العراق: ردود فعل سياسية متباينة تجاه اعتذار علاوي

02 مارس 2020
اعتذر علاوي عن تأليف الحكومة العراقية (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -
فور إعلان المكلف بتشكيل الحكومة العراقية محمد توفيق علاوي اعتذاره عن تأليفها، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح القوى البرلمانية إلى اختيار بديل يكون مقبولاً سياسياً وشعبياً، لتتوالى بعد ذلك ردود الفعل بشأن الاعتذار. ففي وقتٍ عدّ مؤيدوه، وأبرزهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن انسحاب علاوي تم بضغط "الفاسدين"، اعتبر معارضوه أنه أخفق في تشكيل الحكومة بسبب محاولته التفرد.

وقال الصدر، في تغريدة على "تويتر": "حب العراق أوحى لك (علاوي) بالانسحاب فجزيت عن العراق خيراً"، متسائلاً "إلى متى يبقى الغافلون ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن، ويتلاعبون بمصالح الشعب؟ وإلى متى يبقى العراق أسيراً لثلة فاسدة؟ وإلى متى يبقى العراق بيد قلة تتلاعب بمصيره ظانين حب الوطن وهم عبيد الشهوات؟". وتابع: "فإني براء من الفاسدين إلى يوم الدين، وإنني براء ممن عصوا الله تعالى وصاروا أسارى لشهواتهم وملذاتهم".


أمّا النائب السابق عزت الشابندر، فعلّق على اعتذار علاوي بالقول: "اعتذار الأخ محمد علاوي عن التكليف يجسد تاريخه الناصع الذي أعرفه عنه، وينسجم مع بدايته التي أعلن فيها ثوابته ورؤيته لإدارة المرحلة".


من جهته، قال القيادي في "تيار الحكمة" فادي الشمري على حسابه في "تويتر": "مع اعتذار المكلف لرئاسة الوزراء علاوي، وفشل تمرير حكومته، ثم رسالته الباهتة والعائمة التي لم يذكر فيها القوى التي أصرت على الاستقلالية والنزاهة، وخولته بكل ثقة لاختيار كابينته، أصبح لزاماً من يوم غد (اليوم الإثنين)، أن تبدأ القوى الفاعلة بالبحث عن بديل مقبول مستقل"، على أن يكون "مقبولاً سياسياً وشعبياً، وهناك أسماء بالأفق".


وفي أول ردّ فعل كردي على اعتذار علاوي، اعتبر مستشار رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" كفاح محمود، أن رئيس الوزراء المكلف أخفق في تشكيل الحكومة بسبب محاولته التفرد.

ونقلت وسائل إعلام كردية عن مستشار مسعود البارزاني قوله إن "علاوي يحاول تعليق فشل آليته في تشكيل الوزارة على شماعة الضغوطات السياسية، مدعياً أنه دفع ثمن عدم تنازله لها"، وخاطبه قائلاً: "لا أبداً، فقد قدمت كل التنازلات لكنها جاءت في الوقت الضائع، وتم رفض نهجك وآلياتك حرصاً على العراق، لكي لا تتفرد أنت، ومن أرادك قائداً للضرورة".

وقالت مصادر سياسية مقربة من الرئاسة العراقية لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس برهم صالح سيبدأ اليوم الإثنين اتصالاته بالقوى السياسية، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البديل عن محمد توفيق علاوي في تشكيل الحكومة الجديدة، مبينة أن القبول السياسي والرضا الشعبي سيكونان من أهم المعايير التي يجب أن تتوفر في رئيس الوزراء الجديد، كي لا تتكرر واقعة الرفض في البرلمان.
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون السياسية والأمنية العراقية هشام الهاشمي، إن العبرة التي تعلمها قادة تحالفَي "سائرون" و"الفتح" (الداعمين لعلاوي) هي أن "ساحات التظاهر هي الركن القوي والشديد والنقي الذي ينبغي أن يأوي له رئيس الوزراء عند الإصلاح ومكافحة الفساد"، مضيفاً: "وعند إهمال الساحات، لن تستطيعوا أن تنبذوا رأي البارزاني والحلبوسي والمالكي (الرافضين لعلاوي) وتجعلوه خلف ظهوركم، ولن تستطيعوا الحكم".

وفشل البرلمان العراقي أمس الأحد، للمرة الثانية، في عقد جلسة منح الثقة لحكومة علاوي بسبب خلافات سياسية عميقة، إذ انقسمت الكتل السياسية إلى معسكرين، أحدهما داعم لرئيس الوزراء المكلف، ويتمثل في تحالفات "سائرون" المدعوم من التيار الصدري، و"الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي)، و"الإنقاذ والتنمية" برئاسة أسامة النجيفي، مقابل الجبهة الرافضة لعلاوي وهي "تحالف القوى العراقية" برئاسة محمد الحلبوسي، والقوى الكردية، و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.