تونس: دعوات إلى معاقبة مروجي الحليب الصناعي بديلاً للرضاعة الطبيعية

04 نوفمبر 2021
زيادة انتشار الرضاعة الطبيعية على مستوى العالم (Getty)
+ الخط -

تسببت جائحة كورونا في اختلالات كبيرة في العديد من البلدان، فيما يتعلق بخدمات دعم الرضاعة الطبيعية، بينما ازدادت مخاطر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

وأفادت عدة بلدان بأن الشركات المنتجة لأغذية الأطفال ضاعفت من هذه المخاطر، من خلال إثارة مخاوف لا أساس لها من الصحة، حول احتمال نقل الرضاعة الطبيعية لفيروس كورونا للرضع، ومن ثم تسويق منتجاتها كبديل أكثر أمانًا للرضاعة.

وفي هذا السياق، أكّد رئيس الجمعية التونسية لطب الأطفال، الدكتور محمد الدوعاجي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الممتد من 1 إلى 7 نوفمبر/تشرين الثاني من كل سنة، أنّ "الجمعية أوضحت في عدة مناسبات أنه علميا وطبيا لا يوجد أي تأثير صحي لفيروس كوفيد 19 على الرضاعة الطبيعية، حتى لا يتم استغلال هذه الجائحة للترويج للرضاعة الصناعية".

وأضاف الدوعاجي: "لاحظنا في الآونة الأخيرة تزايدا في الممارسات غير القانونية في علاقة بالإشهار لبدائل حليب الرضع، من خلال نشر صور لعلب الحليب الصناعي، أو عبر بث مقاطع فيديو ترويجية لهذا المنتج لنساء "مؤثرات" على مواقع التواصل الاجتماعي، واستعمال بعضهم عبارة "منتوج منصوح به من قبل طبيب الأطفال" عند تقديمهن لبدائل حليب الأم، وهو ما من شأنه أن يعرّضهن إلى تبعات قضائية".

وتابع الدكتور الدوعاجي: "نطالب وزارة الصحة واللجنة الوطنية لتنمية غذاء الرضيع والطفل، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الشركات التي تقوم بعروض ترويجية وإشهارية لحليب الرضع الصناعي ووسطائهم".

وقد نبهت الجمعية التونسية لطب الأطفال، في بيان نشرته أمس الأربعاء، إلى أن "هذه الممارسات التي تشهد انتشارا أكثر فأكثر مخالفة لقانون عدد 12 من سنة 1983 الذي يمنع الإشهار لأي بديل لحليب الأم، وتشكل عائقا أمام الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالرضاعة الطبيعية، التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع مختلف الجمعيات المعنية".

واعتبرت أنّ "تونس مدعوة إلى بذل مزيد من الجهود من أجل الرفع من نسبة الرضاعة الطبيعية"، داعية إياها "إلى الإسراع في تنظيم اجتماعات لتحيين الإطار القانوني القديم المحدث منذ 35 سنة، بما يمكن من مواكبة الوضعية الحالية والتكنولوجيات الحديثة في المجال".

وفيما حققت معدلات الرضاعة الطبيعية في العقود الأربعة الماضية تقدما، مع زيادة انتشار الرضاعة الطبيعية على مستوى العالم بنسبة 50 في المائة، أتت جائحة كورونا لتسلط الضوء على هشاشة تلك المكاسب، وفق ما جاء في بيان مشترك صادر عن المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى أن "الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لهذا العام، تحت شعار "حماية الرضاعة الطبيعية: مسؤولية مشتركة" هو أسبوع يتم التركيز فيه على إعادة النظر في الالتزامات التي تم التعهد بها في بداية هذا العام من خلال إعطاء الأولوية للبيئات الصديقة للرضاعة الطبيعية للأمهات والأطفال".

المساهمون