلق مزاعم ضد إيران (بدون) دليل مادي أو ظرفي، يكشف بوضوح أنّهم (واشنطن وحلفاءها العرب) انتقلوا إلى الخطة باء: التخريب الدبلوماسي".

مهاجمة السعودية

من جانب آخر، هاجت الخارجية الإيرانية اليوم السياسات السعودية في المنطقة، وذلك رداً على تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة صحافية أجراها مؤخراً، واتهم فيها إيران بتنفيذ الهجمات على ناقلات النفط في بحر عمان الخميس الماضي، بالإضافة إلى هجمات أخرى خلال الشهر الماضي في ميناء الفجيرة الإماراتي.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على حسابه عبر "تويتر": "نتمنى أن تتخلى السعودية عن طريقتها الباطلة التي لم تجلب للمنطقة سوى الحرب والدمار"، داعياً الرياض إلى "اتخاذ خطوات بنّاءة وتبني سياسة جديدة مبنية على الحوار والتعاون لتخفيف التوترات في المنطقة".

البيت الأبيض: ابتزاز "نووي"

ورداً على إعلان هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، اليوم الإثنين، جاهزيتها لتنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية في حال لم تنفذ أوروبا مطالب إيران حتى السابع من شهر تموز/يوليو المقبل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاريت ماركيز، إن خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب النووي "ابتزاز نووي"، ويجب مواجهتها بمزيد من الضغوط الدولية.

ورأى ماركيز أن "خطط التخصيب الإيرانية ممكنة، فقط لأن الاتفاق النووي المروع لم يؤثر على قدراتها...لقد أوضح الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب أنه لن يسمح لإيران مطلقاً بتطوير أسلحة نووية. يجب أن يُواجَه الابتزاز النووي للنظام بضغوط دولية متزايدة".
المساهمون