مقتل شخصين في صدامات طائفية جنوب الجزائر

13 ابريل 2014
تشييع أحد قتلى الاشتباكات (الفرنسية/GETTY)
+ الخط -
أفادت الشرطة الجزائرية وتقارير من مستشفيات، أمس، عن مقتل رجلين من "أمازيغ" منطقة وادي ميزاب، في مدينة غرداية الصحراوية عقب صدامات طائفية.
وشهدت المدينة السياحية منذ أواخر العام الماضي صدامات دورية بين العرب و"الأمازيغ"، الذين يتبعون المذهب الإباضي، مما خلف تسعة قتلى ومئات الجرحى.
وقالت الشرطة إن رجلاً قتل بواسطة بندقية صيد خلال مصادمات وقعت يوم الجمعة الماضي، في بلدة بريان القريبة، فيما ذكرت أن رجلاً آخر قضى متأثراً بجروحه بسبب الصدامات، يوم أمس، كما جرح ثلاثون آخرون.
وتتنافس الطائفتان على فرص الوظائف والأرض والإسكان المحدودة في الجنوب الأكثر فقراً.
وتظاهر المئات من سكان وادي ميزاب في العاصمة الجزائر، أمس، داعين الجيش إلى التدخل لإنهاء العنف.
وقال أحد المتظاهرين، ويدعى محمد بكير: "مقابرنا تم تدنيسها. نخشى على مستقبل مجتمعنا".
وفي فبراير/شباط الماضي، قامت السلطات بإرسال حوالي سبعة آلاف عنصر من قوات الشرطة الوطنية إلى مدينة غرداية، لكنّ موجة العنف استمرت بين العرب و"الأمازيغ".

كما طالب كبار أعيان "الأمازيغ" في ولاية غرادية بتدخل القوات الخاصة التابعة للجيش، لوضع حد نهائي وجذري للفتنة الطائفية التي تشهدها الولاية.

ودعوا الجيش في بيان، أمس، الى "التدخل على وجه السرعة وإرسال قواته الخاصة لوضع حد للفتنة والمواجهات المندلعة منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي". وأكدوا أن "الوضع يتدهور بصورة خطيرة وبدأ يأخذ منعطفاً خطيراً"، متسائلين "إلى متى ستستمر حالة اللامبالاة من النظام تجاه هذه الأحداث؟". وأشاروا الى ما أسموه "مؤامرة ضد الأمازيغ بصفة خاصة وضد الجزائر والمنطقة بصفة عامة".

ويسكن بلدات منطقة غرداية غالبية من "الأمازيغ" الذين يتحدثون اللغة "الأمازيغية" ويتبعون المذهب الإباضي، وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكي. وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات، وقد اندلعت منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي موجة جديدة من هذه المواجهات لم تهدأ حتى الآن، الأمر الذي دفع عدداً من العائلات المقيمة في أحياء وسط المدينة إلى النزوح إلى أحياء أخرى أكثر أمناً.

واضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من المدينة إلى إخلاء محالهم من البضائع، لحمايتها من عمليات النهب والسلب، التي تطال المحال التجارية، رغم التواجد الأمني المستمر منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي.