طلاب يبيتون في جامعة بيرزيت خشية الاعتقال السياسي ويطالبون بالإفراج عن زملائهم

21 ديسمبر 2022
طلاب في جامعة بيرزيت (العربي الجديد)
+ الخط -

يُواصل قرابة 10 من طلاب جامعة بيرزيت، شمال رام الله وسط الضفة الغربية، اعتصاماً داخل الجامعة منذ 10 أيام بشكل متواصل، فيما يراوح عدد المعتصمين اليومي الذين يبيتون في الجامعة بين 15 و20 طالباً.

ويُطالب المعتصمون بالإفراج عن سبعة معتقلين من الطلبة، والحصول على ضمانات بعدم اعتقالهم في حال مغادرتهم الحرم الجامعي، وقد ارتبطت الاعتقالات بموعد ذكرى انطلاقة حركة حماس في 14 ديسمبر/ كانون الأول.

المعتصمون داخل الجامعة، الذين يبيتون في المبنى الذي يقع فيه مجلس الطلبة، هم من ممثلي الكتلة الإسلامية في المجلس، وعلى رأسهم رئيسه يحيى قاروط، وكوادر من الكتلة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة حماس)، ومنهم منسقها أسامة أبو عيد.

ويؤكد رئيس مجلس الطلبة يحيى قاروط، لـ"العربي الجديد"، أنّ اجتماعاً عُقد قبل يومين بين الطلبة المعتصمين من جهة، ورئيس الجامعة وعدد من أعضاء مجلسها من جهة أخرى، إذ وضع الطلبة الإدارة في صورة ما يتعرضون له من ملاحقات أمنية، والمطالبة بالتدخل لدى الجهات الرسمية للحصول على ضمانات له كرئيس للمجلس، ولباقي الطلبة الملاحقين، بعدم التعرض لهم في حال خروجهم من الجامعة.

ويقول منسق الكتلة الإسلامية أسامة أبو عيد، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع كان بطلب من المعتصمين، للمطالبة باتخاذ موقف جدي لوقف ملاحقتهم، مؤكداً استمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب، وخصوصاً وقف ملاحقة 10 من الطلبة الذين لا يستطيعون الخروج من الجامعة خشية تنفيذ التهديدات التي بلغتهم من طريق الاستدعاءات الهاتفية، أو بتهديد عائلاتهم، أو إيصال رسائل إليهم عبر المعتقلين السابقين الذين أُفرِج عنهم.

وبحسب مجلس الطلبة، اعتقل 13 طالباً لمدد مختلفة أفرج عنهم لاحقاً، إضافة إلى السبعة الموقوفين حالياً لدى الأمن الفلسطيني. ويؤكد رئيس المجلس أنهم جميعاً تعرضوا للتعذيب والشبح خلال التحقيقات.

والمعتقلون لدى الأمن الفلسطيني حالياً من الطلبة هم محمد قاسم، ومحمد ناصر، وأحمد فرح، وأحمد شلبي، ومحمد مرّة، وضياء الجندي، ونور عطاطرة. ونقل قاروط عن المعتقلين المفرج عنهم أن زملاءهم في مراكز الأمن لا يزالون يتعرضون للتعذيب.

كذلك نقل عن المفرج عنهم أن رسائل تهديد نقلت إليه وإلى عدد من الطلبة أنهم سيُعتقَلون بمجرد خروجهم من الجامعة، كذلك توعد الأمن بتعذيبهم في حال اعتقالهم، حسب قاروط.

ووفقاً لأبو عيد، فإنه مع انتهاء فترة ذكرى انطلاقة حماس الأسبوع الماضي، بدأت حدة الأمور بالتراجع، وبدأ الإفراج عن المعتقلين تباعاً، لكن المشكلة أن الأمن يريد اعتقال من رفضوا الانصياع للاستدعاءات، أو من لم يتمكن من اعتقالهم.

ويقول أبو عيد: "التحقيق مع المعتقلين تركّز على العمل النقابي، وشملت الاعتقالات والاستدعاءات كتلاً طلابية أخرى غير الكتلة الإسلامية، وقد شمل أيضاً النشاطات الطلابية، وكذلك فعاليات انطلاقة حركة حماس التي تنظمها الكتلة الإسلامية سنوياً داخل الجامعة".

ووصف أبو عيد حياة الاعتصام بالصعبة، لكنه أكد وجود التفاف من الطلبة غير الملاحقين الذين يستطيعون البقاء في بيوتهم، لكنهم يصرون على المبيت في الجامعة إسناداً لزملائهم.

وبدأ الاعتصام الاثنين الماضي 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بمؤتمر صحافي لمجلس الطلبة داخل الحرم الجامعي، بمشاركة عدد من الكتل والحركات الطلابية.

وكانت ربى عاصي، ممثلة عن القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية، قد قالت لـ"العربي الجديد" خلال المؤتمر الأسبوع الماضي، إن التهديدات طاولت مختلف الحركات الطلابية، بهدف "منع ممارسة العمل النقابي داخل الجامعة وإخماد أي صوت حر"، حسب تعبيرها.

وأكدت عاصي أن التهديدات شملت على الأقل طالبين من القطب تلقيا اتصالات هاتفية من الأجهزة الأمنية، حملت تهديدات واستدعاءً هاتفياً من جهاز المخابرات العامة دون تسليم أي أوراق رسمية لهما، لكنهما لم يستجيبا.

وكان رئيس مجلس الطلبة يحيى قاروط قد قال، خلال المؤتمر، ردّاً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن هدف حملة الاعتقالات والاستدعاءات، إن التوقيت "يصادف ذكرى انطلاق عدد من الحركات الفلسطينية"، في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يصادف تأسيسها 11 ديسمبر/ كانون الأول، وحركة حماس التي تصادف ذكرى انطلاقتها 14 ديسمبر، مؤكداً أن "معظم من استُدعوا أو اعتُقِلوا هُدِّدوا لعرقلة الفعاليات بهذه المناسبات".

المساهمون