سورية: المياه الملوثة ترفع أعداد المصابين بالتهاب الكبد "أ" في ريف طرطوس

02 مارس 2022
من عوامل الإصابة الخطرة عدم توافر المياه الآمنة (Getty)
+ الخط -

تُسجّل منطقة دريكيش في ريف محافظة طرطوس على الساحل السوري، ارتفاعاً في أعداد الإصابات بالتهاب الكبد "أ"، بحسب ما أكده مسؤولون صحيون، عزوا ذلك إلى ارتفاع نسبة التلوث في المياه.     

وقال زهير درغام (47 عاماً)، من سكان منطقة دريكيش، لـ"العربي الجديد": "منذ بداية الشهر الماضي أصبحنا نسمع عن أشخاص أصيبوا بـالتهاب الكبد، ومنهم أصدقاء وأقارب، ما يزيد من معاناة الأهالي، فكل شخص معيل لأسرته سيقعده المرض عن العمل، والناس بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها، إضافة إلى مصاريف العلاج". 

وعن أسباب الإصابة، لفت إلى أنّ "ما يجرى تداوله هو المياه، فهناك من يقول إنّ مياه الينابيع ملوثة، ومنهم من يشيع أن صهاريج وخزانات بيع المياه غير نظيفة"، لافتاً إلى أنّ "التهاب الكبد من الأمراض الشائعة في المنطقة، إلا أن السنة الحالية سجلت زيادة في أعداد الإصابات".   

من جانبها، أكدت رئيسة المنطقة الصحية في مدينة دريكيش، الدكتورة هنادي دبرها، ارتفاع عدد الإصابات بالتهاب الكبد "أ"، وعزت السبب إلى مياه الينابيع التي تتعكر نتيجة الهطولات المطرية، مبينة، في تصريح لأحد المواقع المحلية، أنّ الأهالي يملأون مياه الينابيع بعبوات بلاستيكية ويضعونها في منازلهم غير مدركين تلوثها.

وأضافت أنّ المركز الصحي في دريكيش اعتاد استقبال إصابات، وخاصة في موسم الهطولات المطرية، إلا أنّ الأعداد ارتفعت خلال العام الجاري، إذ يسجل نحو 15 إصابة يومياً في حد أوسط.

وذكرت أنّ تحليل عيّنات عشوائية من عدة مصادر طبيعية أكد وجود جراثيم فيها، فيما تختلف نسبة التلوث من أسبوع لآخر مع إعادة التحليل. 

ولفتت المتحدثة إلى أنه طُلب من الأهالي تعزيل الخزّانات المنزلية ووضع حبوب الكلور التي وُزِّعَت لتعقيم المياه وتوزيع حبوب التعقيم على المدارس والروضات والمطاعم، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية الصحية على ضرورة الشرب من المياه الرئيسية التي تخضع لعمليات تعقيم ومراقبة آنية، محذرة من ازدياد عدد الإصابات مع المنخفض الجوي المتوقع نهاية الأسبوع الجاري. 

بدوره، أفاد مهندس زراعي من طرطوس، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، في حديث مع العربي الجديد"، بأنه يعتقد أنّ "السبب الرئيسي لتلوث مياه الينابيع، سوء البنية التحتية للخدمات، وخاصة شبكة الصرف الصحي، ما يسبب تسرب المياه الآسنة إلى المياه الجوفية، وزيادة مؤشرات التلوث فيها، إضافة إلى مخلفات معامل المنظفات وغيرها من الجهات، التي تساهم بتلويث المياه، في ظل غياب الرقابة وانتشار الفساد".

وأوضح أنّ "معظم المعامل في المنطقة لا تتقيد بإنشاء محطات معالجة خاصة بمخلفات المعامل التي منها ما يطرح ملوثات جرثومية أو كيماوية مثل النترات أو ملوثات مسرطنة مثل الرصاص". 

وحذر من أنّ "الخطر يتضاعف مع تراجع إمكانات القطاع الصحي، جراء وجود نقص في الكوادر الطبية والأدوية، فيما ارتفعت أسعار الأدوية كثيراً، ما يحرم الغالبية الساحقة فرصة الحصول عليها، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية". 

يشار إلى أنّ التهاب الكبد "أ"، التهاب يصيب الكبد، ويمكن أن يسبب مرضاً تراوح شدته بين الخفيف والخطير. وتنتقل العدوى بهذا الفيروس من طريق تناول الأطعمة والمياه الملوّثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تعتبر أنّ من عوامل الإصابة الخطرة تردي خدمات الصرف الصحي، وعدم توافر المياه الآمنة.

المساهمون