أكثر من ألفي قتيل جراء زلزال أفغانستان.. ووسائل الإنقاذ هشة وضعيفة

أكثر من ألفي قتيل جراء زلزال أفغانستان.. ووسائل الإنقاذ هشة وضعيفة

08 أكتوبر 2023
يجلسان على أنقاض الزلزال في هرات (محسن كريمي/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت حكومة حركة "طالبان" الأفغانية مقتل أكثر من ألفي شخص وجرح أكثر من ألفين آخرين، في زلزال بقوة 6.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ولاية هرات (غرب) ليل السبت الأحد، وأعقبته 8 هزات ارتدادية.

وحددت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية مركز الزلزال الأعنف منذ سنوات في الدولة الجبلية على بعد 35 كيلومتراً شمال غرب مدينة هرات، علماً أن الزلازل والهزات الأرضية تتكرر في أفغانستان، خصوصاً في سلسلة جبال هندوكوش التي تقع قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. 

وفي يونيو/ حزيران 2022، قُتل نحو 1500 شخص، وشرّد عشرات الآلاف، بزلزال بقوة 5.9 درجات على مقياس ريختر، ضرب إقليم باكتيكا (جنوب).

وقال المتحدث باسم وزارة الكوارث الملا جنان صايق لوكالة الأناضول: "قضى 2445 شخصاً، وجرح 2440، ودُمّر 1320 منزلاً"، مصححا بذلك تقديره السابق الذي نقلته وكالة رويترز بارتفاع عدد المصابين إلى 9 آلاف و240 مصابا.

في حين أكدت وزارة الدفاع أنّ قواتها ساهمت فور حصول الكارثة في نقل أكثر من 500 جريح بواسطة مروحيات إلى المستشفى المركزي في هرات، ومستشفيات العاصمة كابول. 

أما نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر فقال في بيان: "تقدم الحكومة كل الوسائل المتوفرة لخدمة المتضررين وإسعافهم، وطالبت جميع مسؤولي المنطقة بالتوجه إلى المنطقة المنكوبة".

وأعلن المتحدث باسم إدارة الكوارث الطبيعية المحلية في ولاية هرات الملا عنايت الله صابر أنّ الزلازل والهزات الارتدادية دمّرت قرى بكاملها، ولا يزال كثيرون تحت الركام، في حين تتواصل عمليات الإنقاذ. وقد وصلت فرق الإسعاف بسرعة إلى المنطقة، لكن الطرقات الوعرة تجعل العمليات تأخذ وقتاً طويلاً".

وقال محمد طيب، أحد سكان مديرية زنده جان الذي شارك في إسعاف جرحى ونقلهم إلى مستشفيات، لـ"العربي الجديد": "مستشفى هرات المركزي مليء بالجرحى، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، والحكومة والمواطنون يحاولون معاً إسعاف المتضررين والعالقين تحت الركام ونقل الجرحى، وهناك طوابير من المواطنين الذين يتبرعون بالدم أمام المستشفى، في حين يساهم آخرون في نقل جرحى ومتضررين بسياراتهم وحافلاتهم".

كما قال رئيس جمعية "الإحساس الخيرية" عبد الفتاح جواد لـ"العربي الجديد": "تواصل الفرق الإغاثية الحكومية وغير الحكومية أعمالها، بينها فرق الإسعاف التابعة لجميعة الإحساس، لكن حجم الكارثة كبير، والوسائل المستخدمة في إخراج المتضررين من تحت الركام هشة وضعيفة". أضاف: "يحتاج المتضررون إلى كل مقومات الحياة الأولية من إيواء وطعام، والمساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفيات".

وفي ظل الإرباك الكبير في التعامل مع الكارثة التي حصلت في منطقة يصعب الوصول إليها، أكد مسؤول في هيئة الصحة بهرات، عرّف نفسه باسم الطبيب دانيش، أن أكثر من 200 جثة وصلت إلى قواعد عسكرية ومستشفيات مختلفة، وغالبيتها لنساء وأطفال". 

وقال منير أكبر، أحد سكان قرية سياه آب المجاورة لمديرية زنده جان، لـ"العربي الجديد": "شهدت المنطقة هزات أرضية غير مسبوقة، وأصبحت المنازل مجرد آثار في لحظة واحدة. عشرات الناس تحت الركام، وآخرون مفقودون، وشبكات الهواتف معطلّة".

أما نسيمة، وهي من سكان هرات، فقالت لوكالة أنباء "رويترز": "تسببت الزلازل في حالة ذعر كبير. غادر الناس منازلهم، وجميعهم في الشوارع، وتشعر المدينة بالتوابع المتتالية للزلزال".

ونقلت وكالة فرانس برس عن بشير أحمد (42 عاماً) قوله: "انهارت كل المنازل في أول هزة، ودُفن الأشخاص الذين كانوا داخلها، ولم نسمع أخبارا عن عائلات كثيرة".

وقال مراسلون في قرية ساربولاند التي تقع في منطقة زندي جان، لـ"فرانس برس"، إنهم شاهدوا عشرات المنازل المدمّرة قرب مركز الزلازل التي هزّت المنطقة لمدة أكثر من خمس ساعات، وأشاروا إلى أن الرجال كانوا يجرفون حجارة المباني المنهارة، في حين كان الأطفال والنساء ينتظرون في العراء.

وتعاني أفغانستان في الأساس من أزمة إنسانية حادة بعد وقف المساعدات الأجنبية على نطاق واسع منذ أن استعادت "طالبان" السلطة في أغسطس/ آب 2021. كما عانت ولاية هرات تحديداً، التي يسكنها 1.9 مليون شخص وتقع على الحدود مع إيران، من جفاف منذ سنوات شلّ الحياة في العديد من مجتمعاتها الزراعية.

المساهمون