المجاعة تتفشى في شمال غزة: إغلاق المعابر يفاقم الأزمة الإنسانية

26 مايو 2024
شبح المجاعة يهدد سكان غزة / 13 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تزايد المخاوف من عودة المجاعة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويفاقم الأزمة الإنسانية والأمن الغذائي، خاصة مع نزوح عشرات الآلاف من رفح.
- الحكومة في غزة تطالب بإعادة فتح المعابر لتسهيل وصول المساعدات، ورغم دخول شاحنات محملة بالطحين والأدوية، إلا أن الجهود لا تكفي لمواجهة الكارثة الإنسانية، مما يستدعي ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل.
- نحو 700 ألف نسمة في شمال غزة يعانون من شح المواد الغذائية، وتحذيرات من مجاعة وشيكة إذا استمرت القيود الإسرائيلية والأعمال العسكرية، مما ينذر بأزمة إنسانية قد تؤدي لوفاة المزيد من الأطفال وكبار السن.

تتصاعد المخاوف من عودة المجاعة إلى مدينة غزة شمالي القطاع، نتيجة منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية وإغلاقها للمعابر، وهو ما حذر من تداعياته المكتب الإعلامي الحكومي للقطاع، قائلا في بيان له اليوم الأحد: "تتعمّق الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تُطبِق إسرائيل بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل".

شبح المجاعة يهدد محافظتي غزة والشمال

وأضاف المكتب الحكومي: "بذلك يعود شبح المجاعة ليتهدد من جديد محافظتي غزة والشمال، وتتفاقم أزمة الأمن الغذائي في محافظات الوسط والجنوب، خاصة مع نزوح عشرات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح التي يقوم بها جيش الاحتلال"، متابعا: "نؤكد ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقاءها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به"، مشيرا إلى أن ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري (الذي أنشأته الولايات المتحدة) منذ بداية عمله (قبل أسبوع)، لم يتجاوز 100 شاحنة، فيما "دخل محافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة (أنشأها الاحتلال الإسرائيلي) غرب بيت لاهيا 214 شاحنة، منها 109 محملة بالطحين للمخابز والمواطنين و6 شاحنات أدوية فقط".

وطالب المكتب "بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح"، مشيراً إلى أن المعابر البرية "هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تهدد كافة مناطق القطاع"، داعيا المجتمع الدولي إلى "الضغط على الاحتلال لإدخال قوافل المساعدات برا وعبر المنافذ المعروفة كرفح وكرم أبو سالم وإعادة تفعيل معابر المنطار والشجاعية وبيت حانون".

يعاني سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من شحّ في المواد الغذائية والخضروات

ويعاني سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من شحّ في المواد الغذائية والخضروات، نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد "شبح المجاعة" إلى الواجهة من جديد، وفقًا لمسؤولين محليين ومنظمات دولية، حيث أدت القيود الإسرائيلية في الشهور الماضية إلى "مجاعة" في ظل حصار مشدد فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مرور إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما تسبب بوفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

وفي 7 مايو/ أيار الجاري، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى توقف تدفق المساعدات إلى القطاع وكذلك سفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، كما حذّر مسؤولو إغاثة وخبراء صحة، الجمعة، من "مجاعة في قطاع غزة خلال مايو الجاري، ما لم ترفع إسرائيل القيود عن المساعدات ويتوقف القتال وتعود الخدمات الحيوية"، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وحسب الصحيفة، قال المسؤولون إن "المجاعة في غزة متوقعة ما لم تعد الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة التي يجب أن تكون موجودة لدرء سوء التغذية"، موضحين أن "الجوع يتفاقم في غزة مع تواصل الهجوم الإسرائيلي على رفح"، المدينة الواقعة أقصى جنوبي القطاع، وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الأميركية، جانتي سويريبت: "لم نشهد شيئًا كهذا (الوضع في القطاع) من قبل في أي مكان في العالم"، حسب الصحيفة.

وخلّفت الحرب على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وتواصل إسرائيل الحرب رغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية"، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون