اعتداء جديد من ذوي المرضى على أطباء داخل مستشفى في بغداد

اعتداء جديد من ذوي المرضى على أطباء داخل مستشفى الزعفرانية في بغداد ومطالبات بتوفير الحماية

18 فبراير 2023
ضرورة توفير الحماية الأمنية للأطباء والأطر الطبية في العراق (علي مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -

تعرّض أطباء وممرضون عراقيون، أمس الجمعة، لاعتداء من ذوي المرضى الراقدين في مستشفى داخل العاصمة بغداد، ليضاف ذلك إلى سجلّ اعتداءات مستمرة خلال فترات سابقة على الكوادر الطبية، وسط مطالبات بتحمل الجهات المسؤولة واجبها إزاء حماية الأطباء.

وخلال العامين الماضيين، سجلت مستشفيات العراق اعتداءات مستمرة، طاولت عشرات الأطباء والطبيبات، إثر عدم نجاح عمليات جراحية، أو اتهامهم بالتقصير في أداء واجبهم، وتعرض كثيرون للضرب المبرح والجروح والكدمات، من قبل ذوي المرضى أو عشائرهم، في وقت شكا فيه الأطباء عدم وجود حماية أمنية لهم خلال ممارسة العمل، وخارجه.

وإثر ذلك، قامت وزارة الصحة العراقية بالتعاون مع الجهات الأمنية بتشديد الحماية داخل المستشفيات، وأكدت إصدار توجيهات عليا بالتعامل بحزم مع تلك الحالات واعتقال كل من يعتدي على طبيب، وإحالته إلى القضاء.

وأمس الجمعة، وبعد وفاة أحد المرضى الراقدين في مستشفى الزعفرانية، جنوبي العاصمة بغداد، حمّل ذوو المتوفى الكادر الطبي مسؤولية الوفاة، وقاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على عدد من الأطباء والممرضين.

من جهته، دان وزير الصحة صالح الحسناوي الحادث. ووفقاً لبيان للوزارة، فإن "الوزير وجميع ملاكات وزارة الصحة تدين الاعتداء الذي طاول الملاكات الطبية والصحية والتمريضية في مستشفى الزعفرانية التابع لدائرة صحة بغداد الرصافة من قبل مرافقي أحد المراجعين".

وأكد الوزير أنه وجّه "فوراً مدير عام صحة الرصافة بزيارة المستشفى للاطمئنان على ملاكاتها"، مشدداً على أنه "ستتم محاسبة المعتدين، واتباع الإجراءات القانونية لمقاضاتهم لعرضهم على القضاء العادل، وإصدار التوجيهات بمحاسبة قوة الحماية الموجودة وتعزيزها".

وأشار إلى أن "المتابعة مستمرة مع كل من وزير الداخلية وقائد عمليات بغداد وقائد عمليات الرصافة"، مؤكداً "عدم التهاون في حقوق المنتسبين من كافة الاختصاصات ومساندتهم في أخذ حقوقهم قانونياً وتمكينهم من تقديم الخدمة الطبية".

وتتعرض الجهات المسؤولة في العراق لانتقادات كبيرة على إثر تلك الاعتداءات، لعدم توفيرها الحماية اللازمة للكوادر الطبية، وعدم توفير أجواء صحية للعمل.

من جهته، أكد عضو نقابة الأطباء العراقيين، مازن الموسوي، "ضعف الإجراءات المتبعة لتوفير الحماية للأطباء داخل مستشفياتهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "المسؤولية كاملة تقع على وزارة الصحة والجهات الأمنية، إذ لم يتم اتخاذ الإجراءات الكافية للحماية داخل المستشفيات، وهذا جزء من الخلل الكبير الذي يجب إصلاحه".

وأضاف أن "الجزء الآخر هو العقوبات القانونية التي يجب أن تفرض على المعتدين، والتي يجب أن تشدد"، معتبراً أن "إهمال ذلك هو سبب في عدم انتهاء تلك الاعتداءات".

ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإن 72 ألف طبيب عراقي ما زالوا خارج البلاد، إذ دفعت بهم الظروف الأمنية والتهديدات التي تعرضوا لها إلى الهجرة، وبلغ عدد الأطباء الاستشاريين العراقيين منهم، ممن يقيمون في لندن وحدها، 4 آلاف طبيب غير الأطباء الجدد، أما في عموم المملكة المتحدة فعددهم يبلغ 60 ألف طبيب، أما في دول أوروبية أخرى وأميركا وأستراليا ودول الخليج فهناك ما لا يقل عن 12 ألف طبيب، في وقت يعاني العراق من نقص في أعداد الأطباء الاستشاريين.

المساهمون