حراك داعم لصمود غزة في جامعات المغرب: فلسطين قضيتنا

18 نوفمبر 2023
الطلاب في قلب التضامن المغربي مع غزة (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، بدا التأييد الشعبي في المغرب واضحاً، وبرز من خلال وقفات تضامن شبه يومية شملت نحو 40 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، كانت عناوينها الرئيسة دعم الفلسطينيين ومساندة المقاومة ورفض التطبيع، كما شهدت الكليات والجامعات وقفات تضامن عبّر خلالها الطلاب عن اعتزازهم بما حققته المقاومة، وبصمود الشعب الفلسطيني.
مع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، شهدت الجامعات في كل من الدار البيضاء، ومراكش، وأغادير، وطنجة، وتطوان، ووجدة، وفاس، ومكناس، والناظور، وآسفي، والجديدة، وبني ملال، والمحمدية، والقنيطرة، والرباط، والرشيدية وغيرها، حراكاً طلابياً كبيراً، إذ احتشد آلاف الطلبة في وقفات ومسيرات للتضامن مع شعب غزة، وتظاهر آخرون خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا، كما أُحرقت أعلام الاحتلال في بعض التظاهرات.

إلى جانب الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التضامنية، خاض طلبة المغرب، في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضراباً وطنياً شمل كافة الدروس تنديداً بعدوان الاحتلال على قطاع غزة، واستنكاراً لما تتعرض له فلسطين من مجازر.

يقول رئيس منظمة "التجديد الطلابي"، وهي أحد أهم الفصائل الطلابية بالجامعات المغربية، مصطفى العلوي: "بعد العدوان الصهيوني على غزة الذي تلا عملية طوفان الأقصى البطولية والتاريخية، قررنا كمنظمة طلابية إيقاف جميع البرامج، والتركيز على القضية الفلسطينية، ونظمت فروعنا في مختلف الجامعات أياماً للدعم والنصرة، شهدت إقبالاً غير مسبوق من الطلبة، كما سجلنا ارتفاع التعاطي مع القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، وإقبالاً على معرفة أبرز المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وأبرز بطولات المقاومة". 

مناهضة التطبيع تطغى على تحركات الشارع المغربي (فاضل سنا/فرانس برس)
مناهضة التطبيع تطغى على تحركات الشارع المغربي (فاضل سنا/فرانس برس)

ويضيف العلوي لـ"العربي الجديد": "اشتغالنا على القضية الفلسطينية دائم ومستمر، واعتدنا على تنظيم معارض الكتب والحلقات والندوات، وأطلقنا خلال الفترة الماضية أيام الدعم والنصرة، ونظمنا المهرجان الطلابي الشبابي بشراكة مع شبيبة (حزب العدالة والتنمية)، والفعاليات مستمرة، ولن تتوقف سوى بتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، كما شاركنا، باعتبارنا عضواً في (مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين)، في جميع الوقفات والمسيرات، وساهمنا في تأطيرها، كما كان الحال في المسيرة الوطنية التي نظمت بمدينة طنجة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. خضع الطلبة المغاربة لعملية مقيتة من التضليل ومحاولة التدجين وغسل الدماغ في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وبعض الجهات تحاول تصوير القضية الفلسطينية أنها على النقيض من قضية الصحراء المغربية، لكن يمكن التأكيد أن الطلبة بشكل خاص، والمجتمع المغربي بشكل عام، تفاعلوا مع معركة طوفان الأقصى".
ويرى طالب الطب بكلية الرباط أنور المحمدي أن "ما يجري في قطاع غزة مجزرة بشعة، وعنوان لغياب الإنسانية رغم تجاوز الاحتلال الإسرائيلي كل الحدود، وقد شارك طلبة الطب، في 26 أكتوبر الماضي، في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بالمستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط، بدعوة من النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، للتضامن مع غزة، والتنديد باستهداف المستشفيات والطواقم الطبية. لفلسطين في نفوس المغاربة بمختلف أطيافهم مكانة لا تقبل المساومة، ودعم القضية يتزايد، ومهما سيحدث، ستبقى فلسطين دائما في القلوب".

قضايا وناس
التحديثات الحية

بدوره، يقول الطالب في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس في الرباط يوسف الحارثي لـ"العربي الجديد": "المبادرات الطلابية للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة دليل على تفاعل المغاربة مع أحداث الأمة العربية، وبخاصة قضية فلسطين التي تعتبر إلى جانب قضية الصحراء المغربية من أبرز القضايا. الطلبة جزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي، ولديهم دوافع داعمة للقضية الفلسطينية، وكل المبادرات التي نظموها نابعة من حبهم الشديد للقضية. ما يحدث في فلسطين من إبادة وجرائم وخراب ودمار يفوق كل تصور، وما نشهده من تواطؤ دولي يقتضي تحرك الجميع لوقف المجزرة".
وتؤكد الطالبة مريم بوتمارت أن "ما يحدث في غزة هو عار تتحمل مسؤوليته كل الدول العربية بالأساس، ثم إسرائيل والدول الداعمة لها، والتي تتغنى ليل نهار بحقوق الإنسان والقانون الدولي، لكنها تتغاضى عن مجازر الاحتلال. أبسط ما يمكن تقديمه للفلسطينيين هو إظهار الدعم لهم، ولمقاومتهم، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. مظاهر قتل الأطفال والنساء في غزة تترك آثاراً في نفسية كل إنسان سوي، وتثير الكثير من الأسئلة حول من خذلهم، وكيف نقدم يد العون لهم. ما يخفف عني هو أن الصمود الفلسطيني يشكل مثالاً لنا كشباب، ويؤكد أن القضية لن تموت مهما فعل الصهاينة".

المساهمون