آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى المولد النبوي بالمسجد الأقصى ومدن الضفة

آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى المولد النبوي بالمسجد الأقصى ومدن الضفة

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
29 أكتوبر 2020
+ الخط -

وسط تدابير أمنية مشددة، أحيا المقدسيون، الخميس، ومن استطاع الدخول من أهالي الضفة الغربية إلى المدينة المقدسة، ذكرى المولد النبوي في ساحات ومصليات المسجد الأقصى المبارك، كما غصت شوارع مدينة نابلس، بعشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين للاحتفال بالمولد النبوي.
ورغم الإجراءات المشددة لشرطة الاحتلال، إلا أن ساحات الأقصى ازدحمت بجماهير غفيرة قدمت من مدن وبلدات وقرى فلسطين المحتلة عام 1948 منذ ساعات الصباح الأولى، وعلى أبواب البلدة القديمة من القدس، أقامت شرطة الاحتلال عدة حواجز، ودققت في الهويات الشخصية للمواطنين الوافدين، ومنعت مواطني الضفة الغربية من الدخول، بيد أن أعدادا من هؤلاء تجاوزوا حواجز التفتيش ووصلوا إلى ساحات الأقصى، حيث جرى احتفال ديني كبير نظمته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

وشارك في الاحتفال كبار رجال الدين والعلماء ومسؤولي الأوقاف؛ ومن بينهم قاضي القضاة، واصف البكري، ومفتي القدس، الشيخ محمد حسين،  بالإضافة إلى  مندوب عن مديرية المسجد الأقصى، أكدوا خلاله على تمسك المسلمين في بقاع المعمورة بالمسجد الأقصى، والسير على نهج النبي الهادي، وتخلل الاحتفال أناشيد وتهليلات دينية في مدح الرسول.
وكانت شرطة الاحتلال داهمت أسواقا في البلدة القديمة، خاصة المتاخمة للأقصى، تزامنا مع هذه الاحتفالات، وحررت مخالفات ضد عدد منها، ما اضطرهم إلى إعادة إغلاقها، خاصة في سوق القطانين، كما داهمت أحياء خارج أسوار البلدة القديمة من القدس في حي الثوري ومخيم شعفاط، وبيت حنينا، وحررت مخالفات لأصحاب عدد من المحلات بذريعة مخالفتهم أوامر الإغلاق عملا بترتيبات الوقاية من كورونا.


كما امتلأت شوارع مدينة نابلس، الخميس، بعشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين من سكانها ومن الزوار الذين جاؤوا من مختلف المحافظات للمشاركة في الاحتفالات التي شهدتها المدينة لإحياء ذكرى المولد النبوي، واكتسبت الاحتفالات هذا العام أهمية خاصة، حيث اعتبرها كثيرون أحد أشكال الرد على الإساءة الفرنسية للرسول محمد، مؤكدين أنهم بإحياء ميلاده يجددون الولاء والمحبة له، والوقوف سدا منيعا في وجه كل من يحاول المس به.
واستباقا لذلك، عملت مجموعات شبابية حتى ساعات الفجر الباكر في تنظيف الشوارع وتزيينها، وتحديدا في البلدة القديمة بنابلس، ومركزها التجاري، وتعليق اللافتات والرايات والأعلام الملونة، في عادة يجتهد سكان المدينة في المحافظة عليها منذ مئات السنين.
ومع ساعات النهار، صدحت مكبرات الصوت بالتواشيح الدينية والابتهالات المحمدية والأناشيد التي تمجد الرسول، وترفع من قدره، فيما وزع أصحاب المحال التجارية السكاكر والحلويات على المارة والزبائن.
وقالت ألفت حداد، من جنين، لـ"العربي الجديد": "دأبت منذ سنوات طويلة على عدم تفويت حضور الاحتفالات التي تقام في نابلس بمناسبة المولد النبوي، لأنها تمتاز عن غيرها من المدن الفلسطينية. حتى بعد أن أنجبت أطفالا فأنا اصطحبتهم معي اليوم، ليشاهدوا هذه الجموع الهائلة التي خرجت حبا ونصرة للرسول الكريم".

أما ماجد الأسمر، من إحدى قرى رام الله، فقرر أن يمضي يوما كاملا في نابلس مع عائلته للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية بالمولد النبوي، وقال لـ"العربي الجديد": "وصلنا مبكرا، حيث تناولنا طعام الإفطار في البلدة القديمة ثم صلينا في مساجدها العريقة بانتظار الفرق الصوفية التي خرجت بعد العصر وسار وراءها عشرات الآلاف وهم يهللون ويكبرون. هذا مؤتمر شعبي عفوي ديني شارك به كل من يرفض المس بالرسول الكريم، قد تجد أناس لا يصلون لكنهم من أوائل من حضر وهتف وأعلى صوته بالصلاة والسلام على النبي".
مع كل مناسبة دينية، ينتظر أهالي مدينة نابلس، خروج  "فرقة الشيخ نظمي" لشوارع المدينة وحاراتها محتفلين بالمناسبة، مطلقين العنان لأصواتهم الشجية ولقرع طبولهم ومزاميرهم، مرددين الأهازيج والمدائح النبوية.
ويقول مختصون بالتراث إن هذه عادة من العهد العثماني تتبع بعض الطرق الصوفية والرفاعية على وجه الخصوص، التي ما زال لها رواد من أبناء مدينة نابلس تحديدا.
وتنعكس الاحتفالات بالإيجاب على الوضع الاقتصادي في المدينة، حيث تكتظ المحال التجارية وتحديدا المطاعم ومحال الحلويات بالزبائن، فيما تشهد المواصلات الداخلية والخارجية حركة نشطة تستمر حتى ساعات منتصف الليل.
على صعيد منفصل، أزالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، لافتة تهنئة بذكرى المولد النبوي الشريف في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، كانت قد علقت على مسجد الأربعين وسط البلدة.
وفي الأثناء، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، على رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، والمواطنين الفلسطينيين في محاولةً لمنعهم من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي للمشاركة في فعالية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، لكن المواطنين تمكنوا من الدخول والمشاركة في الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
وكانت التكية الإبراهيمية وزعت تزامنا مع الاحتفال حلوى "الزردة" على زوار الحرم الإبراهيمي، كما زين الأهالي مداخل البلدة القديمة ورفعوا لافتات كتب عليها "إلا رسول الله".
من جانب آخر، احتفلت فعاليات ومؤسسات جنين الرسمية والأهلية، اليوم الخميس، بذكرى المولد النبوي، بمشاركة فرقة المدائح النبوية، حيث انطلقت مسيرة من أمام مسجد القاضي في مدينة جنين، على أنغام الطبول والأناشيد والابتهالات الدينية، جابت شوارع المدينة وصولا لميدان الشهيد أبو علي مصطفى في مركز المدينة، حيث قدمت عدة قصائد مدح للرسول، وابتهالات ومدائح دينية على إيقاع الطبول.

ذات صلة

الصورة
من أجواء المؤتمر الصحفي لقيادات من فلسطين في تونس (العربي الجديد)

سياسة

أكد قادة من فصائل المقاومة الفلسطينية في مؤتمر صحافي أنّ فلسطين تقود ربيعاً عالمياً جديداً ستمتدّ آثاره إلى العالم مضيفين أنّ على الجميع مواصلة دعم فلسطين
الصورة

سياسة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن انتحار عشرة جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي بطرق مختلفة منذ بداية الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

حصل "العربي الجديد" على نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبلغت حركة حماس قطر ومصر موافقتها عليه مساء اليوم الاثنين.
الصورة
عيد الفصح في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة 1 - الأحد 5 مايو 2024 (رمزي أبو القمصان)

مجتمع

يُحيي المسيحيون من الطوائف التي تتّبع التقويم الشرقي عيد الفصح في غزة اليوم، في حين أنّ درب جلجلتهم مستمرّ وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ212.

المساهمون